عالمية

انقسام في دولة الاحتلال بين خياري استمرار الحرب أو الهدنة الطويلة

كشفت تقارير وتسريبات إسرائيلية عن انقسام داخل حكومة الاحتلال بين خياري استمرار الحرب أم عقد صفقة تتضمن هدنة طويلة، كما يوضح المعلق السياسي الإسرائيلي البارز ناحوم بارنياع.

ويقول إن أربعة الأيام الأولى من صفقة وقف النار (مددت يومين حتى الخميس) تدلل على أن الاتفاق يعمل رغم حرب الأعصاب، وإن السؤال هو ماهي المرحلة التالية، مواصلة الإفراج عن المخطوفين أو استئناف النار”.

وأوضح في بيان نشره في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن هناك نقاشا حول هذا السؤال الذي يقسم المجلس الوزاري الأمني- السياسي المصغر”.

ووفق قوله، الصراع في الأيام المقبلة سيكون بين توجهين متناقضين: الأول، يقوده قسم من الوزراء ويؤيد الاستمرار في الصفقات طمعا بتحرير ما أمكن من المحتجزين، والثاني يقوده وزير الأمن وقيادة الجيش، الساعية لتجديد القتال، بينما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعلن مواقف متناقضة في هذا الموضوع.

مع أن، محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل، كان قد زعم عكس ذلك أمس بقوله إنه بعكس الانطباع الذي خلفته بعض التصريحات، لا يتملك الجيش الإسرائيلي أي شعور بالعجلة لمواصلة العملية البرية على الفور فأولا، يتحدث الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة عن فترة أقصاها أسبوع إضافي، قبل العودة إلى القتال، في حال كان من الممكن أن تتم، خلالها، استعادة مخطوفين إضافيين.

وثانيا، ورغم المخاطر المرتبطة بتأجيل الاستمرار في العملية البرية (والمتمثلة في إعادة حركة “حماس” إلى تنظيم صفوفها، وتسليح قواتها وتذخيرها، وإجراء تغييرات على استعداداتها العسكرية)، فإن الجيش يحتاج إلى وقت لإعادة تنشيط قواته وتحضيرها للمرحلة المقبلة”.

وبعد إشارته لالتزام “حماس” بالاتفاق، يتطرق بارنياع للمزاعم الإسرائيلية التي قيلت منذ بداية الحرب، بأن التوغل البري يخدم الهدفين، تدمير حماس واستعادة المخطوفين.

ويقول: “ربما كانوا محقين، وربما لا. الآن وفيما يتم تطبيق الصفقة وفقا للاتفاق فإن هذه المزاعم باتت غير ذات صلة. على الكابينيت أن يقرر ماهي المرحلة التالية، مواصلة الإفراج عن مخطوفين أو تجديد النار”.

ويضيف: مر 52 يوما وما زالت حماس تسيطر على بعض المناطق في شمال القطاع والمكان الذي أفرجت فيه الحركة عن المحتجزين علانية في شمال القطاع يدلل على ذلك.

وحول السيناريو المستقبلي المحتمل، يوضح: “الحرب في مركز وجنوب القطاع، ستكون انتقائية ومحددة، ويمكن البدء فيها بعد أسبوعين أو بعد ثلاثة أسابيع. حاليا تتواصل استعادة المخطوفين ولا أحد يستطيع أن يضمن ألا تسوء ظروف الاحتجاز داخل غزة، ولذا المسؤولية تقتضي استعادة من هو متوفر مع كل الثمن المنوط بذلك فهذا ما تستطيع دولة تقديمه لمواطنين قد أهملتهم”.

ويوصي بخفض سقف التوقعات، موضحا أنه بدلا من الخروج يوميا بتصريحات مطنطنة حول تدمير حماس يجب خفض اللهجة، لأن هكذا تصريحات، لا تدخل الإسرائيليين فحسب في بلبلة، بل الأمريكيين والمصريين والقطريين أيضا الذين نحتاجهم للوساطة فالمصداقية حيوية في المفاوضات”. وعلى غرار معلقين آخرين، يعتبر بارنياع أن وقف النار مهم لحماس، لكنه مفيد للجيش الإسرائيلي أيضا لتصحيح الأخطاء.

ويوضح: “وقف النار يتيح لنا البحث في أسئلة ترافقنا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، خاصة سؤال اليوم التالي، وهناك شك كبير إذا كانت هذه الحكومة قادرة على اتخاذ قرار حول الواقع المراد في غزة بعدما يستقر الوضع فيها”.

كما يتيح وقف إطلاق النار للإسرائيليين، وفق بارنياع، فرصة للبحث بعقل صاف في سؤال الأخطاء والإخفاقات التي قادت الى السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، خاصة أن صحيفة “هآرتس” كشفت في الأيام الأخيرة، عن إنذارات وصلت القيادة العسكرية والسياسية ولم يصغ أحد لها، وهو كشف مرعب”.
ولفت لوجود جهات إسرائيلية، تحاول تأجيل هذين الموضوعين، تصور خاص بمستقبل غزة، والمسؤولين عن الفشل الذريع.
ويوضح المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل، أن عدم استقرار إسرائيل بخصوص خيار شن حملة جديدة على جنوب القطاع، ينتج توترا بينها وبين الرئيس الأمريكي جو بايدن، موضحا أن عدم وجود أجوبة واضحة لدى إسرائيل حول التبعات الإنسانية للحملة تزيد التوتر. ويشير للضغوط الإسرائيلية الداخلية، بالقول إن نتنياهو وعد حزب “الصهيونية الدينية” بعدم تمديد الهدنة بأكثر من عشرة أيام، مرجحا أن يزداد التوتر أيضا في صفوف الإسرائيليين أنفسهم بين من يدعو للبحث عن كل فرصة لاستعادة ممكنة لمحتجزين. وبين من يحذر من فقدان الدافعية للاستمرار بالمعركة، وبالتالي مساعدة “حماس” في البقاء في الحكم.
ويكشف أيضا عن استطلاعات تجري الآن تظهر انقساما في صفوف الإسرائيليين، فرغم الفرحة هناك إسرائيليون كثر يشددون على الحاجة لتجديد الحملة الهجومية، زاعما أن “الحرب النفسية” التي تخوضها “حماس” من شأنها زيادة الدعم لحملة برية أشد.
هارئيل، الذي سبق وحذر منذ البدايات من صعوبة تحقيق الأهداف المعلنة للحرب، يوضح أن إسرائيل تريد معاينة حملة عسكرية على جنوب القطاع، خاصة خانيونس للمساس بقدرات “حماس” وقيادتها، لكن المشكلة التي تواجهها هي وجود كمية كبيرة من المدنيين مما يعيق القصف الجوي.
ويكشف عن قيام إسرائيل بـاتصالات مع واشنطن والأمم المتحدة ومع منظمات دولية عالمية لبناء مدينة خيام على ساحل غزة.
ويشير إلى مساهمة التأثيرات الإنسانية المحتملة لحملة عسكرية على جنوب القطاع في زيادة التوتر مع أمريكا.
ويضيف: “سبق وقال بايدن إن قادة عربا يتمنون إسقاط حماس ويواصل الدعم لإسرائيل لكن الأمريكيين قلقون من عدة خطوات إسرائيلية، وهي التصميم على حملة عسكرية جديدة في الجنوب، ومن اعتداءات المستوطنين داخل الضفة، ومن تهديدات بعض الوزراء بفتح حرب في الشمال، علاوة على رفض إسرائيل تداول سؤال اليوم التالي؟”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى