الكتاب

زيارة فكي للبلاد، وعودة ارتريا للايغاد، والسودان خارج الإتحاد

عمار العركى الخرطوم – 12 فبراير 2023م

*سبق وان إستبقنا زيارة السيد رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقى “موسى فكى” الخرطوم يوم غد الإثنين 13 فبراير، بعدة مقالات صحافية تحليلية، خلاصتها كانت فى إثبات ( حقيقة تعاطى وتعامل الإتحاد الإفريقى تجاه السودان وقضاياه، بما لا يدع مجالا للشك في وجود معايير ومحاباة وتفضيل التعامل) الامر الذى يستوجب على السودان التحرك والعمل على انتزاع حقوقه وحماية مصالحه داخل الإتحاد الإفريقى الذي لا يعتد بالدول ” المسالمة والطيبانة “، أقلها تنشيط وقيادة خط الإصلاح والتغيير داخل الاتحاد ،الذى تفجر في القمة ال 29 باديس ابابا ،لكن سريعا ما سكن وخبأ.
*قلنا بان السودان كدولة رائدة ومؤسسة للإتحاد الإفريقى – من جملة 30 دولة إفريقية أسهمت فى تأسس منظمة الوحدة الإفريقية في العام 1963، وبقرار حلها من قبل آخر رئيس لها الكيني “ثامبو أمبيكي” فى 2001م ، لتصبح فى 2002 الاتحاد افريقي بشكله الحالى، بعضوية 55 دولة افريقبة – لا يستحق هكذا تعامل وانحياز خاصة وأن مبدأ ومحور عصب الإتحاد قائم منذ التأسيس الأول على ” عدم انحياز”.
*فالإنحياز لدولة المقر لا تُخطئه عين المُراقب والمتابع ، إضافة لدول أخرى ذات حظوة وترضية على حساب دول أخرى، ان كان فى مجال التوظيف وشغل المواقع الإدارية ، أو مجال الإجراءات العقابية والخاصة بتجميد العضوية وفكها..
*زيارة “فكى” ، تزامنت مع إلغاء “ارتريا” لقرارها الخاص بتعليق عضويتها داخل منظمة دول شرق إفريقيا (الايغاد) – أتوقع خروجها مرة أخرى قريبا جدا – بعد تعليق وعودة ذاتبة متكررة من ارتريا في فترات سابقة ، لاسباب تتعلق بعلاقتها الإقليمية ، واشكالاتها الجوارية.
*الشاهد فى الأمر ، ان “ارتريا” وبشكل أساسى ومنهجي لا تميل الى الانخراط في اي تحالفات إقليمية كبُرت اوُ صغرت ، حتى انها لم تقدم طلب انضمام لاي من التحالفات والكيانات الإقليمية ، حتى انضمامها للإيغاد كان تلقائيا بعد استقلالها في 1991م، وحتى يومنا هذا تمانع وترفض الدعوات المتكررة فى الإنضمام لجامعة الدول العربية رغم الاعتراف بها كدولة عربية.
*من جهة أخرى ، أن الاتحاد الافريقى تأثر بعلاقة “ارتريا” بدولة المقر ، حرباً او سلماً ، كما هو حال علاقة السُودان بأثيوبيا ، ونذكر هنا تأييد وتأمين الإتحاد الإفريقي لتدخل القوات الأثيوبية في الصومال وفرض الاتحاد عقوبات وتعليق عضوية ارتريا لتدخل هناك منذ العام 2009م ، قبل ان ترفع العقوبات عنها الا بعد اتفاق الصلح مع اثيوبيا في 2018م .
*ايضا ،كان دور الإتحاد سالب ان لم يكن منحاز ، فى الحرب الارترية الجبوتية وفشل كل مساعى الإتحاد ومفوضه للسلام والأمن الجزائرى “اسماعيل شرقي” فى ايقاف الحرب وحل النزاع الحدودى بين الدولتين ، ولو لا تدخل “قطر” ،ونجاح وساطتها بين البلدين فى 2014م ، لإستمرت الحرب حتى اللحظة بسبب السياسية المنهجية السالبة للإتحاد.
*الأن ، وبعد ان اصبحت ارتربا حليف لدولة المقر في حربها الداخلية ، لم نسمع بان الاتحاد الافريقي ادانة وشجب وفرض عقوبات على ارتريا نتيجة تدخلها فى الإقليم الأثيوبي لصالح الجيش الأثيوبى ، شبيه بما تم حيالها بسبب تدخلها في الصومال لصالح المحاكم الاسلامية .
*خلاصةالقول ومنتهاه: –
– يجب على الخرطوم تجميد كل الملفات الجانبية التى يتأبطها “موسى فكى” وهو يزورها غدا ، ولا ملف يعلو علي ملف فك عضوية السوداُن.
– ايصال رسالة واضحة ، بأن قضية ” تجميد وفك” عضوية السودان داخل الاتحاد تخضع لمعايير ومكاييل خاصة ، ليس لها من العدالة والمساواة وبين الدول من شئ ،
* فى سقوط أخلاقى زميم للإتحاد الإفريقي ، الذى اصبح لا يعتد ويعتبر بالدول الرائدة فى العطاء وصناعة التحرر وعدم الإنحياز وسياقة التاريخ السياسى الإستقلالى لافريقيا ، الإفريقى، مثل دولة كالسودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى