كلام بفلوس | الذى يؤمن بالسودان ليس كالذى ينجو بجلده من السودان !!!
الواقع الذى نعايشه الان بأن السودان فى طريقه ليكون كما هو حال بعض الدول إذا لم نتدارك الأمر ونجعل ذلك فى الحسبان .. حيث العلاج بعد الواقعة كارثة ستحل بالسودان وحيث الوقاية خير من العلاج امان السودان .
من قبل وفى زمن الأحزاب إخترنا الديمقراطية وتسلحت الأحزاب بالاسلحة النارية وبنى التجمع سياسته على معادات ( قوات السودان العسكرية) وهاهى ( الانقاذ ممثلة فى المؤتمر الوطنى) تسلحت ايضا بسلاحها المعهود .
فما ذنب المواطن المسكين الذى أصبح حصوله على لقمة العيش معاناة يشيب لهولها الطفل الجنين !! ولعلنا قد أصبحنا أمة من السياسين ونريد بتناقضاتنا أن نتولى أمور السودانيين .
لم نتعظ من الخلافات قبل مايو بل إزددنا خلافا بعد ان ذهبت مايو .. كان عقدة الناس فى مايو من الإتحاد الإشتراكى .. وجاءت الأحزاب فأصبحت مصيبة الناس فى التجمع الوطنى حيث إرتدى ثوب الوطنية والإصالة ودثر به الممارسة الدخيلة على الوطنية والإصالة.
فمنهم من تحدث جهرة بأن جون قرنق سودانى مناضل ويتناسى عن قصد بأن الجند السودانى الذى وهب نفسه للسودان جهرة هو المناضل .. فافترقا عن طريق التجمع وطريق الشتات وسار فى طريق الحق الذى يعلم كله تضحيات .
لم يرتجف ولم يتردد ولم يتخاذل لأن قناعتهم بأن السودان هو السودان بحدوده وأهله وبوحدته وأرضه .
وقد ظل جندنا انذاك يعايش الفترة الإنتقالية وما يجرى فيها من قبل ان يفكر التجمع فى تعكير الجو السياسى فيها .. لقد تذكروا جبهة الهيئات التى اعقبت أكتوبر وارادوا لتجمع الهيئات أن يقترن أسمه مع ابريل ( ولكنها على نفسها جنت براقش) ظنوا ان فى احتضانهم لجون قرنق تأثيرا على الذين يقاتلون جون قرنق ليصبحوا الأوفياء على السودان رغم أنف العسكر الذين يحرسون السودان .
لقد امد السودان حبال الصبر طويلا لكى لا تكون للمتجمعين أية حجه أو حيلة .. لكن جون قرنق خذلهم ولم يقم لهم وزنا او قيمة وبذلوا جهودا مضنية فأرسلوا الرسل وارسلوا الرسائل وجون قرنق هو جون قرنق والتجمع لازال هو التجمع .. وتواصل السعى بلجنة الوفاق للاعداد ولكنها أحبطت عملا من قبل أن تبدا عملا .
ثم لعل التجمع يصارع العسكريين فى أكثر من جبهة فقد جدد الدعوى من جديد واصر على تغيير الحكام العسكريين بما يريدهم من حكام مدنيين .
ماذا قدم التجمع ؟ وماهى حصيلة الناس فى تلك الفترة ؟ وماهى إنجازاته؟ فالذى لا جدال فيه ان انجازهم الكبير هو بعد الشقه بين المتجمعين والعسكريين .. فقد اختاروا نهجا والعسكر اختار نهجا .
اختاروا لنهجهم ان يسكتوا صوت العسكريين .. واختار العسكر نهجا ان يسكت صوت المتجمعين فالذى يؤمن بالسودان ليس كالذى ينجو بجلده من السودان والذى اختار لنفسه ان يكون قربانا للسودان ليس كالذى اختار مسار السياسة الموجهة من خارج السودان .
لقد ظل الجميع يتابعوا ما يكتبون فلم يجدوا فيما يقولون غير جهل بأمور العسكريين .. فقد حللوا وكتبوا وانتقدوا وقيموا ولكنهم لم يثبوا لنا إلا أنهم أناس لا يعرفون السياسة ولا يعرفون كيف تكون الكياسة .. واجمعوا بأن الكتابة رأى شخصى .. لكن ليعلموا بان ما يكتبه القلم هو الرأى الواضح لكل سودانى .. وان ظنوا ذلك خيالا فيمكنهم ان يتأكدوا من ذلك استبيانا .
فالسودانى فى كل موقع ومكان هو السودانى الذى لا هم له غير امان السودان .. والذى نريد للتجمع ان يعلمه ان الذى جمع بين العسكر ليس كالذى جمع بينهم .. فقد جمعت بين العسكريين سودانية سودانيين وغاية ستبقى مستمرة .
بينما جمع بين المتجمعين تناقضات احزاب لن تبقى مستمرة .. ثم ان الذى يربط بين العسكر هو صدق زمالة العسكر .. ولكن الذى يربط بين اعضاء التجمع هو ميثاقهم الذى اراده عداءا مع العسكر .. فالثقة بينهم تؤكدها الأحداث حولهم وستثبتها لهم الأيام .. فالسؤال فى مؤخرة حديثى اوجهه للبرهان اين تقفون انتم الأن؟!!! وكفى.
تاج السر محمد حامد