الكتاب

فيحاء شرق النيل* عمار العركى

*فيحاء شرق النيل*

عمار العركى

* *محلية شرق النيل الصامدة الصابرة* ، تأبى إلا وأن تكون “كررى أخرى” ستُحدث عن نسور جيشنا الضارية ، وهى تُهئ مسرحها للحسم وأرضها للقتل وقبر كل ما تبقى من متمردين ومرتزقة غُزاة، بكل فدائية فتحت بابها تستقبل الهاربين من جحيم ولظى قواتنا المُسلحة امدرمان والخرطوم وبحرى، يملؤهم الجُبن و الخوف ويكسوهم الهلع والرعب، فيفرغونه بطشاً وتنكيلاً بشرق النيل الصامدة الصابرة حتى وصول آخر متمرد ومرتزق ثم تُطبق عليهم ، وبإذن من الله وعونه ، وبصمودها وصبرها ، لن يُغادر منهم أحدا.
* *حى (الفيحاء) عروس شرق النيل* ، التى أغرت بجمالها وهدؤها طبقة التكنوقراط و أستاذة الجامعات وموظفى الخدمة المدنية و معاشيي القوات النظامية ، فتسابقوا لينالوا شرف القُرب منها ، فنالوه من خلال خطتها الإسكانية او سوقها العقارى بارضا شيدوها ، وبيوتا إشتروها بعرق الجبين ومكأفاة خدمة السنين .
* *(الفيحاء) أصغر أخواتها واجملهن* “دار السلام و القادسية” ، وأهدى جاراتها “النصر والهدى والجامعة” ، بين ليلة وضُحاها أحالتها فلول الميلشيات الباغية الغازية الى خراب ودمار ، فعاثوا فيها فسادا وبطشا وتنكيلا ، نالت من العقاب والانتقام ما لم تنله إخواتها ولا جارتها اللأئى أشفقن عليها رغم مصابهن ونصيبهن من التنكيل والعقاب ولسان حالهن ” من يري مصيبة غيره تهون عليه مصيبته”
* *أنتهكت (الفيحاء) وهى صامدة* ، شرُد غالبية مواطنيها وهى صابرة.، أفرغت البيوت من أهلها وما بداخلها، تركوها خاوية على عروشها الا من جُدر وأسقف ، رغم ذلك كانت أحسن حظاً من بيوت جارة ، سكنوها الغُزاة واقاموا فيها ، ليمارسو عليها الإنتهاك اليومى ، وكل المؤبقات والفساد والممارسات الغير أخلاقية
* *أُنتهكت (الفيحاء)* و ذنبها أن أقدار “التخطيط العمرانى” جعلها تتمدد على طول شارع (الوالى الكوز ) فى ذمة الله قبل سنين ، فنكلوا بها الأوباش الجهلة حتي تخبرهم عن مكانه ، ذنبها أن العقيد عبدالفتاح البرهان طلب القُرب منها فى مربعها الثامن ، ولم ينال النصيب (فباع بيته قبل اكمال التشطيب)، فذاقها القتلة وبال على وبال، لأنها لم تخبرهم “أين البرهان” ،
* *(الفيحاء) تُعذب وتُغتصب* لأنها لم تُخبرهم الى أين غادر عسكرها، الوزير “جمال عمر” رحمة الله عليه – فالجنجويد لا يميزون بين جمال عمر و جمال فرفور – اين ابوقرون وعُزير و المطيرى وعبدالمحمود وسهيلى ، والأقرع ، وإمام مسجدها شيخ صلاح ، والمؤذن شيخ أحمد ، مولانا سيف ، اين واين واين ؟
* *عذبوها وافرغوا بيوتها ونهبوها* ، بذرائع البحث عن الكيزان والديمقراطية ، أفرغوا مسجدها (الحمًاد) الا من (مؤذن وخمسة آخرون) ، اقسمو آلا يسكت الآذان وعلى إقامة الصلاة.
* *بُشراك (فيحاءنا) ،* فقد إقتربت ساعة النصر و الخلاص ، وغدا ستعودين وإليك نعود :

إليك ســنعود والأجيال تصــغي إلى وقع الخُـطى عــند الإياب
نعود مع العواصــف الداويــات مـع البرق المقدس و الشـهاب
مع الأمل المُجنح والأغــــاني مع النســــر المحلق والعقاب
مع الفجر الضحوك على الصحاري سيعود مع الصــباح آبناءك العباب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!