قمة الاتحاد الافريقي ال36 تحديات السلم وأمال تفعيل التجارة الحرة
بقلم / حالي يحيي
الملاحظ لكل متابع للشأن الافريقي يجد ان قضية السلم والامن وجهود المبذولة في محاولة لاسكات البنادق باتت قضايا ترحل من قمة الي اخري كونها الفاعل والحاضر بحكم الواقع في إعاقة اي محاولات لتعزيز استقرار الشعوب او علي الاقل الابتعاد عن البحث بجدية وعدالة عن مسببات النزاعات المتفرقة مع تباين مستويات هذه الازمة في دول القارة… ذات الملف نوقش بشكل كبير في قمة هذا العام في اديس ابابا وبحضور أكثر من 40 رئيس دولة و4 رؤساء حكومات وتعليق عضوية 4 دول بسبب حدوث انقلابات عسكرية غير دستورية. رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أكد في كلمته ان دور رعاية الاتحاد الأفريقي في تحقيق السلم بين حكومته وجبهة تحرير تغراي مهما ، وفعالا وعده إنجازا يحسب للمنظمة في إطار جهودها المستمرة في تحقيق السلام القاري وظلت المنظمة تولي اهتماما كبيرا بالبحث عن حلول افريقية للمشاكل الافريقية. ويبقي النزاع والصراع الداخلي مستمرا في دول اخري بحسب متابعين لا يمكنها ان تجعل قضية تعزيز التجارة الحرة ضمن أولوياتها،،
بالرغم من اتخاذ القمة شعار هذا العام وهو الإسراع في تنفيذ منطقة تجارية حرة ، دون التقليل من حالة التفاؤل التي راودت قادة الدول الا انه يجب عكس الواقع الافريقي بشكل شفاف بعيدا عن آمال وطموح الشعوب. وهي تعي تماما ان قمة هذا العام تأتي في ظروف بالغة التعقيد خاصة في ظل أزمات عدة اقليمية، تعاني من اثارها الدول الافريقية بشكل كبير من هذه التحديات الحرب الروسية الأوكرانية، وما نتج عنها من ازمة الغذاء ، وتحديات ظاهرة تغير المناخ، والنتائج الاقتصادية لجائحة كورونا دون الاغفال عن تصاعد موجة العنف والإرهاب في عدد من دول القارة. كل هذه الآثار يجعل من قضية البحث عن السلم والامن غاية في الأهمية نحو تعزيز شعار القمة وتفعيل منطقة للتجارة الحرة مستقبلا منشودا وواعدا لكنه يظل تحديا بالغ التعقيد بحسب مراقبين للشان الافريقي.
فيما ناقشت القمة سبل تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية وإزالة المعوقات التي تحول دون تنفيدها علي الارض منها ضرورة تعزيز طرق النقل والاتفاق علي توحيد عملة التداول للتجارة البينية وتحديد بقية الدول تعريفتها الجمركية، الخطوات في حد ذاتها تدفع بشكل جاد حرص الاتحاد الافريقي علي إحلال استقرار اقتصادي امثل في ظل تحديات اقليمية ودولية وصراعات القوى الدولية لبسط نفوذها في القارة …
في ظل كل الظروف مجتمعة تولى غزالي عثماني رئيس جزر القمر الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، خلفا للرئيس السنغالي ماكي سال ، فهل يمكن للرئيس غزالي عثماني أن يحقق ما لم يحققه سلفه السنغالي ماكي سال منها مسألة البحث أهمية تمثيل أفريقيا في مجلس الأمن بمقعد دائم على الأقل ومقعدين غير دائمين.
وما بين قمة واخري نلاحظ ايضا حديث الشعارات للمتنفيذين في مسار العالم منهم الأمم المتحدة ظلوا يشددون علي ان افريقيا بالرغم من ثرواتها الطبيعية الا انها بحاجة ماسة الي تعزيز السلام والاستقرار …
ما بين امال الشعوب في العيش الكريم وبسلام وقمم افريقية تعمل علي تحقيق هذه الآمال وبين واقع يفرضه ساسة دول القارة يبقي الحال علي حاله ، ترحيل متوارث لملفات السلم والامن والنزاعات من قمة الي اخري …
وتبقي حقيقة رؤية التغيير نحو الافضل والتحلي بالارادة والعزيمة مسار خلاف وجدل كبير بين الحكام والمعارضين في دول القارة ، ويبقي التنافس بينهما منطلقا وهدفا ومشروعا لاطالة الأزمات المحلية دون مراعاة لحياة شعوبهم المكلومة في كل زمن وحين.