الكتاب

العيكورة يكتب: الإكيلة ظهروا

بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)

 

خاص ب [صوت السودان]

سأجد نفسي في مستهل هذا المقال مضطراٌ لتعريف معني كلمة (الإكيلة) التي اعنيها

والإكيلة هم اعلى نهماً وشراهة من الذواقين الذين امتهنوا مهنة تذوق الاطعمة والمشروبات

 

فاصبحت مهنتي الذواقة والاكيلة معتبرتان عالمياً

واذكر انني ….

قرأت ذات مرة عن ان احد (ذويقة) الآيسكريم قد أمّن على لسانه بقيمة (٢٠) مليون دولار !

 

تصدق يا مؤمن ؟

 

لذا قد يبدوا الامر غير مُستغرباً ان تأتي احدى شركات القهوة او (البيتزا) مثلا بذواق عالمي وتحشد له الكاميرات

و(يأخد ليهو جُغمة او قُرمة) ويبدئ رأيه(الفني) الذي بالطبع سيكون مرجعاً لكثير من (الهُبُل) حول العالم ويقبض

(الفيها النصيب)

ثم ينصرف .

 

لكن تعال شوف ماذا لدينا بالسودان !

نحن وللاسف لدينا (إكيلة سياسيين) بإمتياز

 

اكتب هذه السطور عطفاً على ان اجد ….

تفسيراً واحداً مقنعاً بأن يُقابل اللواء عبد الرحمن الصادق المهدي سعادة رئيس مجلس السيادة والتعمد الاعلامي لاظهار ذلك اللقاء

و معلوم ان ….

عبد الرحمن ليست هو اللواء الوحيد الذي دخل المدرعات واخلى منها بقرار عسكري .

وكذلك لم يكن قائداً لوحدة او كتيبة عسكرية حتى نقول انه لربما جاء ل (شغل)

حتى يُستقبل بهذه الحفاوة والاحضان وكأنه عضواً بمجلس السيادة او ضيفاً زائراً !

الذين (اثنوا) على اللواء المدلل بأنه كان ضمن القوات المسلحة داخل المُدرعات لم يثبتوا

 

للمتابع انه اطلق رصاصة واحدة !

وهل هو اللواء الوحيد الذي يجب التغزل فيه؟

 

والمدرعات ….

لمن لا يعلم هي (دنيا بحالها) و بداخلها حياة مدنية كاملة بداخلها .

اعتقد ان ….

تعمد زيارة اللواء عبد الرحمن للبرهان والاعلام المكثف الذي تم تسليطه عليها

يعيد الى الاذهان ….

حكاية (شد الحلتين) لدى اولاد الصادق التي تنتر بها الراحل (جون قرنق) ذات يوم

من انهم تربوا على ذلك بنظرية بسيطة وهي

(عارض و أكل) في آنٍ واحد

وإلا فليحدثني من له علم بأي منهم وقد احتطب في السوق (الله اكبر) مع الكادحين!

وهنا ….

قد نعذر من يهمس قائلا هل سيعود بنا البرهان للمحاصصة الخفية تحت البزة العسكرية ام ان الامر كان …

مجرد زيارة لشكر البرهان على قرار اخلاء اللواء عبد الرحمن واسرته من المدرعات سالماً .

او فليعرضوا لنا بطولات (الفارس الجحجاح) لنغني معهم وسنعتذر .

 

السيد ….

عبد الله مسار هو ايضاً احد (الاكيلة) المشهورين سياسيا وكفاه انه كان مستميتاً بشدة مطالبا باعادة ترشيح البشير لفترة رئاسية اخرى قبل الاطاحة به

وغيرهما الكثيرون من الذين (آكلوا) الانقاذ وضاحكوها وكانوا اول القافزين عندما غرقت السفينة

تتداول الاخبار …

هذه الايام نشاطاً مسموماً لهذا (المسار) بولاية نهر النيل فيما اطلق عليه مساع قومية لوقف الحرب .

ولكن الخطير في الامر …..

انه يحاول ان يصبغ هذا التمرد بصبغة حزبية باستدراج بعض القبائل النيلية من اهل البرهان وخوؤلته من آل الحفيان ليكونوا طرفا ويظل مسار هو ومن معه ممثلين للرزيقات وهنا تكمن خطورة المسعي

وحسنأ ان الامر قد تم فضحة ولم يجد إستجابه

 

أيضاً هناك شخصية اخرى سعت لذات الهدف بولاية القضارف وهو محاولة إظهار ما يقوم به الجيش من واجب دستوري وكأنه صراع قبلي وتم فضحها و طردها .

 

ولكن ما يُطمئن ان ….

الشعب واع و مُستوعب ان ما حدث هو تمرد داخلي بدعم خارجي مرتزف ويجب حسمه عسكريا كما بدأ

 

ولا مجال لاي محاولات لنفخ الروح في الاموات بعد كل هذه المرارات و التضحيات والدماء والاغتصاب والنهب التي ذاقها سكان الخرطوم ودارفور و وثقتها كاميرات العالم .

 

اذا ما (مسار) برأيي إلا واحداً من هؤلاء (الاكيلة) المتعطلين الا من مهنة السياسة و يجب ان لا يتوقف الناس عندهم طويلا

وليترك الامر

للإستخبارات العسكرية والامن ليتم ستجوابه و لو تدثر برداء الجهد الشعبي .

 

(حبيبنا) مناوي ….

ايضاً بدا للمراقب كمن يلهث لاحقاً بمائدة العشاء ببورتسودان و(الهيلمانة القذافية)

التي صاحبت زيارته لها

 

ولكن حسنأ …

ان القوات المسلحة اوقفت تلك المظاهر الصبيانية خارج المدينة وسمحت للحرس الشخصي فقط بمرافقته .

لذا برأيي الشخصي …

إن اراد البرهان وقيادة الجيش واخص بكلامي الفريق الكباشي ان اردتم خيرا بهذا الوطن فاحذروا (الاكيلة) هذه الايام

وما اكثرهم .

 

اللهم جنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى