الكتاب

صبري محمد علي: وبعيداً عن السياسة *(ليلة ما منظُور مثيلها)*

وبعيداً عن السياسة

*(ليلة ما منظُور مثيلها)*

بقلم/صبري محمد علي

 

خاص ب {صوت السودان}

بدعوة كريمة من الزميل المُهندس عبد الوهاب بن سعيد العُمري هبطتنا البارحة ليلة الخميس

هبطنا من مدينة الباحة الي مُحافظة (المخواة) عبر عقبة الباحة .

عبرنا الأنفاق الخمسة وعشرين نفقاً تحيط بنا الغيوم والضباب من كل جانب مع درجة حرارة لم تتجاوز ال (١٣) درجة في أحسن حالاتها قبل أن تودعنا بعد النفق (١٦) حيث بدأ الدفء والحرارة يرتفعان رويداً رويدا ….

تذكرت الفنان الراحل إبراهيم الكاشف ورائعته

ياحبيبي قلبي حاب

رحلة بين طيات السحاب

وحدنا إنت وأنا

 

كانت دعوة عشاء وأُنسٍ و هروب …

وأعني به هروب من برد الباحة الي دفء تهامة بفارق منسوب يُقارب الثلاثة الآلف متر فوق سطع البحر

 

كانت إستراحة خاصة بأسرة المُهندس (أبو عُمر) …

تتكئُ على ضفة وادي الأحسبة العملاق …

كل شئ كان رائعاً ويثير الفُضُول المكان …

الطبيعة البكر

كل ما حولي يُذكر بالسودان

حتى الغُبار أذوق فيه طعم بلادي

حرارة الإستقبال

كرم الضيافة ….

القهوة العربية

تمر خلاص القصيم

علب الشوكلاته

 

و شاشة العرض العملاقة و متابعة ما تبقى من مُبارة الهلال مع فريق إيراني إنتهت بثلاثية مُقابل هدف لصالح الهلال السعودي

 

تجاذُب الحديث الوُدي وهُمُوم العمل

قبل أن يقطع علينا حديثنا صاحب الدعوة ب (حيّاكُم الله) … يدعُونا للإنتقال الي مائدة العشاء …..

بين أشجار النخيل والمانجو كان الجلوس تظللنا أقواس من أزهار (الجهنمية) بألوانها الرائعة

تجولنا تحدثنا …..

قدم لنا مُضيفُنا شرحاً مُستفيضاً عن بقية المجلس والحديقة والمطبخ الإيطالي و الخيمة

توزعت بعض الجلسات بين الأشجار في تناسق مُدهش و رائع …

سرحت طويلاً في صمت

وأغنية …

(عمّت بشائرنا)

وصوت المُبدع حسين شندي تشنف مسامعي أتخيلها هي ما يناسب الجلسة والطبيعة …

التي يقول شاعرها

عمت بشائرنا

ودام الفرح لينا ضاءت ليالينا

الدنيا إبتهجت وتدلُوّ بدرينا

وين يا بلابل الدُوح الليلة سامرينا

نذكُر أحبتنا و أوقات مسرَّتنا

ونطرب للحن الحُب و لذيذ أغانينا

و نذكُر محاسن (أُم دُر) نهضت أمانينا

ونُحيّ وادي النيل بعظيم تهانينا

بين التهاوِي هناك تهبط مراسينا

وبين النجوم كانت موضع كراسينا

أصبحنا في فرحة ونفوسنا مُنشرحة

وبلابل الأفراح سجعت تناجينا

 

 

أكرمنا الرجل ….

وأفاض ولو لا خشيتي أن أقصم ظهره لاسهبتُ في الوصف

 

فناجيل (الشاهي) السادة …

كانت تطوف بيننا قبل أن يتجه بعض الحضور الي طاولة (البنق بونغ) أو كرة الطاولة فتسيد الموقف المهندسين إسلام و عبد الوهاب وأحمد رعبان وصحابي

 

فاكهة المجلس …

كان المُهندس علي بن خالد منسي الغامدي شاب عريس مُقبل على إتمام زواجه بعد شهور قليلة بإذن الله

فلم يسلم من الّسِنة الحُضور وقفشاتهم

ولم يسلموا هُم …

من (شلاقته)

والشلاقة هي كلمة دارجة نُطلِقها في السودان ونقصد بها

(التعجُل وعدم التريث)

 

شُكراً المُهندس عبد الوهاب العُمري وفيت وكفيت والعُمري والعَمري هما فخذان من قبيلة (زهران) حيث ينتهي الحرف …

و الكرم …

والصدق ….

والسماحة …….

(ولنا عودة لغامد حتى لا يزعلون)

 

(شُكراً أبا عُمر)

و بارك الله لكم فيما آتاكم وأخلف لكم بالخير والبركة

 

الجمعة ١٦/فبراير ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!