الكتاب

*( كيف يكون الحال ) .. حال نجح انقلاب حميدتي والحرية والتغيير ؟!*

• المخطط الكامل لحميدتي وحلفائه الداخليين والخارجيين كان يهدف إلي الاستيلاء علي السلطة بانقلاب عسكري بغطاء سياسي داخلي ودعم دبلوماسي ومخابراتي خارجي من دول عربية وأفريقية وأروبية ..

• وخطة حميدتي لم تكن فقط تهدف إلي تحييد المطارات والطائرات كما قال ويقول .. وإنما إلي تحييد قائمة طويلة من القادة العسكريين والمدنيين .. وكلمة تحييد تتخفي خلف كلمة تدمير وقتل وهي من المصطلحات الجديدة في الإعلام السياسي الغربي .. والصهيوني خاصة ..

• الحقيقة الصادمة أن حميدتي إن تمكن من رقاب خصومه لفعل بهم الأفاعيل .. بالتحييد تارة ..وبالسجن تارة وبالاعتقال والتنكيل ..تاراتٍ .. ومرات !!

• إنها الحقيقة المرة ..حزم حميدتي أمره واستجمع قواه وترتيب أمره وقرر قراراً لا رجعة فيه أن يصعد علي ظهر حصان السلطة مهما كلفه الأمر ..

• في الجانب الآخر كان البرهان والمحيطون به بذات طريقتهم البطيئة في حسم الأمور وعدم التعامل الجدي مع تقارير أجهزة الأمن والإستخبارات التي أعلمت قائد الجيش قبل أيام من وقوع الأحداث بنية حميدتي تنفيذ انقلاب دموي إن حدث لأعاد إلي التاريخ الحاضر ذكري مجزرة بيت الضيافة في نسخة جديدة بوسائلها وخلفياتها ومراميها ..

• قبل ساعة واحدة فقط من تنفيذ انقلاب حميدتي أيقن الفريق البرهان أن تقارير أجهزته الأمنية كانت دقيقة إلي الحد البعيد .. وقبل أن يفوق قائد الجيش من هول المفاجأة الداوية وجد نفسه وسط مجموعة التأمين الخاصة به شاهراً كلاشه للدفاع ليس عن مقر إقامته فقط .. وإنما لرد هجوم كاسح كاد أن يدمر مقر قائد الجيش ويهده علي رؤوس ساكنيه وأولهم الفريق البرهان ..

• في الجانب الآخر كان حميدتي قائداً لعملية اقتحام القيادة العامة بنفسه وسط نخبة من قواته الخاصة .. ولم يكن يخامره أدني شك بأنه سيلقي القبض علي البرهان وكبار الضباط الذين معه ..

• ولأن المؤامرة لم تكن داخل القيادة العامة وحدها فقد كانت هنالك أجهزة وشخصيات أخري رفيعة في الدولة تعمل لصالح حميدتي وليس سراً أن بعضها لايزال يعمل .. ففصول المخطط لم تكتمل بعد !!

• عندما ينجلي غبار هذه المؤامرة ، ستتكشف خيوطها .. وسيظهر إلي العلن .. من قبض الثمن ليصمت ومن قبض ليفعل .. أو ينسحب .. ومن باع .. ومن إشتري !!

• في الجانب الآخر من الضفة ، تم تجهيز كتيبة إعلامية كاملة العدة والعتاد للتبشير بالعهد والجديد وتقديم كافة أنواع التغطية والتبرير للإنقلاب وتشكيل الحكومة الجديدة بمشاركة مدنيين أو قل عملاء الخارج والداخل في قوي الحرية والتغيير بشتاتها اليساري والطائفي .. كان رئيس الوزراء المدني جاهزاً للعودة علي ظهر دبابة إعلام مكاتب القنوات العربية والأجنبية التي ( قلبت الموجة) سريعاً للتركيز علي خط إعلامي جديد يتهم فلول النظام البائد بتدبير إنقلاب علي ثورة ديسمبر بقيادة علي كرتي وأسامة عبد الله وهي الأكاذيب والأوهام التي يرددها دائماً موتورون أمثال الحاج وراق وياسر عرمان وتتلقفها مجموعة المستشارين المقربين من حميدتي والمعروفون بإنتمائهم اليساري والعروبي فيرددها الرجل باعتبارها مسلّمات ومعلومات لاتقبل الجدل والتردد ..وهنا يكمن الفرق بين البرهان وحميدتي ..فالأول يتردد في التعامل مع التقارير المؤكدة التي حدثته عن مؤامرة حميدتي والثاني يأخذ بالجدية أكاذيب المحيطين به علي محمل الجد الذي لايقبل التأخير .. والتصريح به وإن بدا ساذجاً ومضحكاً مثل حديث حميدتي من مخبأئه عن ارتداء الكيزان لزي الدعم السريع لتنفيذ عمليات النهب والسرقة أو إرتداء كاكي الجيش والقتال في صفه ..

• وما يعلمه الرجل جيداً أن الإسلاميين إن قرروا خوض معركة مسلحة لفاضت طرقات الخرطوم بكتائبهم الوضيئة ولأمتلأت مسافات السفر من الأقاصي والفيافي بمجاهدين أول صفهم في كل ولايات السودان وآخره في الخرطوم الجريحة .. لكنهم يكفون أيديهم ويقيمون الصلاة والدعاء لنصرة جيش السودان الباسل ..

• خلاصة القول إن القوي الدولية التي تطالب الآن بوقف إطلاق النار وتضغط علي الجيش السوداني ليتوقف عن دحر المتمردين عليه .. هذه الدول نفسها ما كان لها أن تطالب حميدتي والذين معه بالتوقف عن سحق قيادة الجيش السوداني والتنكيل بالقوي الوطنية التي رفضت وترفض الاتفاق الإطاري ..

• وإن كان حميدتي جالساً اليوم علي كرسي قائد الانقلاب علي البرهان ومجموعته لما وجدت آلة الإعلام التي تقودها اليوم ذات المجموعات الصحفية والإعلامية التي تلقت وتتلقي دعماً مالياً مفتوحاً من فولكر وسفارات معروفة بالخرطوم ، لما وجدت هذه المجموعة مشروخة المصداقية والحلاقيم حرجاً في تبرير عمليات القمع والتحييد والاعتقال والتشريد التي كانت ستقوم بها حكومة الانقلاب (العسكر مدني) الجديدة .. وحجتهم في ذلك حاضرة وجاهزة أن أتركوا حميدتي ليستكمل عمليات دحر وتمشيط فلول النظام البائد الذين يعيقون التحول الديمقراطي بقيادة حميدتي ، ياسر عرمان .. وآخرون ..

• وبذات المنطق .. لماذا لاتصمت دول النفاق العربي والأفريقي والأروبي حتي يستكمل الجيش السوداني مهمته الوطنية في دحر تمرد داخلي عليه ؟!

• وبذات المنطق لماذا لاتكف آلة الإعلام الأجنبية بجلبابها ولسانها السوداني عن التحريض علي الجيش السوداني وترديد خطها الإعلامي الجديد بعد خيبتها الصاعقة لفشل الانقلاب العسكر مدني بقيادة حميدتي ؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى