كلام بفلوس | إستراحة السبت مع ثلاثة محطات مهمة !!!
المحطة الاولى
المرأة وقاكم الله شر فورتها
بعض النساء يفتحن أمامك طريق الخير .. وبعضهن يغلقنه .. وبعضهن الأخر لا تكاد تدخر وسيلة للعمل على قفله.. فأنت فى نظر المرأة قوة مدمره لا حاسيسها ولمستقبلها ولأمنها وإستقرارها .. فضلا عن كبتك لحريتها .. فأنت بالنسبة لها كابوس وفى أكثر الأحيان وإن كنت ملاكا وإنسانا طيبا ورائعا فى احايين نادره .
هذه هى المرأة بعواطفها بخوفها على الرجل وحبها المبالغ فيه له وحرصها عليه .. فالمرأة عندما تحبك فإنها لا تتمنى أن تدمرك أو تزعجك أو تحيل حياتك الهادئة إلى جحيم .. ولذلك فإن الرجل يظل حريصا على أن لا يفقد نفسه ومستقبله وعقله ويحترق بغيرتها .. وهو حريص بأن يعيش بعيدا عنها حتى لا تدمره مشاعرها الملتهبة وتغرقه عواطفها الجياشة فى دوامة لا نهاية لها .
عندما قيل إن المرأة ملاك فى جسد شيطان .. لم يكن القائل مخطئا فى فهمها أو يجحف بحقها أو يظلمها .. فهى الحياة الحلوة والراحة المطلقة والسعادة الكاملة والوفاء الذى لا يدانيه وفاء إذا رضيت عنك وأطمأنت إليك .. واحتوتك بالكامل .. لكن من يطمن ان هذا الإستسلام الكامل لها سوف لن تجرفه عواصفها العاطفية وتأتى برياح الغيرة والقلق فى أى لحظة .
أسال وأنا أعلم أن المرأة كالزلزال لا أحد يستطيع ان يتنبأ بالوقت الذى ستثور فيه وتقلب الدنيا رأسا على عقب .. لذلك فإن تفادى ثورتها وما قد ينشأ عنها من تدمير هو إحتمال بعيد المنال .. فأنت قد تكشف أن مافعلته قد ذهب أدراج الرياح .. وان ما منحته أياها واعطيته لها لم يعد له أى وجود بمجرد أن يتغير مزاجها ويداخلها الوسواس وتستبد بها الفورة العاطفية .. وقاكم الله شر فورتها المدمرة هذه .
محطة أخرى
بربر .. اول بلد مس جلدى ترابها
من الوفاء والعرفان أن لا ينسى المرء مسقط رأسه ومكان صباه .. فالوطن محبوب والمنشأ مألوف .. فلا ينسى ولا يجفو إنسان أرضا بها اصدقاؤه واترابه .. ومن الوفاء ان تمر على المرء سنونه التى قضاها بمنشئه حلوها ومرها ان يتذكرها دائما.. ومن الجحود ان لا تقدم صورة واقعية جميلة تعبق برائحة العطر عن مكان عاش فيه الولدان والأهل والأصدقاء فما أحب هذه الأماكن التى أرى أنها :_
بلاد بها حل الشباب تمائمى .. واول ارض مس جلدى ترابها .
فالوفاء للمنشأ ترجمان النية ولسان الحال وشاهد الإخلاص وعنوان الإختصاص .. ومن الجحود ان لا توصف بربر الحبيبة بالصورة الحقيقية الواقعية التى إمتلأت بها قلوب أبنائها عشقا وحبا لها فلا يمكن ان تخفى الشمس فى رابعة النهار وبربر هكذا لمن يراها .. بربر خضراء بها شجر باسق الفروع مورق الأوراق والغصون .. تهدى الإرتياح إلى الارواح وتنجلى فيها التنمية حيث فيها نهضة تعليمية وثقافية تعكس الواقع الصادق والحقيقى لأمنا الرؤوم بربر .
فكتابى والقلم فى البنان يسطر ما عليه الجنان على محاسن ذلك المكان الذى إستاثر بقلوب الكثير والكثير .. وما عجز قلمى عن وصف جمال وعشق بربر حيث الخضرة وراحة النفس والربيع فى أرضها غير كل الأماكن حيث تنمو فيها فروع الدوح حتى تصافح جوانب الأغصان والشمس فى ثنائية تنظر من خلال فروع أشجارها نحو الحدائق الغناء .. فيها نظرة الغيران .. فهذه هى بربر بأبنائها الذين رعوا نهضتها وتقدمها فهنئا لهم .. ودمتم.
الرصيفة
محطة ثالثة
اهتفوا بهتاف الشعب
بإسم النائمين على ارصفة المدينة يقتاتون الفضلات.. بإسم الأنفس والأنفاس المحشورة فى أقفاص مواصلات الخرطوم .. بأسم عشرات النظرات الملهوفة الحيرى فى فترينات المحال الراقية بما حوت مما يخطف الأبصار ودونهم خرت القتاد .. باسم نبضات القلب المرعوب فى ليلة ممطرة عاصفة تحت سقف غرفة جالوص متهاوية .. بإسم تلميذ بلا فطور ينظر لسندوتش إبن الأكرمين .. بإسم أم تحتضن طفلا هده المرض تقف به أمام الطبيب يريد ملايين الجنيهات ثمنا لكشف لا يستغرق دقائق معدودات .
بإسم الأرامل والمطلقات على أبواب المحاكم وقد هدهن طول الزحف إنتظارا لقرار قاضى مرهون بدهان ومراوغة محامى خصم ثقيل الجيب .. بإسم المهملين على ارصفة قنصليات وسفارات السودان بالخارج خرجوا من أجل لقمة شريفة وضاعوا هناك تحت اغراءات الجوع والحرمان والإحباط .. بأسم حبات العرق تنصب من جبين عامل فى ورشة أو على قوائم عمارة ( السيد) بأسم المظلومين والمحرومين والعاطلين عن العمل بلا ذنب بأسم الزراع والرعاة فى فيافى السودان نهتف بأسمهم جميعا .
يسقط السماسرة فى كل المكاتب والطرقات والأحياء .. يسقط الوزراء الذين يرسلون الوريقات لخدمة المحاسيب .. يسقط أكلوا المال الحرام .. يسقط زعماؤنا المترفون الذين يقضون إجازاتهم ويعالجون مرضاهم خارج السودان على حساب الشعب .. يسقط الخونة.. يسقط عملاء السفارات والقنصليات والمتعاملون معهم .. لك الله يا وطن الرجال .. حتما سنصل ليوم النصر والثار لكل لص عميل .. وكفى .
تاج السر محمد حامد