مساويط السواد والرماد
*مساويط السواد والرماد* !!
-محجوب فضل بدری-
-(مساويط الرماد) إسم لقصة قصيرة كتبها يوسف عزت الماهری، مستشار المتمرد حميدتی الماهری،بدأها بعبارة جاءت علی لسان مريومة- بطلة القصة-(الرجال جاعوا)!! وهی محنية الخاطر،!!وعلی ظهرها طفلها الباكی المتململ من الجوع،بعدما كسر الجنجويد خاطرها، وقتلوا زوجها عبد الرسول،ونهبوا إبل كشوم البطل الشعبی الذی حولته غارات الجنجويد إلی مسخرة أملس اليد حتی من عكاز مثله مثل النساء،ومريومة تبحث فی أكوام الرماد التی خلفها حريق قريتها علی يد الجنجويد عن (عود لتستخدمه كمسواط) تصنع به عصيدة لبطون الرجال الجوعیٰ،وساطت مريومة العصيدة كيفما اتفق فالتهمها الرجال بشراهة فوجدوها (بطعم البارود)،وعندها إكتشفوا إن مريومة *ساطت لهم العصيدة بماسورة البندقية* إذاً لا سبيل لكسب لقمة العيش إلَّا بفوهة البندقية !! ومازاد الماهری شيٸاً عن مقولة جون قرنق لجنوده المتمردين (ماهية بتاعك، فی خشم بندقية بتاعك) وهی دعوة صريحة لممارسة النهب والسلب،وهذا ما وسم تصرفات المتمردين فی الحرب التی أشعل فتيلها المتمرد حميدتی،فی لحظة لوثة عقلية-هذا إن كان له عقل إبتداءً- ولابد إن لمستشاره يد فی ذلك !! وها هم المتمردون اليوم يجنون ثمار أفعالهم الرماد،بطشاً بيد القوات المسلحة الباسلة،ورفضاً من جميع أبناء الوطن الذين إختاروا الإلتفاف حول جيشهم الأبی،وصاروا سنده وعضده لتلقين دروساً للجنجويد المتمردين،الذين خربوا المٶسسات العامة،والمستشفيات والصيدليات والجامعات ومراكز البحث العلمی والمصارف والمتاحف ومحطات المياه ومراكز التحكم فی الكهرباء ودار الوثاٸق المركزية (ذاكرة الأمة) ومنازل المواطنين وسياراتهم وتحيل العاصمة إلی رماد۔
– وامتدت السواطة فی الرماد لتجتذب بعض أعضاء لجان المقاومة للعمل كمخبرين لصالح الجنجويد الرباطة،لإعتقال المعاشيين من العسكريين، وقادة التيار الإسلامی العريض، وغيرهم من أجل حفنة دولارات!!
-الشاعر محمد عثمان محمد صالح الشهير بكجرای -كجرای اسم لمجنون فی سوق بورتسودان إختاره الشاعر إسماً حركياً، يوقع به مقالاته المعارضة للحكومة حينذاك- جمع أشعاره فی ديوان وسمه ب (الصمت والرماد) واتفق كجرای مع صديق له لبنانی علی طباعته فی بيروت علی ان يقوم الشاعر بتسديد تكلفة الطباعة من ريع الكتاب،وقام اللبنانی- اظن ان اسمه الدكتور إحسان حتحوت- ولم يلتزم الشاعر بالسداد فأرسل له الدكتور برقية جاء نصها كما يلی *(استاذ كجرای/لُذْتَ بالصمت، وخلَّفت لنا الرماد)* !! وهكذا فعل حميدتی المتمشدق بالديمقراطية-للمقارنة مع الفارق- لاذ بالصمت وخلَّف لنا الرماد۔
-جاء صديق للقاهرة بعد الحرب،وطفق يبحث عن شقة تٶويه وأسرته،وقصد المناطق الشعبية فی القاهرة طمعاً فی ان يجد ما يناسب ظروفه المادية،وبعدما ما زار حيَّاً من أحياء القاهرة الأكثر شعبية،بعث لی برسالة نصية مشيراً لحی بعينه وقال *(اريتو حال السودان والرماد)* وفهمت علی الفور إنه يقصد (حال السواد والرماد) !! فسبق عقله اصابعه فكتب *السودان والرماد بدلاً عن السواد والرماد* وأظن إنه لم يعدو الحقيقة فی قليل او كثير٠
*الله غالب*