الكتاب

محجوب فضل بدرى| حكاية بنت اسمها سهير !!

-لم اقابل سهير كفاحا، إلا مرة واحدة لاغير، ضمن كوكبة من الصحفيين، لكننى بالقطع قابلتها بما لا يحصى من المرات، على صفحات الصحف، والمواقع الاسفيرية، وأشد ما كان يلفت نظرى فى عملها هو الدأب والاصرار على السير فى بلاط صاحبة الجلالة، مرفوعة الهامة، يحيط بها البهاء من كل جانب، لكأنها الملكة المتوجة على عرش الصحافة بكل ضروبها، وما يزيد من هذا البهاء هو انها لم تكن فى يوم ما مسنودة بسلطة ولا بسفارة!! لم تستند سهير على جاه سابق أو سلطان قائم، ولم تكن تعتمد الا على الله، سلاحها كلمة الحق فى وجه كل ظالم جائر، أو عميل خائن، وذخيرتها الثقة بالله،ثم فى ارث تليد من اسرتها العريقة، ثم فى بنى وطنها الذين يميزون بين الغث والسمين، وبين الطيب والطين، وعمدتها فى كل ذلك رضاء الله، ثم رضاء الوالدين، ودعوات الطيبين المخلصين.
-وضربت سهير مثلا رائعا، فى بر الوالدين عندما تركت (الوراها والقدامها)، وتفرغت لرعاية والدتها المريضة وسافرت بها الى الهند البعيدة، حيث جثت على ركبتيها ضارعة للمولى عز وجل، ان ينعم على والدتها بالشفاء وتستمطر الدعوات من كل متابعيها واظنهم قد فعلوا ذلك بكل خشوع وتبتل، حتى تعافت الوالدة بفضل الله تبارك وتعالى، وعادت الى الوطن موفورة العافية والحمد لله. وكان ذلك الموقف منها فى التجرد لخدمة والدتها، مثار اعجابى واهتمامى على السواء، فأنا ضعيف جدا امام الامهات، فاى ام هى أمى، وانا الذى فقدت امى صغيرا، مازال ذات الشعور ينتابنى عند قدمى كل ام وأنا فى السبعين من عمرى.
-ولعل دعاء الوالدة لسهير هو الذى حملها على اجنحة النجاح لتحلق عاليا فى سماوات الابداع الاعلامى فجاء حفل تدشين موقعها باذخا والذى كان قد انطلق قبل الحفل بزمن مقدر، ثم ارتأت سهير ان تقيم ذلك الحفل وقدمت لى بطاقة دعوة حالت ظروف ابتعادى عن الوطن عن تلبيتها، ويكفى سهير فخرا، ان يكون درة تاج ذاك الحفل البهيج (البروفسير على أب روف محمد شمو) قطب الاعلام فى العالمين العربى والافريقى، ومن القلائل فى العالم باسره وللبروف نظر ثاقب فى تخير من يقوم بدعمهم واسنادهم فى مجال الاعلام، بل فى مختلف المجالات، ولولا انه يضع (للبت سهير) مكانة خاصة، وانه يرى فيها ما قد لايراه غيره لما غبر قدميه ساعة فى سببل حضور حفلها، وزاد كيل بعير بان قبل تكريم سهير له فى ذلك الحفل، الذى حضرته عبر الوسائط فزادت قناعتى بأن سهير يحق فيها قول حميد عن (السرة بت عبد الرحيم)
-(سهير) بت عبدالرحيم.
– مافيها علقنة الرجال.
-ومافيها دلقنة الحريم.
-استغفر الله العظيم.
وبعد اعزائى القراء والمشاهدين والمستمعين هل عرفتم حكاية البت سهير، انها الايمان والثقة بالله وحسن التوكل عليه، وبر الوالدين، والصدع بكلمة الحق، وحب الاوطان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى