توقيت مثالي..أمريكي يوثق لحظة مذهلة لصاعقة برق داخل قوس قزح مزدوج
ليس كل يوم يمكنك أن توثّق مشهد ملحمياً نسجته الطبيعة الأم، إذ يحتاج التقاط مثل هذا المشهد إلى الكثير من الحظ.
ويبدو أنّ المصور الأمريكي جيسون رينهارت محظوط بالفعل، إذ أنّه يعيش على مسافة قريبة من سلسة الجبال الزرقاء بولاية فيرجينيا الأمريكية، ما يوفر لديه إطلالات خلابة على الطبيعية.
وأتاح له ذلك صقل مهاراته في التصوير الفوتوغرافي للعواصف على مرّ السنين، وأصبح بارعًا في تمييز الظروف الجوية التي ستمنحه أفضل نتائج للتصوير
وهكذا تمّكن مؤخرًا من توثيق لحظة ضرب صاعقة برق، والتي ظهرت متمركزة كلّيًا أسفل قوس قزح مزدوج، وحدث المشهد بأكمله وقت غروب الشمس.
وكانت النتيجة عبارة عن صورة حالمة حيث يبدو قوس القزح المزدوج وكأنّه إطار طبيعي لصاعقة البرق.
ويقول رينهارت : “أعيش في مكان فريد من نوعه لالتقاط الطبيعة الأم في أفضل حالاتها، مع سهولة الوصول إلى العديد من نقاط المراقبة عالية الارتفاع، والتي لا يستطيع المصورون الآخرون الوصول إليها في مناطق أخرى”.
ويشير المصور الأمريكي إلى أنّ معرفة البيئة المحيطة بك تعد جانبًا مهمًا من جوانب الإبداع، إضافًة إلى الصبر والاستعداد واقتناص الفرصة، ما ينتج عنه مزيجًا رائعًا كما حدث معه ذلك اليوم، عندما التقط قوس القزح المزدوج وقت غروب الشمس، والذي تبعته صاعقة البرق.
وفي تلك اللحظة، يتذكر رينهارت أنّه شعر كما لو أنّه “كان بالضبط حيث كان من المفترض أنّ يكون، في الوقت المناسب لالتقاط هذه اللحظة المثالية”، على حد وصفه.
وفي ذلك اليوم، كان المصور في طريقه إلى المنزل، ويراقب خرائط الرادار بسيارته عندما لاحظ أن عاصفة في طريقه ستضرب المنطقة عند غروب الشمس مباشرة.
ويسترجع رينهارت ما حدث ذلك اليوم قائلاً: “بينما كنت أقود سيارتي إلى المنزل في شهر يوليو الماضي، كنت أراقب خرائط الرادار التي تتعقب خط العواصف فوق ولاية فرجينيا الغربية”.
ويتابع رينهارت: “أخذت معداتي من منزلي وتوجهّت في الوقت المناسب إلى الطريق المشجّر Blue Ridge Parkway، أي مكاني المفضل، لمشاهدة السحب الصدفية التي كانت تتّجه نحوي”.
ويضيف: “بمجرد أن وصلت السحب الصدفية، والتي أجبرتني على الاحتماء داخل سيارتي لمدة 20 دقيقة مع مرور العاصفة، كان بإمكاني رؤية غروب الشمس بلونه البرتقالي النابض بالحياة، وفي الوقت ذاته اللون الوردي الذي يضيء الجزء الخلفي من خط العواصف”.
ويتذكر قائلًا: “توقف المطر في الوقت المناسب تمامًا، حيث بدأ قوس قزح المذهل في التكونّ أمامي مباشرة”.
وكان رينهارت قد حضّر كاميرا التصوير الخاصة به، من طراز “كانون 6D”، وبدأ التصوير في الوضع المستمر، كما يفعل عادة عند تصوير صواعق البرق، حسبما ذكره.
ويتابع: “عرفت على الفور عندما بدأ قوس قزح في التشكلّ بالسماء أنّ هذه ستكون لحظة مميزة للغاية”.
ويشير المصور الأمريكي إلى أنّه سبق وأنّ وثق قوس القزح بهذا المكان، إلا أنّه لم يسبق له رؤية أحدها بهذه الألوان الساطعة والنابضة بالحياة.
ويضيف: “كان مشهدًا يأخذ الأنفاس، وكوني مصورًا فوتوغرافيًا، فإن معرفة حقيقة أنني وثقت مشهدًا مميزًا للغاية هو شعور لا يوصف”.
وكأن المشهد مكتمل الجمال بالفعل كان ينقصه عنصرٌ ما، إذ فجأةً ظهرت صاعقة البرق، وكأنها مؤطرة بشكل مثالي داخل قوس القزح المزدوج.
ويتذكر رينهارت أنّه حينها لم يسعه سوى الابتسام، بمجرد إدراكه أنّه وثق للتو مشهدًا يستحق بذل الكثير من الجهد والطاقة في سبيله.
ويضيف أنه “لأمر جميل أن تكون شغوفًا بشيء وتتشاركه كهدية مع العالم، هذه هي اللحظات التي لا يسعني إلا أن أشعر بها أني على قيد الحياة”.