الكتاب

خبر وتحليل | جولة جابر لدول إيقاد … دواعى وأبعاد

عمار العركى

– وصل (جيبوتى) عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر إبراهيم، والوفد المرافق له في مستهل زيارة رسمية لعدد من دول الإيقاد، حاملاً رسائل خطية من رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، لرؤساء دول (جيبوتي، الصومال، اثيوبيا، يوغندا، كينيا، اريتريا وجنوب السودان)
– أوضح.(جابر) في تصريح صحفي، عقب لقائه رئيس جمهورية جيوبتي (إسماعيل عمر قيلي) ، انه اطلع الرئيس (قيلي) على أهداف جولته لدول الايقاد، وعلى تطورات الأوضاع في المنظمة، والمؤتمرات المتوقع عقدها في رئاسة المنظمة او بالخرطوم في الثلاثين من نوفمبر الجاري ،وقال إنه سيطلع رؤساء دول الايقاد علي مبادرة الأمن الغذائي التي تم الإتفاق على تنفيذها، مؤكداً جاهزية السودان لذلك.
،- كما التقى (جابر) ووفده المرافق بالسيد السكرتير التنفيذي للإيقاد السفير (ورقنه قبيهو) حيث.تطرق اللقاء لمختلف القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، خاصة التنمية الزراعية وتفعيل دور المرأة والشباب بما يخدم مصالح وتطلعات شعوب الإقليم، كما تناول اللقاء بالتفصيل الخطط والبرامج المقترحة للمركز الإقليمي للإيقاد بالسودان، والسبل الكفيلة للاضطلاع بدوره بوصفه احد اكبر المراكز الإقليمية.
اللقاء، فيما أكد الفريق جابر على ضرورة توحيد الجهود، والتعاون المثمر من أجل تحقيق الاهداف المنشودة للدورة الحالية للإيقاد، عبر خارطة الطريق التي وضعها السودان، وضرورة مساهمة رؤساء دول الإيقاد في تنفيذها.
– الجولة المشار اليها ، كانت تكون جولة عادية فى الإطار العادى للعلاقات ورئاسة السُودان.للدورة الحالية لهئية الإيقاد ، ولكن تكليف الفريق (إبراهيم جابر) تحديداً للقيام بالمهمة، منح الجولة (بُعداً وأهمية قصوى) تُثير فضول وتساؤل المتابعين والمحللين، ماذا هناك من مهام خاصة مصاحبة ؟ الأمر أكبر من ايصال رسائل وبحث العلاقات الثنائية ؟
– فالفريق (ابراهيم جابر ) يُعد أحد مهندسى العلاقات الخارجية خلال الثلاث سنوات الأخيرة ، خاصة علاقات السودان الإفريقية ، كذلك يُعد رجل (المهام الصعبة) ، الذى يعمل فى صمت بعيداً عن الإعلام والضوضأ ، ولا يتحرك ويجول الا فى المساحات والمسالك الإستراتيجية الشائكة والمأزومة محققاٌ نجاحات وإختراقات مؤثرة وإيجابية.
– فخلال العام الحالى أنجز (جابر )، جولتين أفريقيتين مهمتين ، شملت عدد من دول افريقيا المؤثرة والفاعلة نجح خلالها (جابر) فى حشد وبناء موقف افريقى موحد للسيطرة على كواليس التشبيكات التي تُعدّ في مطابخ مجلس الأمن وابطال المشروع (البريطاني الاسكتلندى) الرامى لتوسعة عمل وصلاحيات بعثة (يونتمس) فى السودان ، والاكتفاء فقط، بـ (التمديد التقني)،حيث لم تجد دولتي مشروع القرار ،أمام هذا الموقف المساند لطلب السودان من غالب أعضاء مجلس الأمن، عير الخضوع لرغبة السودان والموافقة على (التمديد التقني).
– كما سبق وأن قام الفريق إبراهيم جابر من قبل بجولة افريقية لاتقل أهمية من جولته الأخيرة، شملت كل من (جمهورية السنغال، الجمهورية الإسلامية الموريتانية، المملكة المغربية وجمهورية النيجر
رواندا وزمبابوى)، والتقى برؤساء وقادة تلك الدول إذ تمكن من تحريك الكثير من المياه الراكدة وإحرازه إختراق وتقدم في ملف علاقات السودان الإفريقية.
– الجولة الحالية لدول إيقاد ، تعتبر تطور وتقدم مهم للسودان فى علاقاته بدول القرن الافريقى، التى تربطه بها علاقة إستراتيجية مهمة ، فى ظل قضايا وملفات بينية شائكة مع بعض تلك الدول تؤثر كثيرا فى تلك الشكل العام للعلاقة.
– كذلك ، الجولة تأتى بعد فترة (غياب قسرى وحضور ضعيف) للسودان فى المنطقة ، بسبب أزمته السياسية الداخلية المعلومة ، والتى تزامنت مع رئاسة السودان للدورة الحالية لهئية إيقاد، التى إبتدرها رئيس الوزراء المستقيل د.عبدالله حمدوك ، قبل أن ينوب عنه (بروتوكولياٌ) رئيس مجلس السيادة الإنتقالى عبدالفتاح البرهان المُثقل والمنشغل بالمشاكل والأزمات الداخلية ، ليصبح المدير التنفيذى للهئية ووزير الخارجية الأثيوبى السابق ( ورقنه قبيهو) هو الدينمو المحرك والفاعل فى تسيير وإدارة الهئية .
– كذلك تزامنت رئاسة السودان للدورة الحالية مع وجود الإيقاد فى (اللجنة الثلاثية) المعنية بتيسير الحل والتسوية السياسية فى السودان عبر ممثلها الصومالى ( اسماعيل وايس)، حيث، لم يستثمر السودان هذه الميزة ووضعيته الجيدة فى التأثير لتقوم (الإيقاد) بدور أكثر فاعلية وتأثير داخل اللجنة الثلاثية مما هى عليه الآن.
– وعلى المستوى الإقليمي تأتى (جولة الفريق ابراهيم جابر)،فى أعقاب تحسن علاقة السودان بأثيوبيا والوصول لتفاهمات وحوارات إيجابية ومثمرة تزامنا مع التوقيع على اتفاق سلام ووقف الحرب بين الفرقاء الأثيوبين برعاية. ومراقبة دولية وإقليمية بعضوية ( الإيفاد) ، الأمر الذى كان أحد.أسباب توتر العلاقة مع السودان ، اضافة لتأثيراتها السالبة على دول المنطقة قاطبة .
– بالتالى ، وبشكل عام – ومن خلال عضوية الوفد – نعتقد بأن الملفات الأمنية والعسكرية ذات أولوية قصوى ضمن مهام الجولة مع دول الجوار القريب ومتاخم ( جنوب السودان ، اثيوبيا ، ارتريا) بينما تكون دول الجوار الموازى والبعيد( جيبوتي ،الصومال، كينيا،. يوغندا) ذات أهمية فيما يتعلق بملفات العلاقات وتطويرها والتعاون و التنسيق بما يخدم مصالح السودان ودول الإيقاد.
– خلاصة القول ومنتهاه
تقوم علاقة السودان مع جميع دول القارة الأفريقية على حسن الجوار ، وعدم التدخل في شئون الآخرين والاحترام المتبادل من أجل التعاون والعمل المشترك الذي يحقق الطموحات والمصالح المشتركة الاحترام المتبادل.
– وهو ما يحتم على السودان مثل هكذا جولة، والتى بالضرورة تستمر ،وتعقبها جولات على أعلى مستويثى وفق هذه الرؤية لبناء علاقات متينة مع الدول الإفريقية حيث يتميز السودان بخاصية التواصل العربى الأفريقي الفريدة بموقعه الجيوستراتيجى المعروف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى