الكتاب

ما وراء الخبر.. محمد وداعة | الاتفاق الاطارى ..البحث عن شرعية مزيفة (1) ،

الجيش نفى الوصول لاتفاق ، و اقر بوجود تفاهمات ،
الجيش اعلن مرارآ خروجه من العملية السياسية ، فكيف اصبح طرفآ فى اتفاق اطارى ؟
لماذا عشرة ايام للتوقيع و هناك اتفاق تم الاعلان عنه؟
العديد من المراقبين السياسين لم يتبينوا محتوى الرسالة التى هدف المؤتمر للاعلان عنها،
المؤتمر يتسابق مع ارهاصات اخرى مضادة ، لعل ابرزها بروز اختلافات فى الالية الرباعية،
تابعت المؤتمر الصحفى للحرية و التغيير ( مجموعة المركزى ) ، و مع الاسف ذهلت للطريقة التى تم بها ترتيب المؤتمر الصحفى ، و بغض الطرف عن الجوانب الاجرائية و الشكلية التى صاحبت انعقاد المؤتمر، فان العديد من المراقبين السياسين لم يتبينوا محتوى الرسالة التى هدف المؤتمر للاعلان عنها ، فبينما تحدث البعض عن توقيع اتفاق اطارى ، تحدث البعض عن السعى للوصول لاتفاق اطارى ، و تباينت افادات المتحدثين عن المقصود بالعدالة الانتقالية ، و اقحام مصطلح اصحاب المصلحة ، و اعتبار اسر الشهداء و الجرحى و المفقودين من اصحاب المصلحة ، و ان تحقيق العدالة للضحايا يتطلب عقد مؤتمر للنظر فى ذلك ، دون الاشارة الى مصير لجان التحقيق القائمة و بالذات لجنة التحقيق فى احداث فض الاعتصام ، و للوهلة الاولى ربما قصدت مجموعة المركزى تسيس موضوع العدالة و اغراقه فى تفاصيل التسوية ، بينما لم يطلب ذوى (الضحايا ) ، وهو ايضا مصطلح يتم تداوله بما يقصد به اسر الشهداء و المفقودين ،
لا شك ان تحقيق العدالة للشهداء و ( الضحايا ) كما ورد فى المؤتمر الصحفى ، هو امر يتعلق بالحق الخاص لاولياء الدم ، وهو الاساس لتحقيق العدالة بواسطة القضاء ، و حسب تسريبات ذات المصداقية فان (التفاهمات) المزعومة تقتضى اولا وضع اتفاق اطارى ، يتطلب التفاوض على تفاصيله ، وهذا هو مربط الفرس ، وهو ما سيتقرر اما بالضغوط او الاجواء العامة بعد ان يتورط الجميع ، خاصة وان النقاط التى تم ( التفاهم ) حولها ، لم تكن اصلآ محل اختلاف بين جميع الفرقاء ، سوى كان ذلك بين مجموعة المركزى و الجيش ( الذى تحول من الانقلابيين الى المكون العسكرى ) ، او بين المركزى و الكتلة الديمقراطية ، اواى مجموعة اخرى ،
فى تقديرى فان المؤتمر اقيم على عجل ، يتجلى ذلك فى تكرار الحديث و اضطراب الاجابات و اختلافها ، كما لم تحضره قوى رئيسية فى مجموعة المركزى ، وجاء مرتجلآ فى قضية مهمة ، و بدا كأنه فى تسابق مع ارهاصات اخرى مضادة ، لعل ابرزها بروز اختلافات فى الالية الرباعية ، او تباينات فى الثلاثية ، و ما رشح من اختلافات امريكية – سعودية ، خاصة بدور المملكة فى التأثير على الانتخابات النصفية الامريكية ربما شيعت الرباعية الى مثواها الاخير ، و بالتأكيد ضغوطات من قوى مؤثرة رافضة للتسوية بالشكل المطروح ، سارعت مجموعة المركزى لاعلان الوصول لاتفاق اطارى لتؤكد ان الاتفاق ثنائى ، و لا يسعفها فى ذلك قولها انها لن توقع الاتفاق الا بعد الاتفاق مع بقية القوى السياسية حسبما صنفتها ، وهذا الشرط ينفى وجود اتفاق لارتباط التوقيع بقوى اخرى لا يعرف موقف بعضها و يعرف موقف البعض الآخر ،
تصريحات الطرف الثانى فى الاتفاق الاطارى المزعوم ، نفت وجود اتفاق ، و قالت بوجود تفاهمات ، و يؤكد ذلك اجابة الاستاذ ياسر عرمان بأن توقيع الاتفاق الاطارى يحتاج عشرة ايام ، و الوصول للاتفاق النهائى شهر او اكثر ، فلماذا عشرة ايام و هناك اتفاق تم الاعلان عنه ، خاصة و ان الترتيبات كانت قد اكتملت للتوقيع عليه بتاريخ 15/11/2022م بمدينة الطائف السعودية ، و عليه فان مجموعة المركزى بحديثها فى المؤتمر الصحفى قد جنت على نفسها ، و اعلنت عن عموميات لا يمكن تسميتها اتفاق ، و كرست من حالة الانقسام السياسى ، و قننت للاقصاء و الانفراد بالراى فى رسم مستقبل غامض للعملية السياسية ، و لا شك انها واهمة فى قدرتها على تسويق مثل هذا الاتفاق ، و اقناع اى جهة خارج المركزى بجدواه ، و لن تجدى الدعوات للقوى الاخرى للانضمام لهذا الاتفاق لانه غير واضح كيف سيتم ملء الاطار ، هذا اتفاق ثنائى و لا شك ، نواصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى