الكتاب

عادل عسوم | (الاسلاموية) عند بعض طفابيع قحط.

بسم الله الرحمن الرحيم وأصلي وأسلم على نبينا محمد عليه وآله افضل الصلاة والسلام.
يلزمني الابتدار بذلك يا أحباب،
وقد صدق الكاتب ألان دونو وهو يتحدث عن ثقافة التفاهة في كتابه الذي حمل هذا الاسم، وها نحن جميعا نعيش زمن من تحدث عنهم هذا الكاتب من الرويبضات والطفابيع وقد اصبحوا فينا قيادات حين غفلة!
بالأمس مساء السبت 29 اكتوبر تحدث أحدهم على فضائية الجزيرة مباشر عن موكب الكرامة، فأسمى الخارجين فيه ب(الاسلامويون)!
ولا أعلم إن كان يعني بذلك انه هو الاسلامي الحقيقي أم لا؟!
ثم وضح بعد ذلك في ثنايا (عواهن كلامه) بأن من يعنيهم بالاسلامويون هم الاخوان المسلمين!، يخرج الكلمة من بين اضراسه وكأنها عنده وصمة ومسبة!
وبالطبع يفهم المستبصر -من لحن قوله- مايمكن توقعه من اسلوب (ايشاء) منه إلى بعض السفراء والسفارات وهو يتخذ من أمثال هذه التسميات غمطا وتصدية!
وقد لايلام من يتحدث بهذا الاسلوب إن كان عضوا في أحد أحزاب اليسار، فاليساري إما جاهل بالدين أو رافض له استصحابا لمنهجه وفكره الفطير، لكن أن يكون بعض هؤلاء الطفابيع الرويبضات ممن يدعون بأنهم اعضاء في احزاب اسلامية؛ هنا يكمن العطب!
وامثالهم عادة عندما تسألهم لماذا ترى الآخرين (اسلامويون) وليسوا اسلاميين، وانت الذي لاتحرص -حتى- على البسملة او الصلاة على النبي في ابتدارات أي لقاء او ظهور اعلامي، سيقولون لك بانهم أكثر حبا لله وللرسول وهم أقرب للاسلام!
ياهداك الله إن اعتياد البسملة في ابتدار الاحاديث واللقاءات الصحفية من عدم ذلك لتشي بالمرء والمنهج الذي تربى عليه دينيا وسياسيا، فالبسملة مفتاح القرآن وأول ما جرى به القلم في اللوح المحفوظ، وهي أول ما أمر الله به جبريل عليه السلام أن يُقرِئَه لنبينا صلى الله عليه وسلم: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، فكان أول أمر ينزل عليه. ومعنى بسم الله أي: أبدأ قراءتي وحديثي باسم الله، والغرض من التسمية حصول البركة قبل أن تشي بثقافة المرء وما اعتاد عليه.
وللبسملة أهمية كبيرة في حياة المسلم المحب لدينه، فقد شرعها الإسلام في كل أمر حسن، وخاصة فيما يتعلق بابتداء أفعال العباد وعباداتهم، فتشرع البسملة وهي قول: (بسم الله الرحمن الرحيم) في عدة مواضع، ومن ذلك ابتدار الكتابة والمراسلات والخطب واللقاءات الصحفية، تأسيا بكتاب الله وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم حين كان يبتدر بها مكاتباته للملوك وكذلك لقاءاته مع الناس. وللبسملة فضل كبير حيث ورد عن نبينا صلى الله عليه وسلم قوله: (أُنزلت عليَّ آيةٌ لم تنزل على نبي غير سليمان بن داود وغيري وهي: بسم الله الرحمن الرحيم).
أما الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن فضلها عظيم، ويكفي في ذلك أن الله جل في علاه، يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، وملائكته الكرام كذلك يصلون على محمد بن عبد الله عليه وآله الصلاة وَالسلام، وكذلك فعل خيار الأمة من لدن الصديق إِلى قيام الساعة، هم يصلون على نبينا محمد عليه وآله الصلاة والسلام. وقال جل في علاه: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} الأحزاب 56.
فلا يفرط في الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم ولايستهين بذلك وبالبسملة إلا المفرط والمستهين بدينه، والمرء دوما مخبوء في لسانه، يقيمه الناس من خلال كلماته وعراجين مراداته، وقد شاهدت في ذات اللقاء أحد الذين أسماهم هذا الطفبوع بال(اسلامويون) سبقه بالحديث فبسمل وصلى على الرسول صلى الله عليه وسلم، فهل أنس عمر المبسمل والمصلى على النبي صلى الله عليه وسلم (اسلاموي) وأنت الطفبوع الذي أتيت من بعده فلم تبسمل ولم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم الاسلامي ياجعفر؟!
الله المستعان
[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى