الكتاب

د. عبدالباقي الشيخ يكتب : متلازمة أديس أبابا

د. عبدالباقي الشيخ يكتب : متلازمة أديس أبابا

قراءة تحليلة

بعد فشل إنقلاب الدعم السريع في 15 أبريل تشتت ظهير ها السياسي من قيادات المجلس المركزي للحرية عمر الدقير وبابكر فيصل بين القاهرة، كمبالا، نيروبي، جوبا وأديس أبابا، التي أصبحت مركزاً لنشاطهم وتواصلهم مع السفارات الغربية والمبعوثين الدوليين بالإضافة للإتحاد الإفريقي والإيقاد والأمم المتحدة ورغم حصول خالد سلك وطه اسحق علي إقامات في الإمارات وإستقرار أسرهم فيها إلا أنهم يتواجدوا في أديس أبابا لفترات طويلة.

2. تعمل قوي المعارضة المتواجدة في إثيوبيا تحت غطاء القوي المدنية الموقعة علي الإتفاق الإطاري، ولم تقدم رؤية لحل الأزمة عدا نداءاتهم لوقف الحرب، إلا أنهم تفاجؤوا بمطالب بإدانة إنتهاكات الدعم السريع فاضطروا للإستجابة لها فصدرت بياناتهم، وبها فقرة لإدانة إنتهاكات الدعم السريع مع إضافة قصف الجيش للمدنيين في تحامل واضح ضد الجيش إرضاءاً لحلفائهم متمردي الدعم السريع.

3. نشط عدد من المجموعات في تقديم مبادرات لحل الأزمة في السودان وكان أبرزها:

A. مبادرة القوي الثورية المدنية من أجل وقف الحرب والعمل الوطني المشترك والتي يتولي قيادتها السفير د. نورالدين ساتي وبكري الجاك وسليمان بلدو والباقر العفيف ومعظم نشاطها بين أمريكا ونيروبي.

B. مجموعة المنصة وهي ورقة د. عبدالله حمدوك التي نادت بجمع السودانيين من جميع مشاربهم دون إقصاء لإجتماع شامل للحوار السوداني السوداني.

C. مبادرة الآلية الوطنية لدعم التحول الديموقراطي د. منتصر الطيب وعادل المفتي ومبادرة عائشة موسي وخلود حسين وتنشط لتشكيل حكومة طوارئ يتم توسيع قاعدة المشاورات لإختيار أعضاءها.

4. توافقت مجموعتي نور الدين ساتي وحمدوك علي العمل المشترك وحظيت بقبول غربي واسع وتم إحكام صياغة تصورهم لحل الأزمة السودانية، لكن ظهرت بوادر خلافات عميقة بين حمدوك وساتي.

5. عقب الرحلات الخارجية لمجموعة الحرية التغيير المجلس المركزي وبعض الموالين للدعم السريع، فقد طلب بعض الرؤساء الأفارقة مثل موسيفيني ووليام روتو ضرورة توحيد القوي المدنية ولم تنجح مجموعة المجلس المركزي في تقديم رؤية متكاملة لذلك بذلوا أقصي جهدهم للسيطرة علي المبادرات غير الحزبية التي حظيت بقبول غربي.

6. شرعوا في الترتيبات ثم وقع الخلاف بسبب إصرار المجلس المركزي علي وجود إبراهيم الميرغني ونصرالدين عبدالباري لذلك سعوا لتكوين الجبهة المدنية العريضة لوقف الحرب واستعادة المسار الديموقراطي وعقدوا إجتماعات في أديس أبابا إلا أنهم فشلوا في إستقطاب قوي سياسية ومجتمعية.

7. كرروا المحاولة تحت غطاء توحيد المبادرات بدعم من الترويكا وتم الضغط علي حمدوك وقدم برمه ناصر وصلاح مناع تصور لتشكيل الهيئة الوطنية برئاسة حمدوك وعقد الإجتماع التحضيري يوم 21 أكتوبر الجاري.

8. تم الإتفاق علي تشكيل سكرتارية سداسية مشتركة وإتسمت الإجتماعات بالإحتقان الشديد بسبب عدم رضا مجموعة حمدوك عن التنازل الذي قدمه وتركزت أهم نقاط الخلاف في إعتراض المجموعات علي إختيار المجلس المركزي لنصرالدين عبدالباري ومحمد الحسن التعايشي للمشاركة واعتبرت إنهم يمثلون الدعم السريع، كما طالبت المجموعات بالشفافية المطلقة في موضوع التمويل وأوجه صرفه، رفض ضغوط سفراء الترويكا علي المجموعات لتحقيق أجندة المجلس المركزي.

9. تم توجيه الدعوة لعبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور لحضور الإجتماع والإنضمام للجبهة المدنية العريضة لوقف الحرب وإستعادة المسار الديموقراطي إلا إن كليهما رفضا المشاركة، وبذل الأستاذ/ علي بخيت سكرتير رئيس الوزراء السابق مجهوداً كبيراً لإقناعهم بعدم المشاركة بدعوى أن مجموعة المركزي تمارس الإقصاء وتهدف للعودة للسلطة بأي وسيلة.

10. قرر المجلس المركزي للحرية والتغيير المضي قدماً في عقد الإجتماع التشاوري بإسم الجبهة المدنية العريضة لوقف الحرب وإستعادة المسار الديموقراطي في الفترة من 21 إلي 25 أكتوبر الجاري رغم عدم حضور مجموعات المبادرات ورغم الخلافات، مع إستمرار التشاور مع مجموعات المبادرات والسعي للتوصل لنقاط إتفاق معهم، التواصل مع سفراء الترويكا لممارسة مزيد من الضغط علي حمدوك لإقناعه بالحضور والمشاركة في الإجتماع والتي قد يحضرها على الرغم من إعتراض كل مجموعته، إعتبار الإتفاق الإطاري هو الأساس للعملية السياسية في السودان بعد وقف الحرب، الترتيب لعقد الإجتماع الموسع في أواخر شهر نوفمبر القادم .

11. قدمت النرويج التمويل لهذا الإجتماع ووفرت كثير من المساعدات اللوجستية لضمان عقد الإجتماع في موعده، وتضغط دول الترويكا بشدة علي المبادرات غير الحزبية لتقديم تنازلات لصالح مجموعة الإطاري.

12. رفض الإتحاد الأفريقي المشاركة في الإجتماع ووجه منسوبيه بعدم حضور الإجتماعات في أديس أبابا وجوبا وعدم حضور أي إجتماعات جانبية أو تنسيقية.

13. بلغ الإنقسام بين المجموعات أمداً كبيراً ويصعب التوصل لتوافق بينهم بسبب السياسات الإقصائية لمجموعة المركزي والتي تماثل الطريقة التي أداروا بها الإتفاق الإطاري وهم يعولون حالياً علي أن يمارس سفراء الترويكا ضغوطاً علي حمدوك ونورالدين ساتي للمشاركة في الإجتماعات.

14. السفير النرويجي جزء من هذه الأزمة وكذلك الترويكا التي تساند هذه المجموعة وتوفر التمويل لهذا الإجتماع، بالإنحياز لطرف سياسي وتعميق الأزمة في السودان وإعتبار هذه المجموعة أساساً للعملية السياسية في السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى