تقارير

اتجه لسياسة تحييد “الداعمين” وتجفيف منابع “الدعم”…الجيش السوداني يقترب من كسب المعركة الحاسمة

تحليل/ أحمد يوسف التاي

(1)

لم يعد خافياً أن غرفة إدارة الأزمة في السودان باتت تتجه الآن لاستخدام كافة الأسلحة المتاحة عسكريا،دبلوماسيا سياسيا، واقتصاديا لحسم المعركة الفاصلة بين الجيش السوداني ومليشيا “الدعم السريع” التي حولت معركتها إلى المواطن ..

 (2)

على الصعيد العسكري صعّد الجيش السوداني عملياته الحربية في كل المحاور وباستخدام كل الأسلحة ولاسيما الطيران صاحب ترجيح المعادلات ولعل انتصارات كثيرة قد حصدها في بحر الاسبوعين الماضيين انتهت بهزائم متلاحقة لمليشيا الدعم السريع.

وعلى الصعيد نفسه يمكن قراءة عودة العلاقات المقطوعة مع طهران وتوظيف استئناف هذه العلاقات لصالح تعزيز القدرات العسكرية للجيش السوداني باستقبال أسلحة إيرانية متطورة ، مما مكّن القوات المسلحة السودانية من تحقيق انتصارات خاطفة، هذا علاوة عن رفع روحها المعنوية وبث الرعب في اوساط الخصوم.

(3)

ويمكن قراءة زيارة نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار إلى موسكو وتوقيع إتفاقيات وبرتوكولات عسكرية حصل بموجبها الجيش السوداني على عتاد حربي روسي وتعاون عسكري بين البلدين لمقابلة المعركة الحاسمة، يمكن قراءة كل ذلك في إطار التحرك العسكري غير الميداني، مثلما حدث مع إيران في مجال التعاون العسكري الذي سبقت الإشارة إليه.

(4)

على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي، اتجهت غرفة إدارة الأزمة إلى تجفيف منابع دعم مليشيا الدعم السريع، وقد بدا ذلك من خلال خطوتين مهمتين: الأولى زيارة نائب قائد الجيش الفريق كباشي ووزير الدفاع إلى كل من مالي والنيجر لطالما اتسع نطاق الحديث عن مرتزقة من مالي والنيجر في صفوف قوات حميدتي ودعم تلكم الدولتين لقائد الدعم السريع (حميدتي).

والخطوة الثانية هي فتح خط اتصال ساخن مع الإمارات الداعم الأكبر لقوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش والمواطنين على حد السواء وتقوم بنهب ممتلكاتهم وتهجيرهم، حيث كشف الفريق ابراهيم جابر عن راس جبل الجليد في تلك الاتصالات.

(5)

وفي السياق يمكن ايضا قراءة نتائج الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الروسي الى العاصمة التشادية للفت انتباهها وربما لتحذيرها من إمعانها في دعم قوات “حميدتي” لطالما ان هناك مصالح روسية ستتضرر من استمرار الحرب في السودان.

(6)

واستناداً على النقاط أعلاه يمكن القول ان غرفة إدارة الأزمة في السودان اتجهت حاليا لمحاصرة “الدعم السريع” من كل الاتجاهات سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا واقتصاديا بالتركيز على الداعمين الأساسيين في الامارات والنيجر ومالي وتشاد بهدف تحييد تلك الدول لتجفيف منابع الدعم الذي كان يصل للمتمردين، وعليه فإن الأوضاع وفقا للمعطيات الحالية تتجه لصالح الجيش السوداني الذي انتبه لاستخدام الاسلحة الأخرى الدبلوماسية والسياسية والإقتصادية إلى جانب الأسلحة العسكرية..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!