الكتاب

عمار العركى: التسوية ، بين اليقظة والاحلام

⭕ الآن ، وبعد أن قل لهث. الجميع خلف (زجاجة ثمن) التسوية السياسية ، وتتبع خرافة ضؤ (ابولمبة) فى عتمة مسرح السياسية المظلم والبائس المسلوب الإرادة والإدارة والقيادة والسيادة. الكل ، هاج وماج ، وخرجت المواكب المؤيدة والرافضة ، الكل يكتب ويعلق ويحلل ويُفتي ويستنتج ويبنى موقفه من ” تسوية ابولمبة” ، ولو ناقشت الكاتب المحلل ، او السياسى المؤيد ، او الآخر المعارض الرافض ، حول موثوقية ومصداقية معلوماته التى بني عليها تحليله وتقييمه المنهجى والعلمى الذى إستتد عليها فى تشكيل موقفه ورائه من التسوية ؟ لسكت عن الاجابة القطعية ، واجاب بالظنية على شكل ،أعتقد ، واظن ، ولا استبعد… الخ ، وهذا لا يخول البناء والإعتداد.
⭕ اي مراقب محايد ، عندما ينوى الإستقصاء والبحث لتحليل المشهد يصل الى فرضية وجود (جهة ما) وضعت سناريو (تسوية ابولمبة وزجاجة الثمن الثنائية) ، وهذه الفرضية أملتها ودلت عليها عملية الإستقصاء وتتبع المسار الوحيد المنطقى المتاح بغرض التحليل للوصول لمعطيات ووقائع تؤكد او تلامس الحقيقة ، آلا وهو هو مسار (البرهان والجيش) كمحور عسكرى ، منضبط وواضح المسار الى حد كبير ،اما المحور الآخر الموازى – السياسى المدنى – فمساراته إما متقاطعة و متناقضة ، وإما تائهة ومشوشة .
⭕ طوال الفترة الماضية – بإستثناء ما جاء قبل لحظات من كتابة هذا المقال فى بيان الناطق الرسمى للجيش رداً على دكتور الجزولى – لم يصدر عن (البرهان) ما يفيد حقيقة(التسوية) ، وكل ما هو متداول نتيجة لتحليل قاصر ومتخلف شبيه (بالخيال وأحلام اليقظة) ، يحمل القرأءة من الجهتين ، مثلاٌ ، عندما يصرح البرهان بان ( الدين خط احمر) تتنفس مسارات اليمين الصعداءة وتقول ( الزولنا زولنا وزجاجة الثمن حقتنا)، ويقلق أهل اليسار المنشقين والمختلفين ومن امامهم – ليس خلفهم – رباعيات وثلاثيات وثنائيات الدعم والسند الأجنبى ويقولون ( الزول باعنا وداير يكسر زجاجة ثمنا ) …. وعلى هذا قِس.
⭕ التسوية خرافة تم تصميمها، هو الاستنتاج المنطقى ، بالتالى يجب أن يكون التركيز والتحليل فى (ذاتها) وليس فى (ذواتها) ، يجب أن يكون البحث والتنقيب حول “الجهة” التى صممت الخرافة وحشرتها فى اذهان الجميع حشراً ؟ والى ماذا تهدف ؟ وما هى “الجهة” المُسيطرة التى بمقدورها واستطاعتها “تدوير” الجميع وإلهائهم بهذا الشكل، وتوجيههم كيفما واينما أرادات ؟
⭕ من خلال التعاطى، حول “خرافة التسوية” وبيان خطلها وكذب غالبية معلوماتها ومواقيت توقيعها ، يقال ان (البرهان) المتردد والمتذبذب والراخى قاشو….. الخ احد الأسباب في ذلك ، وفي ظني أن هذا الإدعاء احد الاهداف من صناعة الخرافة لاستفزاز (البرهان والجيش) نحو خطوة تكشف (لتلك الجهة) ما صعب عليها معرفته من تفكير ونوايا وتخطيط (البرهان والجيش)
⭕ المزاوجة بين (البرهان والجيش) مقصودة بغرض الربط والتحليل المنطقى والموضوعى ، لان كل الافعال والاقوال وردودها التى تبدر من (البرهان) تاتي فى سياق مطلوبات التخطيط الاستراتيجي العسكرى ” الهادئ والمهول” واهمها ما يُعرف عند العسكريين ب (تقدير الموقف) الذى هو عبارة عن دراسة علمية عميقة ومتأنية ودقيقة لكل التفاصيل حيال الموقف الماثل هجوما او دفاعا او فى حالة الثبات ، والشخص العادي والسياسى العجول” الذى يؤمن “بمقولة طرق الحديد وهو ساخن ، يفُسر ذلك بالبرود والتردد ورخى القاش….. الخ.
⭕ عموما،حتى الأن نجح (البرهان والجيش) فى تفادى عدد من تكتيكات (الجهة ما) فى جرهم الى كماين وافخاخ بسناريوهات عدة ، الإنقلاب ، الخلاف مع حميدتى و الدعم السريع ، الشرق ، النيل الازرق ، غرب كردفان …الخ ، وصولا لفخ وسناريو التسوية.
⭕ خلاصة القول ومنتهاه:
* اي كانت “التسوية” حقيقة اما خرافة ، ولكن من خلال متابعة آداء بأن “البرهان – كمحور عسكرى فى التسوية محل الجدل – واضح انه يعمل وفق تخطيط عسكرى استراتيجي مسبق وتقديرات مواقف لا استبعد مصدرها مراكز اكاديميات عليا للدراسات جيش شرطة امن ، ولربما مراكز اخرى مستقلة .
⭕ اما الطرف الآخر فى التسوية – المحور السياسى المدنى – بكل اشكاله وتبايناته اليمينية او اليسارية يتعاطى مع التسوية بصورة تنم على عدم رؤية او خطة استراتيجية تعين المتابع والمراقب على تحليل موقفه وتقييمه بشكل علمى ومنطقى ، مثله مثل الموقف من (التسوية) حقيقة ، أم أحلام يقظة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى