عمار العركي | القمة الصينية العربية ، دلالات وتوقعات
* فكرة القمة صينية العربية والمنعقدة حاليا بالعاصمة السعوديةالرياض ، فكرة قديمة ومنذ منذ العام 2012م ، حين دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية حينها الدكتور نبيل العربي فى 31 مايو خلال كلمته أمام الدورة الخامسة للاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون الصيني العربي، قائلاً “حان الوقت للنظر فى إمكانية عقد قمة عربية صينية تعبيرا عن عمق ومدى التطور الذى وصلت إليه العلاقات بين الطرفين فى إطار المنتدى والآفاق الواعدة لهذه العلاقات”
** تعتبر القمة العربية الصينية الحالية هى الأولى من نوعها ، وبإعادة قراءة إنعقاد القمة من حيث المكان والزمان والتطورات المحطية بالمنطقة ، وبمحوري القمة الرئيسيين ” السعودبة والصين” ، بحيث.تبرز العديد من الدلالات المصحوبة بتوقعات فى إطار التحولات العالمية وصعود الصين بقوة كقطب منافس ومهيمن فى ظل تراجع القبضة الآحادية الأمريكية على المنطقة .
** فى هذا الإطار ، تبرز العديد من الدلالات فى عدة إتجاهات ، جراء انعقاد قمة الصين العربية الاولى – على نسق قمم صينية إقليمية فى إطار الإستراتيجية الصينية القائمة على المبادئ الصينية الصارمة ( عدم التدخل فى.الشئون الداخلية ، الشراكة الإقتصادبة والتنمية فى إطار صداقة الشعوب) مما ساعد في نجاح كآفة القمم الصينية السابقة وسارع فى وتيرة النفوذ والتمدد الصينى.
** الدلالة الأولى:-
إنعقاد القمة في الرياض وبرعاية سعودية تحت مظلة الجامعة العربية يُعد محطة بارزة في مسيرة الشراكة الإستراتيجية بين الدول المملة والدول العربية والصين.
** الدلالة الثانية:
التنين الصيني لا زال يتمدد ومزيد كسب مساحات وأرضيات جديدة لأقدام النفوذ والتغلغل بنوعيه الاقتصادى والسياسى ، فى المحيط العربى والإفريقى.
** الدلالة الثالثة: تزايد الوتيرة المتسارعة تسجيل الحضور السياسى الصيني فى المنطقة عقب اتباع الصين لنهج “تعيين المبعوثيين “ للشرق الأوسط والقرن الافريقي بداية هذا العام ، وقبل نهاية العام تمكن المبعوثين من اقامة منشطين إستراتيجيين(تجمع صيني لسلام دول القرن الافريقى بأديس ابابا فى.يوليو الماضى، والقمة الحالية في السعودية)
** الدلالة الرابعة :
تبنى السعودية ورعايتها للقمة تحت مظلة جامعة الدول العربية ، يؤكد على ذهاب السعودية بعيدا في إعادة تموضعها واستعادة نفوذها العربي – الخليجي – الإفريقى والذى فقدت منه الكثير لصالح حليفتها “الإمارات”، والتى بدورها تضآل حضورها جراء ذات المتغيرات والتحولات ، اهمها ذهاب حليفها الأمريكى “ترمب” ومقدم نقيضه “بايدن”.
** الدلالة الخامسة : استعدادا لمآلات وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية والتحولات الراهنة والمتوقعة فى المواقف ،مضت السعودية فى بناء تحالفات اقليمية جديدة مثل ” تجمع دول الدول الثمانية المشاطئة للبحر الأحمر ” ، والعمل على نفض الغبار عن كيانات قديمة والتأثير عليها وبها ، مثل ” مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية “.
** التوقعات:
الجهود الصينية فى إطار القمة لدعم القضايا العربية وإيجاد حلول سلمية للأزمات القائمة في المنطقة ، نتوقع تحرز تقدماٌ إيجابيا في تسويتها والحد منها .
** فى اطار الشراكة الإستراتيجية السعودية الصينية، نتوقع ان تحقق الدولتين مصالحهم الإقتصادية والسياسية والتى بالضرورة يكون لدول منطقة ريع منها ،
** نتوقع ان تعمل السعودية على الإستفادة من هذه القمة والنفوذ والآفاق الصينية نحو الدول “الأفريقية”الأعضاء بالجامعة العربية بغرض إعادة تموضعها الإفريقي
** كذلك من المؤكد ، ستشهد المنطقة الفترة القادمة نشاط متزايد للولايات المتحدة وحلفائها من اجل قطع (طريق الحرير) واعاقة الصين “وزجر” الدولة المتناهية مع القمة ” مستخدمة كافة الأساليب والوسائل الأمريكية المعلومة”.
** بالنسبة للسودان ، فمن المؤكد سيتعرض لضغوط وكروت امريكية قاسية نتيجة هذا التقارب والبحث عن مصالحه ، السودان بوضعه الراهن لا قبل له بها ، ولن يصمد امامها.
** خلاصة القول ومنتهاه:
* السودان ، كان بمنأى عن هذه الفاعليات والتكتلات الإقليمية والعربية المهمة والإستراتيجية ، والتى بدأت فى النشؤ والتطور مع بداية العام 2017 ، إضافة لتراجع كبير في علاقة السودان مع الصين
– بداية الإضطرابات والأزمات الداخلية وإستمراريتها حتى اللحظة ، مما أقعد السودان عن مواكبة المتغيرات والتحولات الإقليمية والدولية ، وبالعكس ، السودان ظل السودان يفقد من رصيده وثقله السياسى والوظيفى السابق داخل عدد من الكيانات الإقليمية المؤثرة كالاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية.
* رغم ذلك بإمكان السُودان إنقاذ ما يمكن إنقاذه من “متبقى رصيد” إن أعاد قراءة المشهد وفق “التطورات والمتغيرات الاقليمية والدولية ” على.ضؤها بوضع خطة إستراتيجية من قبل المختصين والخبراء لكيفية “إستثمار وتطوير النتائج الإيجابية التي خرج بها السودان التى تخدم مصالح السودان ” مع الوضع فى الإعتبار ردة فعل المنافس الآخر للصين – الولايات المتحدة – “الغاضبة والقلقة” لهكذا تطور ، عبر عنه البنتاغون صراحة وبصورة مباشرة “واستفزازبة” (بتحذير السودان ومنعه من اي تقارب او ابرام اتفاقيات مع الصين)