الكتاب

عمار العركى | مبعوثين ستة ومصالحهم شتى

* يبدأ اليوم الثلاثاء 7 فبراير زيارة الخرطوم 6 مبعوثين أوربيين في مهمة تبدو معقّدة بدأها المبعوثون قبل فترة، لتسوية الأوضاع نحو الحكم المدنى والإنتقال في عملية سياسية متعثرة بسبب التجاذب بين القوى المدنية المتعددة، وكذلك مع المكون العسكري، وسط تدخلات إقليمية ودولية.
* يتزامن وصول المبعوثين مع قلق اوربي امريكى من زيارة وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” إلى الخرطوم في إطار جولة للترتيب للقمة الروسية الأفريقية المقررة، ويتوقع أن يناقش “لافروف” الضغوط الأميركية على السودان وسُبل مقاومتها .
وفى محاولة لإنقاذ تعثر الإتفاق الإطاري سيلتقي المبعوثون بالموقعين على الاتفاق الإطاري، بما في ذلك الموقعون المدنيون البرهان وحميدتى ،وقادة المجموعات غير الموقعة؛ والسعى لتوسيع المشاركة في الاتفاق السياسى.
* كذلك بالضرورة النظر للزيارة من خلال سياقات وتقاطعات عديدة ، تُعقد كثيرا من مهمة المبعوثين ، أهمها تقاطعات المصالح بين الولايات المتحدة ، واوربا وبريطانيا التى غادرت الإتحاد الأوروبى.
*الولايات المتحدة منذ البداية تتماهى وتدعم البرهان والجيش باعتباره الجهة الضامنة لحماية وتعزيز مصالحها فى السودان والمنطقة.
* بريطانيا واوربا بدورههم داعمين للمدنيين الجهة الضامنة لمصالح بريطاتيا التاريخية ، والتى تعتبر نفسها دولة ذات أفضلية وأولوية استعمارية، عطفا على مصالح اوربا السياسية والثقافية والإقتصادية فى السودان ، بذرائع المدنية والحقوق التحول الديمقراطى.
* كما ان هنالك مياه كثيرة مرّت تحت الجسر خلال الفترة التى أعقبت أخر زيارة المبعوثين ، كشفت عن خطوات عملية متسارعة في ظل تباين المواقف والمصالح الذى أشرنا اليها ،
*فالولايات. المتحدة ، تميل نحو توسيع الاتفاق الإطاري ليشمل قوى أخرى، وهو ما تمضي فيه “مصر’ حاليا، من خلال إستضافة المقاطعين للاتفاق الإطاري في ورش عمل بالقاهرة لتغيير المعادلة السياسية الحالية بتأييد ودعم امريكى .
*بالمقابل تدفع الدول الأوروبية وبريطانيا من خلال “فولكر والرباعية ” وتسابق الزمن لتمرير ولتنفيذ الاتفاق الإطاري بعد استقطاب حميدتى والتحالف معه بإغراءات معالجة سجله مع الدول الغربية واستمالتها لتغيير موقفها منه، والاعتراف بدوره في السودان والمنطقة، فكان “حميدتى” بمثابة الخيار الذى يوازي كفة امريكا الميالة “للبرهان”.
* لا نعتقد فى ظل هذه التقاطعات الجوهرية وغيرها من تباينات واختلافات في المصالح وسُبل تحقيقها بين الأطراف المتداخلة ان كان بشكل جماعى كإتحاد أوربى او منفرد كل دولة لوحدها.
* بالتالى،لا نتوقع للزائرين إحراز تقدم إيجابى فى غرض الزيارة ، كما نتوقع تغير كبير فى لهجة وخطاب المبعوثين خلال لقائهم مع البرهان هذه المرة مقارنة بزيارتهم السابقة إلى الخرطوم، في أبريل 2022،، والتى حملت فى طياتها تلويحا بفرض عقوبات على من يعرقلون المسار الديمقراطي ، في إشارة الى “البرهان” عقب قراراته بحل مجلسي السيادة والوزراء وإقصاء تحالف قوى الحرية والتغيير من السلطة وفرض حال الطوارئ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى