السودانيون يترقبون مساعٍ بريطانية لحل أزمة الحكم
الخرطوم: صوت السودان
يترقب السودانيون ما ستنتج عنه زيارة وفد بريطاني يزور الخرطوم لدعم مساعي التوصل إلى تسوية تفضي إلى انفراج سياسي وتشكيل إطار لحكومة انتقالية مدنية شاملة، وهو ما تدعمه بريطانيا وفق بيان صادر عن سفارتها في العاصمة السودانية.
ويضم الوفد مبعوثة المملكة المتحدة للقرن الأفريقي والبحر الأحمر سارة مونتغومري، والمبعوث البريطاني الخاص للسودان ودولة جنوب السودان بوب فييرويذر، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام سيلتقيان خلالها بعدد من الفاعلين السياسيين والقادة المدنيين والعسكريين في السودان.
من جانبه، عقد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، اجتماعاً مع هيئة قيادة الجيش صبيحة عودته من الولايات المتحدة الأميركية حيث شارك في جلسة الجمعية العمومية للأمم المتحدة الدورة السابعة والسبعين، ثم التقى في طريق عودته مساء السبت، بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، ما أطلق تكهنات في السودان بأن البرهان ربما يتخذ قرارات مهمة خلال الأيام المقبلة، على شاكلة حل مجلس السيادة وتكوين «مجلس أعلى للقوات المسلحة»، يدير البلاد حتى إجراء الانتخابات. وقد عزز من هذه التكهنات اجتماعه مع قيادات الجيش السوداني والرئيس المصري، وأيضاً اقتراب موعد الذكرى الأولى لتوليه السلطة في 25 أكتوبر (تشرين الأول) بعد أن حل مجلسي الوزراء والسيادة وأعلن حالة الطوارئ في البلاد، في خطوة سماها البرهان «إجراءات تصحيحية» بينما اعتبرتها المعارضة وجهات دولية وإقليمية «انقلاباً عسكرياً».
ووعد البرهان حينها بتشكيل حكومة وإكمال تشكيل مؤسسات الدولة خلال شهر، لكنه لم يتمكن من ذلك طوال 11 شهراً، نسبة للمعارضة الشديدة التي واجهها داخل السودان، الذي ظل يعيش حالة فراغ دستوري قرابة العام.
وقال الناطق الرسمي للقوات المسلحة العقيد نبيل عبد الله، على صفحة القوات المسلحة في «فيسبوك»، إن البرهان التقى هيئة قيادة القوات المسلحة بمكتبه بالقيادة العامة للجيش صبيحة يوم الأحد عقب عودته من جلسة الجمعية العمومية للأمم المتحدة، دون أن يكشف عما دار في الاجتماع. وكان البرهان قد ذكر في مقابلة مع «أسوشيتد برس» على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تتعلق بموعد إجراء الانتخابات في السودان، أنه ينتظر توافق القوى السياسية دون تدخله في العملية السياسية، مستدركاً بقوله: «طبعاً لن ننتظر إلى ما لا نهاية». وأضاف: «لو تُرك لنا المجال وحدنا، لكنا الآن أنجزنا مهام المرحلة الانتقالية، لكن القوى المدنية والمجتمع الإقليمي والدولي طلبت منا أن نتوقف». وأعلن البرهان خروج الجيش من التفاوض مع المعارضة المدنية في 4 يوليو (تموز) الماضي، موضحاً عزمه حل مجلس وتشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة متى ما اتفقت القوى السياسية على حكومة مدنية، غير أن المعارضة اعتبرت ذلك مناورة منه لأنه اشترط اتفاق جميع القوى السياسية بما فيها تلك التي تتحالف معه في الحكم العسكري وأيضاً أحزاب كانت شريكة لنظام الرئيس المعزول عمر البشير. كما اتهمته المعارضة بأن هذا المقترح «حيلة» يريد المكون العسكري منها أن ينقل سلطات مجلس السيادة إلى «المجلس الأعلى للقوات المسلحة» المراد تأسيسه، بينما يتحول مجلس الوزراء المدني إلى مجرد «مكتب سكرتارية» للمؤسسة العسكرية.
من جهة أخرى، أجرى البرهان، أثناء وجوده في نيويورك، عدداً من اللقاءات مع قادة أفارقة وأجانب، بينها رئيس الاتحاد الأفريقي للدورة الحالية الرئيس السنغالي ماكي سال، وبحث معه إعادة النظر في قرار الاتحاد بتجميد عضوية السودان في المنظمة الإقليمية.وكان الاتحاد الأفريقي قد جمد عضوية السودان عقب القرارات التي اتخذها البرهان في 25 أكتوبر 2021، وأطاح بموجبها بالحكومة المدنية الانتقالية التي كان يترأسها عبد الله حمدوك، معتبراً تلك القرارات «انقلاباً عسكرياً»، إذ تنص لوائح الاتحاد على تجميد عضوية الدول التي تحدث فيها انقلابات عسكرية.
إلى ذلك، أعلن الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني يوم الأحد أن القوات البحرية ضبطت قارباً على متنه أربعة مواطنين يمنيين داخل مياهه الإقليمية السودانية قرب جزر السبعات، وبداخله كمية من الأسلحة والذخائر، تتكون من 90 بندقية كلاشينكوف، 162 صندوق ذخيرة رشاشة «قرنوف»، و182 صندوق ذخائر بأعيرة متنوعة، إضافة إلى 43 صندوقاً به أسلاك «متفجر فورتكس»، و45 صندوقاً به «فيوز تفجير». وأضاف الجيش السوداني أنه ضبط في أوقات سابقة كميات من المواد المخدرة والأسلحة والمتفجرات، تقوم بتهريبها عناصر يمنية وسودانية، دون أن يحدد الجهات التي تتبع لها هذه العناصر.
الشرق الأوسط