الكتاب

صبري محمد علي يكتب: وبعيداً عن السياسة …..! لم أُخفي إعجابي (بالطعمية)

وبعيداً عن السياسة …..!
لم أُخفي إعجابي (بالطعمية)

بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)

خاص ب {صوت السودان}

إلتقينا بلا تنسيق وافترقنا على أمل اللقاء
إلتقينا …
على ظهر (لوري) طُلاباً بالثانوية

كنت يومها في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي أتأبط حقيبتي عصر يوم جمعة ما على شارع (الظلط) غرب العيكورة

وكان هو ….
قادماً من مدينة (أبو عُشر)
كانت وجهتي …..
مدرسة حنتوب الثانوية دوكانت وجهته مدرسة مدني الثانوية .
قفزت داخل (بطن) اللّوري
تعارفنا
تآنسنا
فما أكثر القواسم المشتركة بالمرحلة الثانوية
المُعلقات ، النحو
الجبر
حساب المثلثات
العلوم
الدوال والتفاضل والتكامل
الكيمياء
كانت كافية ان تقتل لنا الوقت قبل ان نفترق (بالسوق الصغير) عند مدخل مدينة ود مدني

بعدها …..
كان القدر يُخبئ لنا لقاءاً ما كُنا نعلمه
أن نلتقي مرة أخرى …
ولكن هذه المرة كانت على رصيف آخر شارع في أفريقيا
مدينة الاسكندرية الساحرة ذهب هو لدراسة الصيدلة وذهبت انا لدراسة الجيولوجيا بذات الجامعة
تقابلنا
تعانقنا
وكل ينظر في عينيي الآخر متسائلاً
(أين إلتقيتك)؟

تذكرنا ….
فكان (اللوري) ثالثنا
تعانقنا مرة ٱخرى بطعم آخر وحضن آخر

إمتدت عُرى الصداقة والزمالة والإخاء مفعمة بوحدة الجغرافيا والريف والغربة وما زالت

إلتقينا بالأمس أمسية الخميس الخامس والعشرين من العام (٢٠٢٤) م

واكتب التاريخ هُنا عمداً
على دعوة عشاء كريمة بمنزله
ذلكم صديقي (رفيق اللوري)

الصيدلي د/علي دفع الله عبد الدائم
بمدينة جدة كنت بصحبة إبناى حمزة وعمار وكان هو مصطحباً ومستقبلاً لنا بمعية إبنه الدكتور عبد الرحمن
يااااا الله .يا (عليُ) …..
ما أسرع الأيام تمضي

الوسائط تخفي عنا الكثير
وخط الشيب راسينا بلا إستئذان
أصبح هو (عم علي) و صرت أنا (عم صبري)
هكذا كان يتلقفنا الأبناء أثناء الحديث !
حكينا لهم ….
عن الغول والعنقاء والخِل الوفي

حدثناهم ….
عن ذلك الزمن الاخضر عن (اللوري)
و عن حنتوب وعن مدني وعن السُفرة والداخليات وعن الاسكندرية وعن البحر وعن دار الإتحاد وعن وعن

وصديقي (عم علي) …
حدثنا عن (غنماية) عابرة للقارات أهدتها له إحدى خالاته وكيف إضطر تحت إصرارها أن يعبر بها بعض مدن الجزيرة ليصل بها الي (ابوعشر)

ساعة او ساعتين …
كانت قصيرة بعمر الزمان شجية بطعم الذكريات
لم يقطعها علينا إلا التثآب وتكرار الجُمل التي تحدث للستيني عندما يشرع في الكلام فإنه يحتاج لمن يُذكره بآخر كلمة قالها !

(عم علي) ….
بدا يأتي بما كان يأتي به كبارنا فلاحظت انه كان يُسهب في الحديث عن الأنساب التي غابت عن قاموس (شبابنا)
فلم ينسى أن يحدثنا عن
(جَدَه الذي كان مُتزوج بت خالة حبوبتو)

فادركتُ ان ….
صديقي قد سبقني نحو (الهَرَم) بسنة ضوئية كاملة
ليس لصغر مني
ولكن لجهلب بعلم الأنساب

شُكراً ….
دكتور علي دفع الله على كرم الضيافة وبشاشة الإستقبال

وشكراً للإبن عبد الرحمن فقد فاق أباه بشاشة و ترحاباً عند اللقاء وعند الوداع
شُكراً …
(أم عبد الرحمن) فمن داخل خِدرها كان الترحاب والبخور والمائدة العامرة
وطعمية …!
لم أخفي سعادتي بها
فزدت في الكيل كيلين منها

جعل الله داركم عامرة بالايمان والضيفان والتقوى واخلف لكم بالخير .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى