عمار العركى | التفكير خارج صندوق التسوية
⭕ (عليك الله هو لو صحى داير يتنحى ، يقوم يمرقها في الجزائر ؟ ولا يقعد يجيه حالو ويرتب شنطو؟) هكذا قالتها لى بكل بساطة (حواء) ست الجبنة ، فى ركنها القصى العامر بالصحفيين تحت شجرة السور الخارجى لمقر إتحاد الصحفيين بالمقرن ، قالتها وهى لا تدرى انها فكرت خارج صندوق (عدة الجبنة) ومنحتنى نكهة لمقدمة ومدخل لهذا المقال الذى كنت اعد فيه اثناء (ونسة الجبنة).
⭕ تنحي البرهان ، التسوية على وشك التوقيع والاعلان ، تجانى السيسي يتعرض لضغوط حتى يشارك فى التسوية ، خالد سلك رئيس لوزراء التسوية ، الحرية والتغيير تنفى وجود تسوية ثنائية من الأساس ، بلعيش يقول ان هناك تسوية ستشمل الجميع ، بيان للناطق الرسمى ينفي اي اتصال بين البرهان ود. الجزولى ، والأخير يرد بأنه لم يذكر اسم البرهان ، ثم نفى الأول للبيان من الاساس …… الخ ، هذا وأكثر هو فقط حصاد يوم أمس من لهث وجرى خلف أضواء (تسوية ابو لمبة) الخرافة ، والتى تناولناها فى مقالنا أمس الأول بالتحليل المنطقى فى كونها سناريو مصمم من ( جهة ما) بغرض التشتيت والإلهاء عن ( أمرٍ ما ) .
⭕ وبذات منطق الخبيرة (حواء) ، طالما ان التسوية جاهزة ومتوقعة فى اي لحظة ، ( شنو البخلي البرهان يمرقها فى الجزائر والنار وراهو موقودة ؟ والسفير النرويجي فى دارفور والامريكى فى كسلا ؟) ، شنو البخلى فى يون امس،بعض من المواقع الإلكترونية التى تجنى ارباحها من الخرافة (تتشالق وتتخفف وتتخاطف ) أضواء ابولمبة وتضعها عنواين لروابطها الإخبارية ، وسريعا ما تحذفها ، فيبقى الرابط ، ويتلاشى (ضؤ خبر ابولمبة)
⭕ حُمى التسوية المتزايدة ، عندما تطلع فى راس الشخص “المتساوى” ،تجعلهيُفسر اى جديد حدث او تصريح فى إطار التسوية، الأمر الذى فطن له رجل المخابرات المتمرس السفير الامريكى (غودفري) ، فاطلق تصريح مستفز للإسلاميين وهو يعلم ويدرك أنه فى بئة وارض دينية ، وفى حضرة زعامات وقيادات أهلية اسلامية ، فبالتالى لا شك فى كونه قاصداً متعمداً بغرض التشتيت والإلهاء عن شئ ما يضمره ويسعى لتحقيقه ؟
⭕ ونجح السفير فى ذلك بعد أن إنصب كل الإهتمام والتغطية الإعلامية وأضواء (ابو لمبة) على المستشار القانونى للسيد الناظر دقلل، البطل الذى جندل السفير ، بعدها لا احد يعلم ماذا فعل وماذا انجز من غرض ا؟ مثله مثل زميله النرويجي الذى تخفى تحت عباءة وفد إتحادى من التعليم والعون الإنسانى فى زيارته للجنينة .
⭕ إنشغل الجميع بالتسوية وافرازاتها ، ونسوا بأن امريكا واوروبا لديهم ماهو اهم من “التسوية الخرافة” ، التسوية أنستهم بأن كل السفراء – ناهيك عن الامريكى والنرويجي – ليس بحاجة لعناء تغطية او تمويه داخل السودانى – بقدر حوجتهم لذلك فى مواجهة (الخارج المنافس لهم) ، وطالما ارتضينا بأن نكون ميدان ومرتع للمخابرات الأجنبية ، فلا نحسب بان اي (تهديف) هو علينا
⭕ فمثلا ، لو فكرنا خارج صندوق التسوية نجد ان هنالك خلاف امريكي سابق لحضور السفير للخرطوم في ادارة ملف السودان بين مستشارية بايدن الافريقية (لي) ، والخارجية والمبعوث والذى سببه، اصرار (لي) علي ضرورة النزول للميدان والمباشرة وهذا ما فعلته بحضورها وجلوسها مع الجميع بما فيهم لجان المقاومة ، وهو ما رفضته الخارجية والمبعوث في وقته ،،، الان الخارجية وسفيرها (غودفرى) خضعوا لرؤية (لي) بعد فشل رؤية الخارجية والمبعوث .
⭕ كانت هناك زيارة مماثلة للسفير الامريكي بذات الحيثيات للفاشر ولا ننسي زيارته لمقابر حمد التيل لحضور ( حولية ذكر ) يوم الجمعة !!؟ كما لا استبعد زيارة كل من ج كردفان والنيل الازرق بعد كسلا ، مما يمكن تفسيره بأن هناك مراحعة للخطة الأمريكية واجراء ترميمات وتعديلات تتطلب نزول الميدان لإستجلاء واقع الأمر ، خاصة بعد بروز لاعبين مهرة جدد فى الميدان (الاسلاميين+ المبادرات الوطنية) مقابل ضعف أداء الطرف المقابل لهم
⭕ كذلك ، لا نقفل عن تداعيات الحرب الروسية ، فهي قد تكون حاضرة فى الزيارة ، فالشتاء على ابواب اوربا وامريكا ، وغاز التدفئة – سلاح بوتن الفتاك – غير متاح لهم الا عبر (البحر الاحمر) الذي يقع فى، (شرق) السودان والذى يقوده (دقلل و ترك).
⭕ عموماً، لو إفترضنا جدلاٌ ان (تسوية ابولمبة) واقعة وحاصلة بكل تبعاتها وإفرازتها الخطرة على الجميع بما فيهم (أمريكا) ، فى ظل البرود والهدؤ والإطمئنان المُحير من قبل البرهان والجيش !!؟ فبالتالى ليس امام متوهمي التسوية ، الا (انتظار) اول علامات مخاضها ببداية مغادرة (فولكر وغودفرى وحاشيتهم ) البلاد ، وصدور الإعلان الأمريكي الإستباقى المعتاد والمعروف بعدم السفر للسودان ، ولرعاياها بالخرطوم أخذ الحيطة والحذر ، وسيطول الإنتظار .