عادل عسوم | رسالتان، إلى الشيوعيين واليسار.
لست صاحب هذه الرسائل، انما قامتان سودانيان توشحا بالمجد وسيرة حياة تنفح بشذى الايجاب مارفرف علم هذا السودان فوق السارية.
أولهما شاعر وأديب انتقل إلى رحمة الله قبل شهرين فقط، إنه القامة عبدالله شابو، بدأ حياته (شيوعيا) منذ الخمسينيات، وشارك في تأسيس جمعية أبادماك الأدبية، وكان من أصحاب مشروع الغابة والصحراء، ولُقّب بألقاب عديدة منها: العبقري، وعميد شعراء السودان، وأيقونة الشعر السوداني.
أحب الشعر العربي حبا ملك شغاف قلبه، وقد اعتاد القول في العديد من اللقاءات الصحفية بأن حب هذا الشعر العربي كان السبب في قتل الشاعر الإسباني الشهير لوركا الذي قال: “أنا ذاهب إلى مملكتي العربية الإسلامية في غرناطة”!.
وترك عبدالله موسى ابراهيم (عبدالله شابو) للناس من دواوين الشعر: (أغنية لإنسان القرن الحادي والعشرين)، و (حاطب الليل)، ثم (شجر الحب الطيب) ضمن مجموعته الشعرية “أزمنة الشاعر الثلاثة”، ثم (إنسان يحدث الناس).
وتسلّم العديد من المناصب خلال حياته، منها رئيس رابطة الكتاب السودانيين، ورئيس نادي الشعر السوداني في اليونسكو، وتم اختياره من قبل جائزة الطيب صالح شخصية العام في 2015 تقديراً لدوره الرائد في خارطة الإبداع السوداني باعتباره أحد أبرز رواد الجيل الثاني من قصيدة التفعيلة في السودان.
عبدالله شابو رحمه الله بكل هذا التميز والفوت والنضج ترك بعد خروجه وانعتاقه من عوالم اليسار رسالة سامية وصادقة قال فيها بالحرف: “أنا عبد الله شابو الشاعر فقط. دخلت اليسار وخرجت منه، والإنسان كلما كبر وازدادت معارفه نضج. هذا النضوج يجعله مراجعاً لمواقفه السابقة وأكثر انفتاحاً على الإنسانية. أما الأيديولوجيا، فقد يخاصمها أو يستمر فيها”.
رحمك الله.
أما القامة الثانية فهو رصيف له بدأ حياته أيضا شيوعيا، إنه السفير أحمد سليمان المحامي رحمه الله، الذي عنون مذكراته القيمة بعنوان تضمن رسالة عميقة المعنى والمدلول: (مذكرات شيوعي اهتدى)!.
رسالتان صدرتا من قامتين باذختين، الرسالة الأولى تسمي ترك الشيوعية (نضجا)، والأخرى تسمي ذات الترك والانعتاق بال(هداية)!
لعمري انهما رسالتان عميقتا المعنى والدلالة، انهما عبرة لمن يعتبر.
[email protected]