الكتاب

ما وراء الخبر.. محمد وداعة: سد النهضة .. الخطر الوشيك !

سد النهضة سلاح دمار شامل ينطلق بكبسة زر بالخطأ ..
لا توجد حكومة يتم تداول مستنداتها الرسمية فى الوسائط ..
ابى احمد يقول لكم :الكلاب تنبح و الجمل ماشى
مع ايماننا الثابت بحق الحصول على المعلومات ، و حرية تداول هذه المعلومات للفائدة العامة ، او لاغراض كشف الفساد و التجاوزات ، الا ان تداول المستندات الرسمية ، و ربما السرية فى الوسائط بهذا الشكل ، لا يكشف الحقائق المريرة التى تعانى منها الوحدات الحكومية و جهاز الدولة فحسب ، بل ويعرض مصالح البلاد العليا للخطر ،
خطاب بتاريخ 20/7/2022م ، و بالنمرة ( ورم م/أع خ/أ س خ /22/003 ) متداول فى الوسائط من مدير ادارة سلامة الخزانات مرسل الى مدير الخزانات ،، بصورة لوكيل وزارة الرى و الموارد المائية و مدراء الخزانات ، يقول الخطاب : ارجو ان افيدكم بزيادة غير مسبوقة فى درجة الخطورة على الخزانات و المواطنين اسفلها لفترة الفيضان بناءآ على المعطيات التالية ( الكادر الموجود حاليآ غير كافى لادارة الفيضان و تمريره بصورة آمنة فى كل الخزانات، توقف اعمال المراقبة و تقييم سلامة السدود بكل الخزانات، خاصة قياسات اجهزة الرصد و القياس ، و قياسات التسرب ، الوضع الاستثنائى فى النيل الازرق بسبب ملء سد النهضة الذى سينتج عنه زيادة فجائية كبيرة تتزامن مع قمة الفيضان و تتطلب تعامل خاص و سريع فى سد الروصيرص ، عدم اكتمال بيانات مناسيب و تصريفات الخزانات و محطات القياس الهايدرولوجى، و تتضارب بعضها مما يمكن ان يؤدى الى تعامل تشغيلى عكسى او غير مناسب ، توقف الاستعدادات للصيانات الطارئة ، بما فى ذلك عدم توفر كادر الصيانة و الغطس ، باعتبار ان الخزانات منشآت ذات خطورة عالية، و تأثيراتها يمكن ان تكون كارثية ، و ببناءآ على درجة الخطورة الحالية التى لا يمكن القبول بها … الخ) ،
هذا الخطاب يفترض تداوله فى نطاق حدود المسؤلية ، و رفعه للجهات المسؤلة لتدارك الامر ، و لتعديل الموقف المائل للحكومة من طريقة الاشقاء الاثيوبيين فى ادارة سد النهضة ، و تنبيه المسؤلين السودانيين ( و من يصفون انفسهم بالخبراء ) ، الذين لا يزالون يصرحون بفوائد جمة ستجنيها بلادنا من سد النهضة ، وهم اما جاهلون او يتجاهلون المخاطر المحدقة بخزان الروصيرص و سد مروى ، فضلآ عن اغراق و تدمير البلاد من النيل الازرق و حتى حلفا و ربما مصر ،
برغم اعتراضى على الطريقة التى يتم بها تداول هذا الخطاب ، و انه صدر من جهة فنية مهنية ، الا ان الخطاب يؤكد ان وقوع الكارثة ( كما سماها الخطاب ) وشيك ، و يكشف الخطاب ان المخاطر المحدقة بالخزانات بسبب غياب المعلومات ، و تغييبها عمدآ من الجانب الاثيوبى ، وهذا شأن سياسى ، يكشف فشل المسؤلين السودانيين فى التفاوض لتوقيع اتفاقية تشغيل سد النهضة مع الجانب الاثيوبى ، فالحكومة الانتقالية كانت متماهية مع المصالح الاثيوبية ، دونما اعتبار للمخاطر التى حذر منها الخبراء السودانيين ، و فشل وساطة الاتحاد الافريقى ، وعدم تعامل مجلس الامن مع شكاوى مصرية ، وفقآ لهذا الخطاب فان سد النهضة عبارة عن سلاح دمار شامل ، اذا انهار ، او فتحت الكتلة الضخمة من المياه بكبسة زر بالخطأ ، لان هذه الكتلة الضخمة من المياه لا يمكن لسد الروصيرص تمريرها ، او تخزينها ، و ابى احمد يقول لكم الكلاب تنبح و الجمل ماشى ،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى