الكتاب

صبري محمد علي (العيكورة) يكتب.. (أسمرا) في قلوبنا و لكن!

خاص ب {صوت السودان}

زيارة الساعات المحدودة التي قام بها رئيس مجلس السيادة لكل من مصر و جنوب السودان و قطر و اخيراً اريتريا الاثنين الماضية
كلها ….
يُمكن فهمها في إطار اطلاع رؤساء تلك الدول عما يجري في السودان ولربما الشكر على بعض المواقف الاقليمية او الحث للمساهمة في إعمار ما دمرته الحرب .

وتفهم ايضاً ….
في اطار جهود تطوير العلاقات بين السودان وتلك الدول وغيرها من تلك الجمل التي ظل (المستر) علي الصادق يكررها امام المايكرفونات

إلا زيارة الجارة (اريتريا) …
فأعتقد ان الملفات التي تم مناقشتها كانت اكبر من ساعات الزيارة القصيرة واكثر تعقيداً من ان يضطلع عليها حتى وزير الخارجية السفير علي الصادق
واظن ان ……
الاجتماع كان حكراً على الفريق البرهان والفريق احمد ابراهيم مفضل والرئيس الاريتري اسياس افورقي ومدير مخابراته

مُفضل ….
كان يحمل معه شنطة جلس بها مع البرهان قبل سفرهما بأيام
والشنطة كان بها (سراويل) قحت والحركات المسلحة المجتمعون باسمرا وبها ……وبها …….

ومفضل يعرض على البرهان
انفاس القوم هناك
اكلهم ، نومهم ، سيجارهم ، همسهم كله كان مرصوداً

وبالشنطة ايضاً ملف قديييم
نفض عنه غبار عقود من النضال يوم ان كان افورقي لاجئاً يتلمس لبلاده اولى خطوات الاستقلال عن اثيوبيا العدوء اللدود

بالملف صور و إفادات عن …
ست الشاي
وعم حامد المكوجي
وصحن (الفته)
وصورة للرئيس النحيل مغمورة داخل قميص من الكاروهات

وبالملف ايضاّ …
صورة لبيت (اركويت) الذي منحته الحكومة السودانية للمناضل افورقي يومها

و بشنطة الفريق مفضل …
السلاح المتدفق على المتمردين هذه الايام يدخل عبر حدودنا مع اريتريا و بالصوت والصورة .

(بكره نفطر معاهو) ….
كانت هي تلك الجملة المغتضبة الوحيدة التي عبر بها البرهان عن استيائه من الجارة اريتريا

الاستقبال كان حافلاً …..
السفير علي الصادق وكالعادة
(تمومة جرتق) كان ثالث ثلاثة ليس إلاّ
فقد اجلس مع من يرحب به ريثما يُنصب المايكرفون ليقول (فرمالته) المعتادة .
(العلاقات الازلية والمصالح المشتركة)

وداخل الغرفة جلس الرجال الاربعة ….
و البرهان يشير الي مفضل …
ان افتح الشنطة …
السراويل ، بيت اركويت ، فيديوهات تهريب السلاح ، عم حامد المكوجي ، صحن الفتة ، قميص الكاروهات
كله ..
كله …
كان مبذولا ومُبعثراً

افورقي يسترجع ذكرياته عن الخرطوم الدافئة و الحضن والامان له يوم ان كان مُطارداً
ويمسح دمعة تسربت خلسة

و يقول وهو يلقي بمنديل الورق داخل جوف سلة بجواره …

اعملوا حسابكم من الجماعة ديل ويشير الي دويلة بالخليج
لا ادري اجاءت الجملة لحظة صحوة ضمير ام انها محاولة مقصودة للخروج من فخ الشنطة
والبرهان يقول …
عاملين حسابنا
(ويمد الياء طويلاً…) بضحكة
فماذا عنكم انتم؟
وعن تهريب السلاح؟

وافورقي يتعلل ….
بصعوبة السيطرة علي الحدود ويشكو صداع التهريب

والبرهان يقول(قديمة) !
ثم يصمت …
ثم يقول (شوف)
يا فخامة الرئيس افورقي
إن لم ….
تسيطروا عليها فسنُقلق حدودنا معكم !
لتسود حالة من الصمت

وافورقي مُطرقاً بضحكة خفيفة و كأنه يقول ….!
(بالغت ياريس)

وما دار بعقل افورقي لحظتها هو …..
الرغيف
والعدس
والزيت
والسلطة
والشطة الخضراء
وقهوة كسلا ..!
والبرهان يرمقه بطرف عينه كالتي رمق بها حميدتي حين تاه وهو يقلب الاوراق بحثاً عن موضع التوقيع في احتفال ما .
والبرهان الذي …
يعلم طلاق الثلاثة الذي وقع بين افورقي والامارات يقول …
(خُد راحتك) ! ولم يزد بكلمة

والرجل بعد مراسم الوداع …..
يهمس في اذن البرهان قائلاً …
(فخامتكم)
كل شئ ولا الرغيف
ومن هنا و انت رايح
نحن اولاد اليوم !
والعفو والعافية
وسراويل كثيرة إصطفت للوداع
غير ان افورقي وهو عائد كان يغطي انفه بمنديل !!
(اظن الرسالة وضحت يا …….)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى