كلام بفلوس | (الجينز) (والحجاب) وجهان لعملة وأحده .. ولكن !!
الدور الذى يلعبه الحجاب فى حياة المرأة السودانية يشبه إلى حد كبير الدور الذى يلعبه ( الجينز) فى حياة المرأة الاوروبية .. فالجينز لم تنشئه الموضه وإنما أنشأته ظروف المجتمع الغربى الإقتصادية التى أخرجت المرأة من إطارها الأنثوى البحت إلى إطار العمل فى مجال من مجالات الحياة جنبا إلى جنب مع الرجل .. ولذلك يتيح لها الجينز حرية الحركة وبساطتها دون تقييد .. كما أنه لباس إقتصادى تستطيع أن ترتديه طوال الشهر دون تغيير .
كذلك الحجاب للمرأة السودانية ونعنى بالحجاب الملابس المتمثلة فى اللباس الطويل وغطاء الرأس والعنق .. فهذه الملابس تتيح لصاحبتها من حرية الحركة ومايتيحه الجينز للمرأة الاوروبيه .. كما أنه لبس اقتصادى غير مكلف تستطيع إرتداءه فترة طويلة دون تغيير ودونما أى انتقاد يوجه إليها .. وبفضل غطاء الرأس والعنق فهى تستغنى عن الزيارة الأسبوعية أو الشهرية إلى الكوفير التى باتت تكلف مبالغ طائلة .. ولكن السؤال هل أصبح الحجاب اليوم يمثل زيا إقتصاديا للفتاة السودانية بعد أن زاد إهتمامها بأناقته ؟.
الإجابة العملية لا شك ستكون بالنفى خاصة أنها تضع فى إعتبارها تعدد ماترتديه وأختلاف كل منها عن الآخر فى الشكل واللون والموديل .. وهنا اسمحوا لى وعبر هذه المساحة أن أسال عن شروط ومواصفات الزى الإسلامى كما جاءت فى القرآن الكريم والسنة النبوية وعن مدى صحة الحجاب بصورته الحالية ؟! .
البعض يقول إن ظاهرة الحجاب بين فتياتنا جاءت من خلال سورة الأحزاب التى نزلت عقب الفتنة التى أثارها المنافقون عند زواج الرسول صل الله عليه وسلم بالسيده زينب بنت جحش واكتملت من خلال سورة النور التى جاءت عقب حادثة الإفك التى أثيرت حول السيدة عائشة رضى الله عنها .. حيث تزود المسلمون من هاتين السورتين بمجموعة من التعليمات المتعلقة بصلاحهم الإجتماعى لمواجهة فترة طغيان المنافقين بهدف توجيه ضربة قاضية للدعامة الأساسية القائم عليها هذا الدين .
وهنالك تباين فى الرأى لمدلول لفظ الحجاب .. ومن خلال هذه الأراء سنجد أن الثوب الذى تنطبق عليه شروط الحجاب يشمل إستيعاب جميع البدن إلا ما أستثنى .. ألا يكون الثوب زينة ألا يكون مجسدا لهيئة الجسم ألا يكون معطرا .. وهكذا هو الحجاب وعليكن التمسك به .. وليس ما وصلت إليه الموضه من مجموعة أغطية الرأس والعنق ذات ألوان مختلفة بعضها سادة وبعضها مطبوع عليه رسومات من قطعتين وبعضها أكثر من ذلك .. وبعد كل هذا نسميه حجابا .. عجبى ثم عجبى .. وكفى .
تاج السر محمد حامد