منوعات

اعتداءات جنسية.. الكشف عن تفاصيل صادمة حول صناعة الأفلام الهندية

صوت السودان

مازالت تهيمن حوادث الاعتداءات الجنسية في السينما الهندية على عناوين الأخبار، وتهز صناعة السينما المزدهرة في ولاية كيرالا بجنوب الهند منذ الأسبوع الماضي.

وكانت الولاية تشهد موجة من ادعاءات الاعتداء الجنسي ضد بعض كبار النجوم منذ صدور تقرير بارز بحث المشاكل التي تواجهها النساء في الصناعة الأسبوع الماضي.

وتعد صناعة السينما، التي تنتج حوالي ما بين 150-200 فيلم باللغة المالايالامية سنويا، حيوية جدا، وتنتج بعضا من أكثر الأفلام السينمائية تقدما التي نالت استحسان النقاد والتي تصنع في الهند.

لكن التقرير الذي أعدته لجنة مكونة من ثلاثة أعضاء – تسمى لجنة هيما – والمكون من 290 صفحة أوضح بالتفصيل المشاكل التي تواجهها النساء في السينما المالايالامية، ومن بينها ظروف العمل السيئة والتحرش الجنسي المتفشي. وقد حررت أجزاء من التقرير لإخفاء هويات الناجيات وكذلك المتهمون بالتحرش.

وتحدث عدد من النساء – اللواتي تخلت بعضهن الآن عن التمثيل – علانية بعد صدور التقرير عن مواجهة الاعتداء الجنسي والتحرش في مجال صناعة السينما.

وقُدمت أكثر من 12 شكوى للشرطة ضد بعض النجوم من الذكور، بينما قدم اثنان منهم شكاوى مضادة.

وكان التغيير هائلا لدرجة أن الهيئة العليا الحاكمة لأكبر مجموعة أفلام في الولاية – وهي جمعية فناني الأفلام المالايالامية – إيه إم إم إيه – حلت بعد استقالة رئيسها، النجم موهانلال، لـ”أسباب أخلاقية” بعد أن واجه بعض الأعضاء اتهامات.

وقالت الممثلة مالا بارفاثي للقسم الهندي في بي بي سي: “هذه الشكاوى مجرد غيض من فيض. لم يتحدث سوى عدد قليل حتى الآن. وقد تظهر قضايا أكثر خطورة”.

ويراقب أشخاص في العديد من صناعات الأفلام في الهند، بما في ذلك بوليوود، ردود الفعل على التقرير الأول من نوعه عن كثب

وقدمت حركة “مي تو” (أنا أيضا) العديد من النساء اللائي تقدمن بادعاءات بالتحرش الجنسي ضد ممثلين وصانعي أفلام في ولايات مختلفة، لكن لم يحقق إلا في القليل منها.

أنشأت الحكومة لجنة هيما، التي رأسها قاضٍ سابق في محكمة كيرالا العليا، في عام 2017 في أعقاب الاعتداء الجنسي المروع على ممثلة رائدة. وذكرت الشرطة اسم أحد أكبر الممثلين في ولاية كيرالا، وهو ديليب، بوصفه متهما، ووجهت إليه تهمة التآمر الجنائي. لكنه نفى التهم، واعتُقل واحتُجز لمدة ثلاثة أشهر قبل إطلاق سراحه بكفالة.

ولا تزال القضية قيد النظر في المحكمة.

وجاء أول ادعاء عام بعد إصدار التقرير، من الممثلة البنغالية سريليخا ميترا، التي اتهمت المخرج المعروف رانجيث بالتحرش بها جنسيا قبل بضع سنوات. ونفى المخرج ذلك، لكنه استقال من منصبه باعتباره رئيسا لأكاديمية الأفلام السينمائية المرموقة في الولاية. وقدمت ميترا شكوى للشرطة.

وتتردد أصداء العديد من الشكاوى الأخرى في بعض الكشوف التي قدمتها نساء لم تذكر أسماؤهن في تقرير لجنة هيما بأنه طُلب منهن مرارا إما “التنازل” وإما “تعديل” الشكاوى مقابل إتاحة فرص العمل أمامهن.

وقالت مينو منير لبي بي سي، بالإضافة إلى العديد من القنوات الإخبارية الأخرى، إن أحد الممثلين عانقها وقبلها دون موافقتها أثناء تصوير فيلم. كما ذكرت بالتفصيل حالات سوء سلوك جنسي لآخرين في صناعة السينما، بما في ذلك الممثل البارز والنائب موكيش.

ونفى موكيش الاتهامات الموجهة إليه، واتهم مينو بمحاولة ابتزازه.

وكتب في منشور على فيسبوك: “أرحب بأي تحقيق في الاتهامات الموجهة ضدي وضد آخرين في صناعة الأفلام”.

انتقادات وأسف

واتهمت ممثلتان مخرجا بطرق أبواب غرف فندقهما في منتصف الليل. ولم يرد المخرج على المزاعم.

واتهمت إحدى الممثلات الممثل المعروف بـ”صديق” باغتصابها في عام 2016 وقدمت شكوى إلى الشرطة ضده. ونفى صديق، الذي استقال من منصب الأمين العام لـ”إيه إم إم إيه” بعد الاتهام، ذلك، واتهم الممثلة بمحاولة “تشويه سمعته”.

وقد أشاد البعض بحكومة ولاية كيرالا لأنها أول من شكل مثل هذه اللجنة، لكن إصدار التقرير جعلها في موقف دفاعي.

وقد صدر التقرير، الذي قدم في عام 2019، الأسبوع الماضي فقط بعد ما يقرب من خمس سنوات من التأخير والتحديات القانونية المتعددة سببها أعضاء صناعة السينما.

ثم قالت الحكومة إنها في الوقت الذي ستحقق فيه في جميع الشكاوى المقدمة إلى الشرطة، فإنها لن تتولى أي قضايا بمفردها. ومع تصاعد الضغوط، أنشأت فريقا خاصا للتحقيق في الشكاوى.

كما طلبت محكمة كيرالا العليا من الحكومة تقديم التقرير بالكامل – بما في ذلك الصفحات الـ54 المحذوفة – إليها.

ماموتي (يمين الصورة)صدر الصورة،MAMMOOTTY KAMPONY
التعليق على الصورة،انتقد نجوم مثل ماموتي (يمين الصورة) بسبب عدم التعليق علنا على الجدل
وقد اُنتقد نجوم مثل ماموتي (يمين الصورة) لعدم التعليق علناً على الجدل.

وكانت ردود الفعل على التقرير داخل صناعة السينما المالايالامية، متباينة. وتعرض نجوم مثل موهانلال وماموتي لانتقادات لعدم الإدلاء بتعليق علني حتى الآن.

بينما رحب بعض الممثلين بإصدار التقرير، ودعوا الحكومة إلى إطلاق تحقيق مناسب في الادعاءات. وطلب اتحاد بارز لموظفي الأفلام من الحكومة الكشف عن أسماء المتهمين في التقرير.

وأعرب آخرون عن أسفهم لاستخدام التقرير لوصم جميع الرجال في الصناعة بأنهم مسيئون.

لكن الكثيرين زعموا أيضا أن التقرير والتغيير اللاحق يمثلان تغييرات إيجابية ومطلوبة بشدة في صناعة غالبا ما يحتفى بها لإنتاج أفلام تقدمية.

وقالت الممثلة بارفاثي ثيروفوثو، وهي عضوة مؤسسة في منظمة “تجمع النساء في السينما”، وهي منظمة تشكلت في أعقاب هجوم عام 2017 لقناة إخبارية: “لا أوافق على أن يقول الناس، صناعة المالايالام فاسدة للغاية من الداخل. نحن بخير من الداخل، ولهذا السبب نقوم بإصلاحه”.

وأضافت أن الصناعات “التي لا تسمع عنها شيئًا” هي التي يجب أن “يقلق الناس بشأنها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى