الكتاب

عبد الماجد عبد الحميد يكتب

رصد صوت السودان

هل تتابع الوزارة أو تعرف الفوضي الضاربة التي تعيشها مقار الجامعات الحكومية والخاصة والكليات الجامعية المتخصصة ؟!

• لقد دمّرت مليشيا التمرد السربع وعصاباته كامل البنية التحتية للتعليم العالي بالسودان .. هذا صحيح .. والصحيح والمحزن أيضاً أن مقر وزارة التعليم العالي الأنيق بقلب العاصمة الخرطوم قد تعرّض لتدمير ممنهج .. والصحيح أيضاً أنّ أكثر من 100 جامعة حكومية وخاصة وكليات متخصصة قد تم نهبها وسرقتها ثم حرقها بالكامل ..

• كل هذا معلوم ومفهوم .. ولايملك أي سوداني يعرف أهمية وقيمة التعليم العالي إلا أن يحزن ويتعاطف مع وزارة التعليم العالي ومؤسساتها في هذا التوقيت العصيب من تاريخ بلادنا ..

• ومع هذا كله لايمكن أيضاً غض النظر والسكوت علي كثير من التجاوزات التي تبدأ من مقر وزارة التعليم العالي ببورتسودان وتنداح دائرتها لتشمل الجامعات الحكومية والخاصة داخل وخارج السودان ..

• هل تعلم وزارة التعليم العالي أنّ بعض الجامعات الحكومية والخاصة تركت جودة التعليم العالي لتقوم بدور ( الجباية من التعليم العالي ) .. والأمثلة أكثر من أن تُحصي ..

• المثال الشاخص وليس الوحيد الذي يقف دليلاً علي الفوضي في التعليم العالي الطريقة التي تتعامل بها إحدي الجامعات الخاصة والتي تتخذ حالياً من مدينة كسلا مقرّاً لجباية الرسوم من أولياء أمور الطلاب وتستغل رغبة الآباء والأمهات لإكمال سنوات دراسة أبنائهم وتضغط عليهم بسياسة الأمر الواقع ولا تلقي بالاً لجودة التعليم ..

• الجامعة الخاصة المذكورة تلقّت موافقة من جامعة كسلا لإستضافتها لتمكين طلابها من مواصلة الدراسة ..

• الجامعة الخاصة المذكورة أجبرت أولياء أمور الطلاب ليدفع كل ولي أمر مبلغ 950ألف جنيه رسوم استضافة الجامعة .. وهذه رسوم خارج قائمة رسوم التسجيل والدراسة البالغ قدرها 850 ألف جنيه ..

• دون توضيح أسباب خلافها مع جامعة كسلا أفادت الجامعة المذكورة أولياء أمور الطلاب أنها مضطرة للإنتقال إلي مقر جديد جوار شرطة جوازات ولاية كسلا .. والمقر الجديد للجامعة الخاصة هذه كان مركزاً للتدريب المتقدم لضباط الشرطة ..

• المقر الجديد للجامعة لا تتوفر بداخله المطلوبات والمقومات الأساسية لدراسة بعض الكليات .. ومن هذه الكليات كلية الصيدلة .. إدارة الجامعة تجاهلت ملاحظات الطلاب وأولياء أمورهم بأن المقر الجديد للجامعة لا تتوفربه المعامل وهي جزء أساسي ومكمل لدراسة الطب والصيدلة ..

• إدارة الجامعة الخاصة جاءت بمقترح لم يسبقها إليه الأولون ولا الآخرون في دراسة الصيدلة !! . . أن يتم تصحيح المواد المرتبطة بدراسة المعمل ( من 100) !! .. وبهذا ليس أمام أولياء الأمور غير الصمت إن أرادوا أن يتخرج الطلاب في كلية الصيدلة ولتذهب جودة التعليم إلي الجحيم !!

• ملحوظة مهمة .. الجامعة المذكورة رفضت إعادة رسوم الإستضافة التي دفعها الطلاب لمباشرة دراستهم في مباني جامعة كسلا والتي فسخت عقد الاستضافة مع الجامعة !!

• هنالك قاسم مشترك بين وزارة التعليم العالي ببورتسودان وإدارات الجامعات التي تتبع لها .. القاسم هذا أن المسؤولين عن التعامل المباشر مع الجمهور للرد علي أسئلتهم الملحاحة .. هؤلاء المحظوظون لايردون علي رنين هواتف أولياء أمور الطلاب وأبنائهم ..

• يبدو أن الموظفين داخل مقر وزارة التعليم العالي ببورتسودان لهم مايشغلهم غير ضبط تجاوزات الجامعات والتي تركت التركيز علي جودة التعليم العالي لتتوسع في الجباية منه .. وتلك قصةٌ سنعود لها تباعاً ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى