نسخة جديدة من ألبوم “ثريلر” لمايكل جاكسون
تحتفل شركة “سوني ميوزيك” (Sony Music) في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 بمرور 40 عاما على إنتاج ألبوم “ثريلر” (Thriller) لمغني البوب الراحل مايكل جاكسون.
ووفقا للإعلان الذي صدر في مايو/أيار الماضي، سيكون الإصدار مملوءا بالمفاجآت لمحبّي مايكل جاكسون، بما في ذلك بعض الأغاني التي عمل عليها جاكسون ولم تبث بالفعل ضمن الألبوم القديم.
وسيكشف عن عناوين الأغنيات واحدا تلو الآخر قبل 18 نوفمبر/تشرين الثاني.
كما سيصدر الألبوم بعنوان “ثريلر 40” (Thriller 40) وهو إحياء لذكرى أحد أكثر الألبومات نجاحا، حيث فاز الألبوم بـ8 جوائز “غرامي”، كما غيّر حدود موسيقى البوب، وباع أكثر من 100 مليون نسخة منذ صدوره في 30 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1982 حتى الآن.
أغنية بكلمات مخيفة
وتعدّ أغنية “ثريلر” الأولى التي تتضمن كلمات مخيفة عن مخلوقات ليلية تثير رعب ضحيتها، ورغم ذلك لاقت نجاحا كبيرا عززه التصوير المرعب للأغنية، حيث استعان جاكسون بالمخرج جون لانديس الذي أخرج فيلم “الذئب الأميركي في لندن” (An American Werewolf In London) لتحويل جاكسون إلى ذئب في الأغنية. كذلك سرد فينسنت برايس الممثل المعروف بأدواره في أفلام الرعب الكلمات في نهاية الأغنية، إضافة إلى ضحكاته المتقطعة الشريرة.
ويقول كوينسي جونز، منتج الأغنية والألبوم بالكامل، إنه كان يتخيل دائما صوت الممثل فينسنت برايس في نهاية الأغنية، لكنه لم يكن يعرف تحديدا كيف يمكن أن يحدث ذلك.
وكانت الفكرة الأساسية أنه سيتحدث فقط ببعض الجمل المرعبة كما لو كان يمثّل أحد أدواره الشهيرة، لكن في الليلة التي سبقت جلسة التصوير طلب المنتج كوينسي جونز من مؤلف الأغنية رود تيمبيرتون كتابة جمل خاصة بفينسنت برايس وعدم ترك الأمر للارتجال.
أغنية طويلة أو فيلم قصير
وكان الفيديو حدثا فنيا كبيرا في وقت إصدار الأغنية، فقد قدم رقصات متقنة وأزياء مناسبة، كما رسخ لمفهوم الفيديو الطويل أو الفيلم القصير لتصوير الأغنية.
وفاز الفيديو بجائزة أفضل أداء وأفضل تصميم راقص، كما اختاره الجمهور ليكون أفضل عرض في حفل توزيع جوائز “إم تي في فيديو ميوزيك”. وصُنّف مقطع الفيديو الذي تبلغ مدته 14 دقيقة على أنه فيلم قصير بالفعل كما تمنى مايكل جاكسون، إذ كتب في مذكراته عام 1988 “أريد أن أكون رائدا في هذه الوسيلة الفنية الجديدة، وأن أصنع أفضل الأفلام الموسيقية القصيرة”.
رقصة أيقونية
صمّم تلك الرقصة الأيقونية كل من مايكل جاكسون ومصمم الرقصات مايكل بيترز، ولا تزال حركات تلك الرقصة شهيرة في ثقافة موسيقى البوب الحديثة. ففي عام 2006 في مدينة تورنتو بكندا، اجتمع 62 شخصا لإعادة إحياء رقصة الأغنية، وتحول الأمر إلى حدث سنوي بعنوان “إثارة العالم” (Thrill the World) يجتمع فيه الراقصون كل عام لإعادة إحياء الرقصة.
وفي 2008 أصدرت الشركة أول إصدار خاص أول بمناسبة مرور 25 عاما على الألبوم بعنوان “إثارة 25” (Thriller 25)، وحصل على المرتبة الثانية في استبيان أفضل الألبومات لمجلة “بيلبورد” (Billboard) الموسيقية. وعلى الرغم من بيعه 166 ألف نسخة في أسبوع صدوره، فإنه لم يكن مؤهلا للحصول على المركز الأول لأن المجلة عدّته ألبوما قديما، وكان المركز الأول مقتصرا على الألبومات الجديدة فقط.
حياة جديدة للمغنين
ليست هذه المرة الأولى التي يصدر فيها ألبوم غنائي بعد وفاة المغني، فربما تحدث الوفاة أثناء تسجيل الألبوم وربما يعاد إصدار الألبوم مجددا تكريما للمغني أو احتفاء بالموسيقى، مثلما حدث مع ألبوم “دون كيلوميناتي” (The Don Killuminati) لمغني الراب الراحل توباك شاكور.
ألبوم “دون كيلوميناتي” أعيد إصداره بعد وفاة مغني الراب توباك شاكور (غيتي)
وسُجّل الألبوم وصدر في 3 أيام وهي مدة قياسية، وكان شاكور يريد لفت النظر إلى الموسيقى البديلة، وبالفعل تصدّر الألبوم المبيعات بعد شهرين فقط من وفاة شاكور بطلق ناري في فيغاس عام 1996، وساعدت كلمات ذلك الألبوم المشحونة بالعاطفة والغضب في تشكيل وعي جيل جديد من محبي الراب و”الهيب هوب”.
وبعد انقسام فريق البيتلز، أطلق عازف الغيتار جورج هاريسون أكثر أغنياته إبداعا حين أصبح منفردا.
وبعد وفاة هاريسون بسرطان الرئة عام 2001، وبفضل جهود ابنه داني هاريسون وصديقه جيف لين، صدر لهاريسون ألبوم بعنوان “غسل الدماغ” (Brainwashed)، ويحتوي الألبوم على أفضل أغنياته المنفردة الطويلة، وذلك ما جعله أشبه بسجل موسيقي يسلط الضوء على موهبته الفنية وحس الفكاهة اللذين يميزان أغنياته.