ثلاث سنوات مرت.. ماذا علمتنا كورونا صحيا واقتصاديا؟
غيّر وباء كوفيد-19 حياة الملايين في جميع أنحاء العالم، فهذا الفيروس الشرس الذي طوى عامه الثالث، تسبب حتى الآن بإصابة أكثر من 660 مليون شخص بالمرض، كما أدى إلى وفاة أكثر من 6.6 مليون شخص، بحسب أحدث بيانات منظمة الصحة العالمية.
ورغم استمرار الكثير من الدول في تسجيل اصابات بكوفيد-19، إلا أن الفيروس فقد جزءا كبيرا من قوته، حيث يستعد العالم ومع بداية عام 2023 إلى طوي صفحة كورونا رغم الآثار التي تركتها، ليبقى السؤال المطروح “ما الذي تعلمه العالم بعد مرور 3 سنوات على انتشار كورونا، وهل نحن مستعدون لمواجهة أي وباء جديد؟”.
ويقول الدكتور يحيى عبد المؤمن، وهو خبير سابق لدى منظمة الصحة العالمية في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن جائحة كوفيد-19 غيّرت نظام وتركيبة منظمة الصحة العالمية، مشيرا الى أن المنظمة ومنذ تاريخ إنشائها في عام 1948 لم تقاوم جائحة كتلك التي قاومتها في السنوات الثلاث الأخيرة، حيث كان يقتصر دورها في السابق على نشر المعرفة وتلقيح الاطفال، للقضاء على فيروسات الشلل والسل والحصبة إضافة الى فيروسات أخرى.
ويضيف عبد المؤمن أن منظمة الصحة العالمية وبما فيها حكومات عدد من الدول، أسّسوا نظام طوارئ جديد، لمكافحة اي جائحة ستنتشر في المستقبل، حيث تم تصميم حالة إنذار فورية، لمتابعة ومساندة أي دولة يظهر فيها أي مرض غريب يصيب عشر حالات، على أن يتم الإعلان عما يحدث فورا.
وأشار عبد المؤمن إلى أن العالم تعلم كيف يقاوم وكيف يدير جائحة جديدة، وكيف يكون التصنيع الدوائي سريعا، وكيف يتم توزيع اللقاح بشكل عادل على جميع الدول، لافتا إلى أن طريقة توزيع لقاح كوفيد-19 تضمنت تمييزا غير عادل بين الدول الغنية والفقيرة.
وختم عبد المؤمن حديثه بالقول إن الجائحة المقبلة ستكون على شكل فيروس أو بكتيريا أو طفيليات مستعصية على المضادات الحيوية، مشددا على ضرورة أن تقوم الدول بتطوير أنظمتها الصحية والبحث العلمي ومختبراتها.
من جهته، يقول الخبير الاقتصادي جورج لبكي في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن جائحة كوفيد-19 كانت بمثابة “اختبار إجهاد” لمختلف القطاعات الاقتصادية في العالم، وهذا ما منح الشركات وحتى الأفراد، قدرة على التأقلم مع الأوضاع الصعبة في زمن الشح، وتحويل الأزمة الى فرصة. وبات الأفراد يدركون مدى أهمية الإنترنت في مساعدتهم على إدارة أعمالهم وشؤونهم اليومية أونلاين من المنزل.
ويضيف لبكي إن الآثار الاقتصادية لكوفيد-19 كانت مدمرة على المؤسسات، حيث أدى الوباء إلى ارتفاع كبير في معدلات البطالة، وتحول العالم الى سجن كبير مع تعطل حركة النقل والسفر وسلاسل التوريد، لافتا الى أن جميع هذه الاحداث حُفرت في ذاكرة الإنسان الذي تعلم أن يتعامل بشكل جدي مع أي مخاطر لأي فيروس قد يظهر لاحقاً، وهو الأمر الذي كان يستخف فيه سابقا.
وبحسب لبكي فإن الجائحة المقبلة وفي حال حدثت سيكون وقعها أخف على الجميع، حيث أن استعادة الأفراد وإدارات الشركات والمصانع لشريط ذكريات كوفيد-19 سيكون كفيلا بإرشادهم، الى كيفية تدارك الوضع والتأقلم بسرعة مع ما يفرضه انتشار أي مرض مميت.