الكتاب

نقطة ضوء- د. محيى الدين خليفه- إضاءة أولى

حالة وطن : لانزال فى محطة التأمل العميق لماحدث من احتراب وتمزق لكامل النسيج الوطنى ..من حالة العداء المستحكمة بين مكونات المجتمع السودانى .. وهى حالة احتقان وكراهية هائله للآخر. تجاوزت كل مفاهيم الممارسة السياسية الايديولوجية وجدلياتها المنطقية.. والى نمط آخر هجين مشوه لم تشهد ادبيات السياسة وصفا أو تسمية له ..ضمن هذه الحرب الشاملة التى نخوضها ويخوضها الوطن.

متن الكلام : ترى ماهو المنطق الذى يمكن من خلاله ان نفسر او نفهم او نستوعب الأحداث الجارية فى السودان اليوم .. وهذا الانفجار العنيف ..هل كان حتميا وان تأجل …وهل كان متوقعا طوال المائة عام الماضية من عمر الدولة السودانية… وتتخلق التساؤلات الكبيرة ..هل الدولة السودانية التي حسبنا انها متماسكة ومستقرة ويمكن ان تمضى على طريق النهضة والتطور .

وهل نحن أمة مؤهلة لقيادة هذا التطور … والبناء واعادة البناء الوطنى…ام هو محض زيف لواقع معقد ومركب لم نستوعبه يوما ..كما لم نحسن التعاطى الخلاق معه … أم أن التجربة الحضاريه للامه السودانيه تتعرض الآن لأسواء كوابيسها. ضمن استهدافات واطماع منظمه قادت إلى مانراه اليوم …ونحن لم نحسن إدارة الصراع كما لم نحسن استيعاب المتغيرات والتعقيدات المختلفه ….وصولا إلى السواء والتعافى الوطنى …وهو غايه ماتنشده الشعوب .ولكن ماهو جوهر القضية ، وما الذى يجب أن نؤكده علنا ..ازاء هذه الحرب الكارثية المفروضة علينا على الوطن ..بوصفها حرب ضرورة وحرب مصيريه ندفع فاتورتها الهائله الآن..بهدوء وكأن لا مناص من ذلك ..ملامح الوطن ماعادت تلك التى الفناها وعرفناها..وشكلت جوهر وجداننا الجمعى والندوب والتشوهات قد علت وشابت كل شيئ ..من جمال ..ومن حتى . فى وطنى ..أجمل أوطان الارض.وهل ثمه براحات لصحوة او لعودة الوعى الوطنى ..وللضمير الجمعى السودانى ..وكيف ان هذه هى اخر الفرص المتاحه للانحياز إلى ناصيه الوطن والى براحاته .. إلى صفه الله هونينى

زر الذهاب إلى الأعلى