استراحة الجمعة.. عبدالمنعم شجرابي | أمدرمان بالنهار
* كتبت في استراحة سابقة تحت عنوان ( الخرطوم بالليل ) صورت فيها حالها بعد منتصف الليل وحتى الساعات الأولى من الصباح وتصريحاً لا تلميحاً كتبت عن ( ليل الخرطوم ) والاتجاه المعاكس بين غفلة أولياء الأمور ( النايمين ) أو ( الداكسين ) وبين الأجهزة الأمنية ( الصاحية ) تراقب وتتابع وتداهم وتفتش وتقبض على مجرمين عتاة في ( تدمير الشباب ) بترويج وتوزيع ( الممنوعات ) بكل أنواعها شراباً .. وشماً .. وبلعاً .. وتحقيناً
* بذات الفضول والرغبة في ( معاينة ) الخرطوم بالليل ذهبت ( لقراءة ) أمدرمان بالنهار وصفحات أمدر تبدأ وإن كانت لا تنتهي من سوقها ( سوق أم دفسو ) أو ( كرش الفيل ) والذي تمدد جنوباً ( ليبتلع ) العرضة شمال .. وشمالاً ( كبس ) حي العرب والمظاهر .. وغرباً اقترن بالمنطقة الصناعية .. وشرقاً لا فواصل بينه والشهداء
* على امتداد المنطقة التي ذكرتها أصبحت المنازل دكاكين أو علت حيشانها الجملونات مخازن تدخل وتخرج منها وإليها اللواري والدفارات
* قلب أمدرمان ( مدفوس دفس ) السيارات بكل الماركات والموديلات .. الشاحنات بمختلف الأحجام والأوزان .. الكاروهات مقطورة ( بالحصين والحمير ) وركشات وتكتوكات ودرداقات ( ما تديك الدرب )
* قلب أمدرمان السير فيه صعب جداً وقطع الكيلومتر الواحد قد يحتاج لساعة من الزمن أو انقص منها قليلاً .. وإياك وإياك التفكير في إيجاد موقف لسيارتك وإن كنت عاقلاً كما ينبغي فعليك السير راجلاً لا راكباً
* كل شئ في سوق أمدرمان ( راقد وعلى قفى من يشيل ) وارد الصين واليابان وتايوان وأوروبا وأمريكا ومصر والشام وخيرات السودان .. البائع ( يكورك ) والمايكروفونات بالترويج تصم الآذان وفي وجود اللص والنشال عيون المباحث ( مفتحة ) والمحلية التي رخصت الشواع متاجراً حاضرة للمزيد من ( الجبايات )
* ( الخرطوم بالليل ) مخيفة مرعبة ( وأمدرمان بالنهار ) لمة ( وزحمة ) وفي زحمتها رحمة
( وبأي آلاء ربكما تكذبان )
جمعة مباركة وكل جمعة وانتو طيبين