ما وراء الخبر.. محمد وداعة: عض الايادى.. و تقبيل الايادى !
السودانيون لا يعضون الايادى ، و لكنهم لا يقبلونها
اجتماع منزل السفير السعودى لم يحضره اى مسؤول فى الدولة بخلاف الفريق عبد الرحيم
السودان خسر ايران و قطر ، و لم يكسب السعودية و الامارات ،
المهندس مصطفى مكي العوض ، كتب تحت عنوان محمد وداعة وعض أيادي الخير( تربطني يالباشمهندس محمد وداعة صداقة منذ سنين طويلة علي رغم من تباين مواقفنا ،الا انه ظلت بيننا عشرة ومودة لم تتاثر بهذا التباين ولا ذاك الخلاف ، ومن خلال معرفتي بالرجل فهو بالإضافة الى انه سياسي مخضرم وكاتب ومحلل صحفي مجيد نجده مستودعا لاسرار السياسة ودهاليزها فهو لديه شئ من الدراية والمعرفة بما يدور وراء كواليس المطبخ السياسي ولذلك يجد ما يكتبه الاهتمام والتحليل ورغم كل هذا ،
اقتباس ( الا انه جانبه التوفيق في مقاله الاخير الذي نشره بتاريخ ١٨ أغسطس ٢٠٢٢ بعنوان ( السودان بين الثلاثية والرباعية وما بينهما ) شن فيه هجوما وانتقادا غير مبرر على سفير خادم الحرمين الشريفين بالسودان السفير علي بن حسن جعفر وبالتالي هجوما مبطننا على المملكة ، تركز هجوم محمد وداعة غير المبرر على لقاء عقده السفير في منزله حضره لفيف من قيادات العمل السياسي وقيادات في الدولة وكان من بين الحضور الفريق عبد الرحيم دقلو قائد ثاني الدعم السريع وهنا مصدر الدهشة والاستغراب هل الاعتراض على تحركات السفير ام حضور الفريق عبد الرحيم دقلو، لماذا لم يعترض محمد وداعة علي دور الفريق عبد الرحيم دقلو في هندسة الاتفاق السياسي بين حمدوك والبرهان في نوفمبر ٢٠٢١ وقد ذكر البرهان ذلك الدور على الملأ ،
هل يريد محمد وداعة انتقاد الدعم السريع ولم يجد طريقا مباشرا الا عبر السفير ؟
أليس الفريق عبد الرحيم قائد ثاني الدعم السريع وهي قوات سودانية رسمية لها قانون وبالتالي هو جزء من قيادة الدولة السودانية ؟
لا أظن أن الباشمهندس محمد وداعة يجهل كل ذلك ولكنه ضل الطريق هذه المرة فهو سيد العارفين أن السعودية ظلت على مر العهود تحترم سيادة السودان بغض النظر عن من يحكمه وان علاقتها تقوم علي الاحترام المتبادل ولا أظن أن سفير فوق العادة مثل سعادة السفير السعودي يخالف قانون بلد يقيم فيه ، واقول للصديق محمد وداعة أنه أخطأ العنوان فمن يريد مهاجمتهم عنوانهم معروف ولا يمر عل منزل السفير ،
انتهى الاقتباس من مقالة الصديق مصطفى ، و لست على يقين من دوافع الاخ مصطفى فى كتابة ما كتبه ، و ما لفت نظرى ليس دفاعه عن سعادة السفير ، ما يهمنى هو العنوان الذى اتخذه لمقاله ( محمد وداعة وعض الايادى ) ،وهو بذلك يرى ان انتقادنا لتحركات السفير بمثابة انتقاد للمملكة وهذا غير صحيح ، فالسيد السفير و اى سفير و اى مبعوث دولى ليس فوق الانتقاد ، و ربما تعتبره جهات رسمية او غير رسمية غير مرغوب فيه و تطلب ابعاده، و لكن هذا لا يمس الجهة التى يمثلها ، و خاصة اذا كانت دولة صديقة كالسعودية ، و هو يعلم اننى لا التمس غطاءآ لانتقاد شخص او جهة ، و الانتقاد محدد فى تحركات السفير ، و انه جمع قوى سياسية مع الفريق عبد الرحيم ، وهو ما القى بظلال من الشك حول اعلان الفريق محمد حمدان دقلو تأييده لخطاب الفريق البرهان بانسحاب الجيش من الشراكة مع القوى و العملية السياسية ، وكما تعلم فان الاخوين محمد و عبد الرحيم هما قائد اول و قائد ثانى الدعم السريع ، وان لهما مشروع سياسى ، و يشتغلون بالسياسة ، و اسسوا حزبآ يدين لهم بالولاء ، بالرغم من ان قانون القوات المسلحة يحظر اشتغال العسكريين بالعمل السياسى او تكوين احزاب سياسية ،
الاخ مصطفى يعلم ، علم اليقين اننا نقف مع المملكة فى تصديها للعدوان الايرانى ، و اننى شخصيآ ، لم اقف مع اى قرار اتخذه النظام السابق ، الا فى قرار واحد ، وهو كان ايفاد الجنود السودانيين لحرب اليمن، كنت احد الذين تصدوا لقوى سياسية طالبت بسحب الجنود السودانيين من اليمن بعد ثورة ديسمبر، و فى هذه الحرب احتسب السودان اعدادآ كبيرة من الشهداء و الجرحى ، و لكن …، و لنجرد الحساب ، ماذا قدمت المملكة للسودان ؟ وهل تم تسليم (3) مليار دولار تعهدت بها السعودية و الامارات بعد نجاح ثورة ديسمبر، او منحة ولى العهد الامير محمد بن سلمان ؟ الفريق طه عثمان الحسين وزير الرئاسة السابق اعلن قطع علاقات السودان مع ايران من الرياض دون علم وزارة الخارجية ، و ساءت العلاقات مع قطرتبعآ لذلك ،
و بالعودة الى اجتماع منزل السفير السعودى ، حضرته قيادات من المجلس المركزى للحرية و التغيير، و لم يحضره اى مسؤول فى الدولة بخلاف الفريق عبد الرحيم ، يا اخى مصطفى السودان خسر ايران و قطر ، و لم يكسب السعودية و الامارات ، السودانيون لا يعضون الايادى ، و لكنهم لا يقبلونها،