الكتاب

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح.. الخلط بين معارك الحرب المختلفة في السودان

خاص - صوت السودان

الحرب الدائرة في السودان ليست معركة واحدة بل هي عدة معارك.

فحينما يتم تناول أية معركة لهذه الحرب لا بد من تحديد المعركة التي تنتسب إليها.

فهناك معركة سياسية وهي أشدها تعقيدا وصعوبة؛ لأنها تدخل فيها جميع الأطراف.

فهناك طرف قيادة الجيش، وهناك طرف القوة السياسية التي تقف خلف الجيش، وهناك القوة السياسية التي لا يخدم أجندتها الجيش، ولا ننس الطرف الخارجي، فهو كذلك يقف بقوة من خلال المعركة السياسية.

هذا من جانب المعركة في كونها سياسية فقط،

ومن المعارك التي تخوضها الحرب كذلك معركة انتهاك العرض وسلب الأمن والاستقرار، وهذه المعركة بلا شك صاحبها الجيش بلا منازع، فهو المسؤول من حسمها.

ومن معارك الحرب معركة الميدان والمواجهة القتالية، فهذه المعركة سلاحها هو سلاح الجيش ولا سلاح غيره.

وهناك معركة النصرة والدعاء وشحذ الهمة، وهذه لا ينبغي أن يفوز بها سوى الجيش.

إزاء هذه المعارك المختلفة ينبغي أن توضع كل معركة في مكانها.

وبناء على تقسيم الحرب إلى معارك، وليست حصرها كلها في معركة واحدة، فإذا تم تناول أزمة الحرب سياسيا، فلا ينبغي أن ينظر إليها من خلال المعارك الأخرى إذ أن لكل معركة حيثياتها المختلفة.

تداخل ومناقشة وتوضيح معارك الحرب داخل بعضها البعض هو سبب كل هذا اللبس وسبب سوء الفهم بالرغم من أن الكل متفق على أن الجيش هو صاحب الجولة في هذه الحرب.

الكل متفق على أن حمل السلاح ينبغي أن يكون لنصرة الجيش.

الكل متفق على أن الدعاء والتضرع لله يكون لنصرة الجيش.

اللهم إلا إذا كان أحد الأطراف يقف بجانب الدعم السريع، فهذا شأن آخر.

لكن ما دام كل من يناقش ينتمي للجيش، فإن حدة الخلاف ترجع إلى إدخال معارك الحرب في بعضها البعض.

فمجرد ما يتم خلط المعركة السياسية مع بقية المعارك الأخرى، فسوف يزداد المشهد برمته قتامة وتعقيدا.

وسوف يتهم زورا وبهتانا أن من يقف مع الجيش عدو له، وبالتالي سيتم تصنيف الناس تصنيفا مجحفا وبعيدا عن الواقع، وما ذلك إلا بسبب أن الموقف السياسي للحرب لم يوضع في موضعه.

إن الموقف السياسي لا يمكن تجاهله، فهو سبب الأزمة وهو المسؤول عن تفاقمها ولن تحل إلا به.

وبالتالي لا بد من تنوير من ينظر إلى المعركة نظرة سياسية بحيث يتم مناقشة وتناول المعركة من ذات المدلول السياسي لها.

وذلك لكسب أمرين:

الأول: دعم المعركة السياسية سواء بآراء جديدة أو بالتأكيد على الآراء المطروحة.

الثاني: عدم الخوض في اتهامات وظنيات بعيدة كل البعد عن المعترك السياسي للمعركة، وذلك بسبب الخلط بين معارك الحرب.

ليس صحيحا العمل على تأجيل الأزمة السياسية للحرب؛ لأن ما سيأتي سيكون نتيجة لهذا الموقف سواء سابقا أو آنيا أو لاحقا.

كل ذلك مسؤولة عنه الحرب في جانبها السياسي.

أما الحديث عن نصرة الجيش أو الحديث عن الدعاء له أو الحديث عن حماية الجيش للعرض والمال والأرض فلا ينبغي الخلاف حولها إطلاقا.

يظهر الخلاف بسبب إقحام هذه الملفات إزاء الحديث عن المعركة السياسية.

لا بد من الفصل بين هذه المعارك حتى يتحد ناصرو الجيش من جهة، وحتى يدار النقاش على نحو صحيح من جهة أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!