كتب حسن إسماعيل: سلامات غدا يحمد القوم السُّرى
– الكثيرون يسألونني كيف ترى موازين القوى بين الجيش والمتمردين ولماذا أنت متفائل بانتصار باهر للجيش …
– فى الحقيقة فإن البعض من هذا الكثير خائف متخوف، يائس متهجس ولكني أقول…
– دعوني املككم هذه الحقائق
– التمرد بدأ احتلال الخرطوم منذ يوم ٩ ابريل ٢٠١٩ قبيل بيان ابن عوف يومها كنت عائدا لبيتي فى أمدرمان فلاحظت أن القوة المسيطرة على كبري الحديد هي قوات حميدتي وكانت تفعل العكس تغلق الكبري أمام الخارجين نحو ام درمان وتفتحه أمام الداخلين نحو الخرطوم، وأنا على بعد أمتار تواصلت مع شخصية قيادية لأسأل عن هذا فأجاب بعبارة واحدة ( الدعم السريع قد تمرد بالكامل)
– ثم تسارعت أقدام حمار النوم بحميدتي مذاك إلى أن استسهل بلع السودان كله… يبلعه ويشرب عليه ماء قحط دون أن يصاب بالتخمة… هكذا كان يظن إلى قبيل إسبوع عندما ثقبت شوكة الجيش السوداني حلقه وجعلته يتحول سريعا إلى مخرب مختل على الأرض
– حميدتي لم يخض هذه الحرب يوم 15 أبريل… خاضها يوم ٣٠يوليو ٢٠١٩ يوم تم إلغاء المواد التي تربطه بالجيش، تمرد يوم كان هو الذي يكتب قوائم إحالة ضباط الجيش للمعاش ويرفض إعادة ضباط الشرطة المرجوعين إلى مواقعهم وهو في ذات الوقت يخرج عشرات الكتائب من أجناده، حميدتي تمرد يوم تم تسليمه مقار هيئة العمليات فأحكم قبضته على سحر ونحر الخرطوم ويوم جلس فى مكاتب استشارية الأمن العليا وتمكن من يومها سماع دبيب النمل فى كل مجلس السيادة والوزراء، حميدتي تمرد منذ ذهب الى دار حزب الأمة وتبرع بالمليارات للواثق ومريم وأدخلهم فى جيبه ويوم ذهب لإفطار التجمع الإتحادى ودفع ثمن الوجبات وأخذ أفراده وضمنهم فى جيب الساعة حتى خرج عبيط السفارات يُخوف الشعب السودانى
– المهم
– يوم 15 أبريل كان استعداد حميدتي 200% وكان استعداد جيشكم فقط 40%
– ودعوني أصدقكم لولا الحائط العالي أمام القيادة العامة التي تصدت لنار الثنائيات وكتيبة القوات الخاصة التى ألحقت أول الخسائر بالتمرد أمام مبنى القيادة العامة وقناصو سلاح البرية ثم مجموعة الحرس الرئاسي التي تفاجأت بكسر الحائط الذي يفصل بين بيت البرهان وحميدتي ( حميدتي كان مجهز بلدوزر مخصوص لكسر حائط جاره ) وتفاجأوا بهجوم ذئاب التمرد فصدوه بأرواحهم… لولا خطوط الدفاع الأولى الثلاث هذه لتمكن التمرد من عنق السودان وأصبح حميدتي رئيسا لمجلس السيادة وعبدالرحيم وزيرا للدفاع وياسر عرمان رئيسا للوزراء
– نعم قواتكم المسلحة بدأت المعركة باستعداد 40% وثلاث طائرات فقط تمثل أقل من واحد فى المائة من مجموع عافية الطائرات الحربية
– من هذه النقطة البعييييدة عُدنا واستلمنا زمام الأمور والمبادأة
– منذ 15 أبريل إلى اليوم كالآتي
– رفع الجيش السودانى استعداده إلى الضعف ( لم نستدع الإحتياط حتى الآن ) وفقد التمرد مشروعه التآمري السياسي وفقد 50% من آلياته و70% من كتلته البشرية التي سافر طه الحسين إلى النيجر لتعويضها
– ثم في حين يصطف الشعب السوداني خلف جيشه لايستطيع قادة قحط أن يقدموا أي سند جماهيري معلن وجهير إلا بعد أن يضعوا التمرد أمام نيران تصريحاتهم فيقولون( الحرب العبثية) ولهذا هاتف حميدتي الواثق ومريم قبل يومين وسبهم وهددهم وأهانهم وخوفهم من المصير الذي ينتظرهم إذا تم دحره!!
– أقول كل هذا واختم بالدوافع
– فهزيمة تمرد حميدتي تعني هزيمة مطامح فردية مختلة ومعلولة تتدثر بالعشيرة وتتوسل بديباجة سياسية بائسة
– وانتصار الجيش السوداني يعني بقاء الدولة السودانية ويعني التعافي من أمراض الغفلة والتواطؤ التي ظلت تنخر عظم الدولة السودانية منذ سنوات
– ثم
– كل عمليات الجراحة الطويلة والمعقدة تستمر طويلا ثم يخرج ( الجيش) بزيه الأخضر الباهي ليقول لنا بابتسامة الرِّضا ( حمدا لله على السلامة ) ( نجحنا )
– غدا يحمد القوم السُّرى أيها الأحبة الكرام
– محبتي
6 مايو ٢٠٢٣