الكتاب

العلاقات مع أثيوبيا : قديماً يُعاد ، ولا جديد يُذكر

عمار العركى

* التطورات الإيجابية والتقدم الراهن خلال الفترة القصيرة الماضية على صعيد العلاقات مع الجارة الإستراتيجية أثيوبيا ، والتى كانت نتيحة بمجهودات الدبلوماسية الرئاسية في البلدين بدءا من لقائى “نيروبي” التمهيدى الخاص ، و” بحر دار” الإبتدائي والموسع ، بالرغم من من “إيجابيتها ” الا انها ليس بمستوى “الإختراق والتفاهمات الإستراتيجية” التى وصلت له قيادة البلدين في تلك اللقاءات.
* فجهاز المخابرات العامة إجتهد فى انفاذ مخرجات الدبلوماسبة الرئاسية الى حد كبير ونجح فى إحداث تأثير وتقارب ، وقام بنشاط مُقدر فى هذا الإتجاه ، وإبرامه اتفاقيات في مجال الارهاب والجريمة المنظمة عبر الحدود والعمل على الضبط، والتامين الحدودى وتبادل المعلومات.
* بدورها وبحسب “سودان تربيون” وبذات المحاور أعلاه والقضايا المتقاربة ، وقعت “هئية الإستخبارات العسكرية” اتفاقا فى الخرطوم مع نظيرتها الأثيوبية نص على تبادل معلومات أنشطة المجموعات ومهربي السلاح والبشر، على الحدود الشرقية.
واتفق فيها على تبادل المعلومات والتنسيق”. وأشارت إلى أن الطرفين “وقعا اتفاق تعاون أمني وتبادل المعلومات”.
* الجدير بالذكر والتذكير ، بأن غالبية هذا المحاور والقضايا تطلع بها “ميدانياً” إستخبارات الدعم السريع وقواتها المنتشرة خصوصاً فى مجال جرائم الارهاب وتهريب السلاح والبشر – الشهادة لله ورغم كل شئ – فقد اثبتت قوات الدعم السريع وإستخباراتها نجاحاً نلحظه بشكل شبه يومى في الاعلام من خلال العمليات والضبطيات التى تتم، مما يفرض سؤال اين هى من كل هذا ؟
* مؤخراً ، ومن خلال لقاء السيد نائب رئيس المجلس السيادى وقائد الدعم ” حميدتي” بنائب رئيس،الوزراء الأثيوبى ومناقشة ملف سد النهضة ، واللقاءات السابقة واللاحقة للسيد النائب مع لجنة التفاوض ، ذهب كثير من المراقبين بأن هذا دلالة على اسناد هذا الملف” لحميدتى” ، نسبته ” لعلاقته الجيدة وقُربه” مع القيادة والحكومة الأثيوبية.
* أعتقد بأن المشهد أعلاه ، يقول ( ها هي متلازمة انعدام “التخطيط” وسؤ ادارة العلاقات مع اثيوبيا يعود مجدداً) ، هاهو اسلوب ادارة العلاقة وفق برامج العلاقات العامة والشخصية للمؤسسات المعنية يعود كما السابق ، وبشكل أكثر سلبية من النسخة السابقة بحسب مؤسسات ذاك الزمان (القصر ، الخارجية ، جهاز المخابرات والأمن الوطني, استخبارات الجيش ، والحزب الحاكم حينها ” المؤتمر الوطني” إضافة لمجهودات الأشخاص والفئات )
* النسخة السابقة رغم ضعفها وسلبيتها لكنها وضعت اأساس ولبنات للعلاقة ظلت موجودة وفاعلة حتي سقوط حكومة البشير ، كان من الأنسب والأجدى فى النسخة “المكررة” الحالية ان يتم تفعيلها وتنشيطها بدلا من البداية الصفرية ، مثل ( اللجان الوزارية المشتركة والمنبثقة عنها ، واللجنة الأمنية الحدودية المشتركة ، انتجت كما مقدرا من التنسيق الاتفاقيات والبروتكولات والتفاهمات في كل المجالات ، بل كان هنالك مشروع تكوين قوات مشتركة بين البلدين فى طور التنفيذ والتطبيق) كل ذلك “تعطل وتجمد” بسبب التغيير السياسى الذي تم فى السودان ومضاعفاته ، وليس بسبب تدهور العلاقات بين البلدين كما هو مُشاع وذائع .
* ايضا ، واحدة من اسباب القصور في ادارة ملف العلاقات مع أثيوبيا ، فعلي النقيض تماما ، نجد أن “أثيوبيا”، بدأت فى التعافى والتحسن التدريجي على مستوى أوضاعها الداخلية المشابهة للسودان ، والذى بدوره لا زال يعانى من التدهور وعدم الإستقرار ، وهذا ما جعل السودان يتواضع فى اهداف العلاقة من “إستراتيجية شاملة ” الى “تأمينية خاصة” ، تتقدمها أجهزة الأمن والإستخبارات فى السودان وتأطر لها ، بينما أثيوبيا الأحسن حالا تنجح وبتفوق فى توجيه مسار علاقاتها مع السودان ومخرجاتها بما يخدم “إستراتيجيتها الشاملة” بعد التعافى والتحسن الأمنى .
* ختاما ، السؤال الذى يفرض نفسه فى ظل غياب التخطيط الإستراتيجي ” وآلية موحدة” للتنفيذ، فهل الآليات المتعددة الحالية متفاهمة ومتعاونة فيما بينها؟ هل هناك توافق وتنسيق جيد فى آلية الدبلوماسبة الرئاسية بين رئيس السيادي ونائبه حول العلاقة مع أثيوبيا؟ نزولا لكل الأجهزة والآليات الأخرى ؟ فالإجابة على هذا السؤال هو اول بدايات التعافى من ” متلازمة انعدام التخطيط فى ادارة علاقات السودان باثيوبيا”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى