اللجنة التمهيدية لنقـــابة أطبــاء الســـودان ببالغ الأسى والغضب، ندين وبشدة المجزرة التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في قرية أم عضام – محلية الحصاحيصا بوسط ولاية الجزيرة , حيث شهدت ذكرى السادس من أبريل مجزرة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم ضد الإنسانية وأسفر هذا العمل البربري عن استشهاد ما لا يقل عن 28 من أبناء القرية الأبرياء، وإصابة أكثر من 240 شخصاً بجروح متفاوتة الخطورة.
مليشيا الدعم السريع وبأسلحة ثقيلة وخفيفة، لم تكتفِ بمحاصرة القرية بل هاجمتها بعنف شديد، مطلقة النار بشكل عشوائي وكثيف على السكان العزل، مما أدى إلى سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا.
نؤكد على أن هناك عدد من القتلى والجرحى في القرية لم نتمكن من رصدهم نسبة لتعذر وصولهم للمرافق الصحية ولصعوبات الرصد وسط الرصاص وانقطاع خدمة الاتصالات وحالة الهلع والنزوح التي عاشتها القرية.
تكدس من استطاعوا الخروج من هذه المجزرة من المصابين في مستشفى المناقل التعليمي، حيث تم منعهم من الوصول إلى مستشفى الحصاحيصا التعليمي.
لم تتوقف جرائم هذه القوات عند هذا الحد، بل تعدته إلى استباحة القرية بالكامل، ممارسة أعمال النهب والسلب والخطف.واعتدت في نفس اليوم على قرية الفقراء بمحلية الحصاحيصا ، حيث صار الاعتداء على القرى فعل يومي يسقط الشهداء والجرحى ويروع المدنيين ويسلبهم أرواحهم وامنهم وممتلكاتهم ويهين كرامتهم .
تظل الحرب كابوساً فُرض علينا كسودانيين فرضاً عسكرياً لم يراعي لقدسية أرواح المواطنين العزّل ولا لأهمية أمانهم وحياتهم، أفقدتنا هذه الحرب وستفقدنا الكثير من الأرواح الغالية إما بالرصاص المباشر أو بالتردي المريع للخدمات الصحية وغيرها من مقومات الحياة.
اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان تعيد باستمرار إدانتها المطلقة لحالة الحرب وتدعو لإيقافها فوراً فلا طائل منها يوازي ما افتقدته البلاد من أرواح وممتلكات وانهيار كامل لقوام الدولة على رؤوس الشعب.
نطالب المجتمع الدولي وجميع المنظمات الحقوقية والإنسانية للتدخل الفوري لوقف هذه الإنتهاكات والعمل على محاسبة المسؤولين عن هذه المجازر.
الرحمة والمغفرة لكل الضحايا والشهداء من المدنيين العزل الذين ارتقت أرواحهم في هذا الشهر الفضيل.
