عالمية

لماذا تجاهلت حماس سيطرة إسرائيل على ميناء غزة؟

رغم إعلان الجيش الإسرائيلي “السيطرة العملياتية” على ميناء غزة فإن حركة حماس لم تعلّق، حتى الآن، على الواقعة، مع اتهام تل أبيب للحركة باستخدام الميناء في “أعمال إرهابية”.

يوضّح خبير عسكري لموقع “سكاي نيوز عربية” سبب تجاهل حماس التعليق على هذا الأمر، مبينا ما إن كان الميناء الواقع في شمال قطاع غزة يصلح حقا لما قالت إسرائيل إنه جرى استخدامه في “عمليات إرهابية”.

وفي بيان، أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، أن قواته “تكمل السيطرة العملياتية على مرسى غزة، الذي كانت تستخدمه حماس لأغراض إرهابية”، وأن هذا جاء بعد أيام من “قتال مشترك لقوات من مختلف الأذرع”، مؤكدا “تطهير جميع المباني في منطقة المرسى”.

وعما يقول إنها استخدامات “إرهابية”، أضاف البيان أن القوات الإسرائيلية “دمّرت نحو 10 فتحات أنفاق، و4 مبانٍ تشكل بنية تحتية إرهابية”، متهما الحركة باستخدام الميناء كمنشأة تدريب “لتوجيه وتنفيذ اعتداءات بحرية”.

وميناء غزة، أهم نافذة بحرية للقطاع على البحر المتوسط، لكن أهميته التجارية تراجعت مع فرض الحصار على القطاع برا وبحرا منذ سيطرة حماس على غزة عام 2007.

“لا يصلح”

ينفي الخبير العسكري اللواء ماجد القيسي، مدير برنامج الأمن والدفاع بمركز صُنع السياسات الدولية، صحة ما ورد في البيان الإسرائيلي بشأن استخدام الميناء لـ”أغراض إرهابية”.

ويستدل القيسي على أن الميناء لا يصلح لهذه الأغراض بشرح قيمته ووضعه من ناحية الموقع والاستخدامات:

المرسى الذي أعلنت إسرائيل السيطرة عليه هو مجرد مرفأ وليس ميناء.

هذا المرفأ يمثّل أهمية فقط للصيادين الذين يستخدمونه في عمليات الصيد بزوارق صغيرة، ولا توجد به بنية تحتية ولا مستودعات ولا سفن متوسطة أو كبيرة.

هو متوقّف بالأساس منذ عملية 7 أكتوبر.

المرفأ يقع على ساحل غزة جنوب مخيم الشاطئ، وهو تحت أنظار ومراقبة إسرائيل.

لكل هذه الأسباب، فإن هذا المرفأ لا يمثل أي أهمية عسكرية، وحماس لا تستخدمه سواء في عمليات دعم لوجيستي أو في عمليات نقل أسلحة؛ لأنه لا يصلح.

ويُرجع الخبير العسكري حديث إسرائيل عن وجود مؤشرات لاستخدامات وتدريبات “إرهابية” في ذلك المكان، إلى أنها “تسعى لتصدير انتصار إلى الرأي العام الداخلي، بأنها سيطرت على مناطق؛ حيث تواجه ضغوطا في الداخل بعد فشلها في الوصول إلى الرهائن”.

ويعد تحرير الرهائن الإسرائيليين والأجانب الذين أسرتهم الفصائل الفلسطينية في هجومها المفاجئ على المستوطنات القريبة من غزة، في 7 أكتوبر، ونقلتهم إلى القطاع، أحد أبرز حجج تل أبيب لشن هجومها الواسع على غزة.

وقدَّر الجيش الإسرائيلي عدد الرهائن بـ239 شخصا، بينما أعلنت حركة حماس مقتل 60 منهم خلال غارات إسرائيلية، وعثرت القوات الإسرائيلية خلال حصارها لمستشفى الشفاء على جثتين لمجندتين من الرهائن.

الضغط جنوبا

تأتي سيطرة إسرائيل على ميناء غزة في ظل الاتجاه لتوسيع عملياتها في القطاع، والتي تقول إن هدفها تحرير الرهائن والقضاء على حركة حماس، في حين يرى متخصصون في هذا الملف أن الهدف الرئيسي هو إجبار سكان القطاع على الرحيل منه باتجاه مصر.

وشهدت الأيام الأخيرة تصعيدا إسرائيليا ضد مدن جنوب غزة، على غرار هجومها الذي كان يركز على مدن الشمال منذ بدء المعارك، مع مطالبتها السكان في الجنوب لترك منازلهم للاتجاه نحو رفح على الحدود المصرية الفلسطينية.

وأعلن كبير المتحدّثين باسم الجيش الإسرائيلي، الأميرال دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي، الجمعة، أن القوات ستقصف الأهداف التابعة لحركة حماس أينما وجدتها، بما في ذلك جنوب قطاع غزة.

وبعدها بقليل، تحدّثت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، عن مقتل 26 فلسطينيا وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي، فجر السبت، طال شققا سكنية في مدينة خان يونس جنوب القطاع.

كما استهدفت غارات إسرائيلية منزلا شرق رفح، مما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص نقلوا إلى مستشفى النجار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى