الكتاب

صبري محمد علي (العيكورة) يكتب.. هل سيُبيعُنا الجنرال؟

خاص ب [صوت السودان] الزيارة التي حملت رئيس مجلس السيادة ان تحط به طائرة بدر للطيران بمطار العلمين غربيي الاسكندرية المصرية صباح هذا اليوم

ومباحثاته مع الرئيس المصري الجنرال (عبد فتاح السيسي) وما يتوقع ان تسفر عنه هذه الزيارة من انعاكسات داخل المشهد السياسي والامني بالسودان . وحالة التوجس التي تحيط بها

كتبنا بالامس مقالاً تحت عنوان (إحذر الفراعنة يا برهان) عطفا على تصريح رئيس تحرير صحيفة الاهرام المصرية الاستاذ اشرف العشري
والذي اوضح فيه بجلاء الاهداف المصرية من الزيارة قبل ايام قليلة .

وما ينتظر ان تطرحه القاهرة على الجنرال (الغامض) عبد الفتاح البرهان من حلول قد تعيد المشهد السياسي الي ما كان عليه قبل (١٥) ابريل الماضي ولو جزئياً .

وحذرنا السيد البرهان من الوقوع داخل الفخ المصري بل ورأينا ان تؤجل اي زيارة خارجية لما بعد تشكيل حكومة تصريف الاعمال التي ينتظرها الشعب
و ذكرنا تخوفنا يتلخص في

ان مصر ولاعتبارات اقتصادية محضه قد لا تجد مانع من استمرار امتداد الصراع دون التصريح بذلك

وقلنا ان هذا ايضاً …
يُفهم من نقطتين ذكرهما رئيس تحرير جريدة الاهرام (الحكومية) الاستاذ اشرف العشري
وهما ..
ان مصر تسعي لجمع النخب السياسية السودانية لاجتماع وصفته ب (المطول) وهذا يفهم منه اطالة امد معاناة الشعب السوداني تحت ذريعة التفاوض

والنقطة الثانية …
ان مصر تهتدي في مسعاها بالنموذج السعودي السوري الذي انهى حرب الفرقاء اللبنانيين عام (٨٩) بما عرف سياسيا ب (إتفاق الطائف) ومبعث الخوف هنا ان تلك الحرب استمرت (١٥) عاماً وهذا ايضا ما قد يُفهم منه ان مصر تنوي ان تتزعم ملف الحوار (على أقل من مهلها) ! في سبيل ان يظل المستودع الغذائي الجنوبي سهلا في ظل وجود حكومة ضعيفة مشغولة بالامن الداخلي .

اعتقد ان ….
نجاح او فشل هذا المقترح
هو ….
موافقة الفريق عبد الفتاح البرهان عليه
وهنا يطل السؤال المحوري برأسه

هل سيقبل بإجتماع الفرقاء السياسيين والحركات المسلحة والدعم السريع وفقا لرغبة القاهرة ليكون لها وجود حتى قبل استكمال دحر ما تبقى من التمرد؟

اعتقد لا …
لن يقبل بأقل من اتمام مهمته العسكرية وبعدها فلكل حادث حديث وهذا ما سيكون صريحاً وحريصاً ان يسمعه للمصريين بلا مجاملة في هذه الزيارة
كما اكد بالامس في حديثه بقاعدة (….) بان لا حل سوى الدحر وان الجيش لن يضع يده على يد خائن !
ولكن ….
قطعاً اي تماهي او قبول لاي (حنك) مصري فسيضعه في مواجهة مباشرة مع الجيش ومع الشعب بكل قطاعاته
بعد ان قدم كل هذه التضحيات الجسينو والتلاحم والدماء والسلب والاغتصاب والقتل

فليس ثمة عاقلا بالسودان سيفكر في اي نوع من انواع التفاوض وإعادة عقارب الساعة لما قبل (١٥) ابريل .

لذا اتوقع ….
ان لا تتجاوز الزيارة التفاكر فيما بعد الحسم ولربما وجود وزير الخارجية و مدير الصناعات الدفاعية ومدير المخابرات ضمن وفد الزيارة هو ما يطمئن ان البرهان لن يكن هو المتحدث الوحيد .

حفظ الله السودان من كل سوء وتربص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى