الكتاب
*خبر وتحليل:*.. *عمار العركى*.. *مشاركة السودان فى منتدي تانا للأمن والسلم*
” البرهان سيزور إثيوبيا للمشاركة في أعمال منتدى تانا لقضايا الأمن والسلم بمدينة بحر دار الأثيوبية في نسخته العاشرة”.
* كذلك من المتوقع أن يلتقى “البرهان” برئيس الوزراء الإثيوبي ( آبى،احمد) على هامش المنتدى، الذى،يشارك فيه عدد من قادة دول “مجموعة الإيقاد” وبعض رؤساء دول المنطقة لبحث قضايا المنطقة الأفريقية المتعلقة بالجفاف والنزاعات والكوارث المناخية، وكيفية مواجهتها.
* من الملاحظ في نشؤ وبناء الكيانات والتكتلات الإقليمية والأفريقية ، أن بداياتها تكون جادة وصادقة فى تحقيق أهدافها الإستراتيجية والغاية من إنشاءها ، ولكن سريعاً ما تنحرف عن مسارها وتخضع لسيطرة وتحكم دولة المقر ،او تكتل داخلى جزئي ، او دول الإقليم النافذة ، أو دول التنافس و والقوى المهيمنة.
* منتدى تانا لقضايا السلم والأمن خير مثال ، فالمنتدى الذى يكمل عامه العاشر ، بعد قيامه في العام 2012م بمبادرة من جامعة أديس أبابا .، بناءا على إعلان الإتحاد الإفريقي بطرابلس 2009م ابابا ،والذى تتجه له أنظار المخططين الإستراتيجين والخبراء وصناع القرار والمسئوليين الدوليين سنويا فى مدينة بحر دار الأثيوبية ، وعلى الرغم من حداثة عهده كالاول من نوعه في إفريقيا ، وخلال دوراته الأولية سريعا ما تبوأ مكانة دولية على غرار مؤتمر ميونخ للأمن فى المانيا .
* أعتقد نجاح المنتدى فى.البدايات الاولى بسبب، توفر حزمة من المعطيات ، كالقيادة الأثيوبية المدركة ” ملس زناوى”، الدعم الدولى فى حقبة الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة الراحل بطرس غالى ، دعم قيادة وشخصيات رفيعة المستوى من داخل وخارج القارة ومشاركتهم فى هياكل المنتدى ، الإلتزام الصارم بالمخرجات والتى كانت نتاج لرؤى وتوصيات خبراء وأكاديميين.
* فيما بعد وبعد مضى اربعة دورات تصاعدية النجاح ، بدأ المنتدى فى الإنحدار التنازلى ، لأسباب تتعلق بمتغيرات طرأت على معطيات وعوامل النجاح ، مثل انشغال القيادة الأثيوبية بالوضع الداخلى وانطلاق شرارة الإحتجاجات والثورة الأثيوبية في 2015م ، انقطاع الدعم الدولى ، الأزمة الخليجية ومجاذبتها للمنتدى.
* بخصوص السودان ، نعتقد بأنه أضاع فرصة ذهبية للتموضوع الإقليمي والإفريقي ولم يستثمر علاقته الممتازة مع أثيوبيا – حينها – فى قيادة المنتدى نحو تحقيق مصالحه الإستراتيجية الإقليمية ، وإكتفى فقط بتحقيق مصالح محلية تكتيكية متواضعة ، مثل مشكلة دارفور ، اتفاقية الدوحة، افرازات الحرب الاهلية بجنوب السودان على.السودان …الخ
* أعتقد بأن السبب الرئيس فى ذلك “التواضع” يعود لعدم وجود تخطيط إستراتيجي لإدارة علاقة السودان مع أثيوبيا ودول المنتدى، ، فقد كان نظام الإنقاذ يدير تلك العلاقة بنظام “رزق اليوم باليوم” وببرنامج “العلاقات العامة والشخصية” على.مستوى الأفراد أو مؤسسات الدولة، ولا زال .
*خلاصة القول ومنتهاه* :
* فى ظل تلك المتغيرات التى طرأت على المنتدى إضافة لإنعدام الرؤية الإستراتيجية لادارة العلاقات الإقليمية ، خاصة “أثيوبيا” الدولة الفاعلة والمؤثرة ، عطفا على التطورات والأزمات الداخلية التى.يعيشها السودان.
* عليه ، اتوقع أن السيد رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبدالفتاخ البرهان سيكون أكثر إهتماماً بلقاء آبى احمد” على خلفية آخر لقاء لهم فى نيروبي حيث جرت بينهم تفاهمات ومحادثات “شخصية إيجابية “