محجوب فضل بدری | ياود النصری ( دايرين غُنٍی بَسْ) !!
-كنت فی (نيالا) أجمل مدن السودان طُرَاً،بعيداً عن مسقط رأسی قرية (مروی شرق) أحَبَّ بقاع السودان لقلبی،عندما كتبتُ خطاباً إلی برنامج الإذاعة والمستمع الذی تبثه إذاعة هنا أم درمان،قلتُ فيه ما معناه،إن برامج الإذاعة مليٸة بالأغانی،فمعظم البرامج منوعات غناٸية،غير الفواصل الغناٸية،بينما إذاعة هنا لندن اْو (BBC) تقدم برامج سياسية،وحوارية جادة وثقافية والقليل جدا من المختارات الغناٸية،ولابد إننی قد ظلمتُ إذاعتنا (الناقل الوطنی لتوحيد الوجدان ) بلا منازع، وذات الدور كانت تلعبه السكة الحديد بطريقة أخری،غير دورها الإقتصادی الهام،ولا بديل للسكة الحديد إلَّا السكة الحديد ۔
-وكنتُ قد اُْنسيت أمر الخطاب ذاك،عندما تسلمت خطاب من (أُمی سكينة) الشريفية بنت الشيخ إبراهيم زيادة عيسی ساتی محمد ود عيسی سوار الدهب،توبخنی فيه علی مراسلة الاذاعة ومطالبتها بالمزيد من الغناء،وتلومنی فيه علی ارسال الخطابات (للرادی)،بدلاً عن إرساله لها، وهی تتلهف لورود خطاب منی !! وقالت فی الخطاب إنَّ (ود النصری) قال ليها محجوب كتب لی ناس الإٍذاعة وقال ليهم (دايرين غُنٍی بس) !!وبالطبع مانقله لها ودالنصری كان عكس المراد من خطابی تماماً،رحم الله أًمٍّی سكينة ومحمد صالح النصری،جد الفنان المبدع محمد ابن محمد عثمان ابن محمد صالح النصری
– الفنان محمد النصری،أو ود النصری،الذی طبقت شهرته الآفاق،بصوته العذب،وألحانه العبقرية،وإنتاجه الغزير،وحيويته الدفافة الممتلٸة بالحس المرهف،مع تفاعله مع جمهوره الكبير جداً مباشرة أو عبر الوساٸط، بشكلٍ يفوق الوصف،ويغيظ الحاسدين،ويبعث الغيرة الفنية فی الوسط الفنی وغير الفنی، الغيرة المرضية وغير المرضية!! وعندما رحب مثل الكثيرين من أبناء المنطقة (بعودة قوش) إنطلقت قطعان القحاطة (الله يكرم السامعين) تسلقه بألسنة حِداد تجيش بها نفوسهم المجبولة علی الشُّح !!فزعموا اْن شهرة ود النصری إنما إكتسبها بتغنِّيه بأشعار (حُمِّيد) !! وفی هذا تدليس واضح،وطمس للحقاٸق،وغمط لشعراء كُثُر،من مختلف الاعمار،والتوجهات،فقد أصدر النصری ما يقارب العشرين شريطاُ(كاسيت) حوت علی العشرات من الأُغنيات،منها ثلاث فقط من كلمات حميد،والبقية شارك فيها من شعراء أسرتنا،إبن عمته،اللواء عبدالرحمن حسن سيداحمد،حوالی تسع اغنيات اشهرها (لما جيتك من بعيد سايق خُطايا)- ولعمه المهندس كمال علی فضل، اْشهرها (الشوق للبلد)كما تغنی باغنيات وطنية مثال
( كلهن احتمالين ) للشاعر عطا الكنيبلي ۔
و(ياوطني ياوافي) للشاعر عبدالرؤوف عبدالله ۔
(شبه النجيمة) للشاعر عاطف خيري ۔
( وساعات البلد ضاقت) للشاعر محمد أحمد الحبيب ۔
( الوجع الموطن) للشاعر خالد عبدالله بخيت ۔
(ياالارض الديونك فوقی كيف عنك ما أزود)للشاعر سيدأحمد عبد الحميد ۔
(يابلدی فی الخاطر قريب)للشاعر خالد علی عبدالرحيم،
وغنی للشاعر مدنی النخلی،وللشاعر محمد ودسِفلة،وللشاعر خالد الباشا،و للشاعر حميد،وغيرهم وغيرهم،ويحتاج الفنان ود النصری لسفرٍ كامل بما رفد به المكتبة الغناٸية من انتاج غزير مستنداً بعد موهبته الفذة علی إرث كبير من اسرته التی حوت فطاحل شعراء المنطقة(جدنا عبدالله فضل،وحبوبة فاطمة بت ود جبارة)،وخاله فنان الطمبور القدير (عوض الجرف)۔
-،ولست أدری ماعساه المرحوم ودالنصری ان يقول اذا كان علی قيد الحياة وقرأ مقالی هذا وثبت له بما لا يدع مجالاً بأننا:-
دايرين غُنِی بس !!