الكتاب

نبض للوطن.. أحمد يوسف التاي: أحموا سمعة القضاء من هؤلاء

(1)

  اينما وُجد شعب مقهور ذليل خانع ترتجف أوصاله زعرا وخوفا، يوجد نظام حكم دكتاتوري باطش، ظالم ومستبد على رأسه حاكم طاغية…

وأينما وُجد شعب فقير يرتع في مستنقع الفقر ،قائص في أوحاله، يُوجد فساد مستشري ونظام حكم فاسد، (تروسه) حُكام فاسدون،

، و(ماكنته) منظومته فاسدة ، ولايقبل (سيستمه) إلا فاسداً، وبالمقابل فإنه يلفظ تلقائيا كل ماهو عفيف نظيف، طاهر اليدين نزيه..وهنا يصبح الفساد عنوان كل شيء..

(3)

يبدأ الفساد بالمعاملات المالية، والرخص التجارية كما في الاستيراد والتصدير وتجاوز القوانين واللوائح المنظمة والضوابط، ويبدأ أيضا بالعطاءات والصفقات الكبرى، والمحسوبية في التوظيف للقرابة أو الولاء السياسي، أو المعارف، إلى أن ينتهي الفساد باحتكار موارد الدولة لصالح فئة من الناس والإستئثار بها، أو تبديد الثروات بأفعال طائشة تصل حد السفه تعود على البلاد بالكوارث والأضرار البالغة، إلى أن يصل إلى قلب الدولة، وهو القضاء…

(3)

ولا أشكُ أبداً أن أخطر أنواع الفساد هو فساد السلطة القضائية، تلك المضغة في جسد الدولة والتي إذا فسدت فسد سائر جسد الدولة، وإذا صلُحت صلح سائر جسد الدولة.. فساد القضاء يعني تشييع الدولة إلى مثواها الأخير..

(4)

في أوقات الحرب والقتل وسفك الدماء يعم الفساد جسد الدولة، وينتشر كالأورام السرطانية التي لايُرجى براؤها، لكن ومع ذلك يكون هناك بصيص أمل في الحياة ونقطة ضوء يراها الناس في القضاء العادل فقط ، فإذا وصلت عتمة الفساد نقطة الضوء تلك واقتحمت أسوار القضاء، فقد الناس ذلك البصيص من الأمل ، واستسلموا لليأس والإحباط والفوضى التي ستقتضي على كل شيء..

(5)

في أوقات الحروب والملمات والكوارث والشدة، وأشلاء الأبرياء المتناثرة يحتمي الناس بالقضاء العادل، ويلوذون بحماه، فإذا امتدت يد الفوضى والفساد إلى هذا الحِمى وأصبح مستباحا لأكابر المجرمين، تحول ذلك الحمى إلى سوق للتكسب والنشاط الطفيلي والسمسرة فتنشط في سوحه (الثعالب)، و(الضباع)، وتتردد عليه النطيحة والمتردية والموقوذة وما أكل السبع للتكسب وبيع الأوهام…فكل من تبقى في كنانته سهم فليرمي به في سبيل الحفاظ على نزاهة القضاء واستقلاله وحمايته من ثعالب المحاكم وخفافيشها ونملها، فهو الأمل والعشم ونقطة الضو التي في آخر النفق المظلم….اللهم

 هذا قسمي فيما أملك..

نواصل بإذن الله

نبضة اخيرة:

ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى