أخبار

ما وراء الخبر محمد وداعة مفاوضات جدة .. تعليق المعلق

ما وراء الخبر
محمد وداعة
مفاوضات جدة .. تعليق المعلق

*البيان الامريكى السعودى بتعليق التفاوض استهبال سياسى*
*البيان يؤكد فشل امريكا و السعودية فى تنفيذ شروط الهدنة والزام القوات المتمردة بها*
*امريكا وسيط فى التفاوض والهدنة و تصدر العقوبات*
*نحن فى انتظار العقوبات السعودية*
*امريكا فرضت نفسها وسيطآ و ردفت السعودية و رفضت مشاركة مصر و دول اخرى*
*امريكا تسدل الستار على مفاوضات جدة ، لتفعيل الثلاثية و الرباعية و الاتحاد الافريقى*
*امريكا انسحبت من افغانستان تحت زحف طالبان على كابول ، و اعترفت بطالبان*

بعد (48) ساعة من اعلان الجانب السودانى تعليق مفاوضات جدة بسبب عدم التزام قوات التمرد بالهدنة ، جاء بيان الوساطة بتعليق المفاوضات ، وهذا لا بد ان يدرج فى باب الاستهبال السياسى ، السودان اتخذ قراره بتعليق التفاوض بحيثيات واضحة ، تتمثل فى عدم امتثال قوات التمرد لشروط الهدنة ، الامريكان والسعوديين و بدلآ من الزام الطرف الآخر بالتزاماته بموجب اتفاق الهدنة ، اتخذا قرار لا معنى له بتعليق التفاوض ، وهو تحصيل حاصل ، و الواضح انهم اتخارجوا من ورطة الهدنة لانهم يعلمون ان القوات المتمردة لن تلتزم باى من شروط الهدنة ، فبعد مضى ثمانية ايام على الهدنة لم تغادر قوات الاخوة دقلو بيوت المواطنين ، و لم تخرج من المستشفيات ، و لم تتوقف عن السلب و النهب و الاستيلاء على سيارات المواطنين ، و لم تطلق سراح المدنيين المحتجزين لديها ، فما فائدة هذه الهدنة ،

من مساخر الامريكان معاقبة فاغنر الروسية بسبب امدادها القوات المتمردة بالاسلحة ، و معاقبة الجيش الذى يحارب القوات المتمردة التى تدعمها فاغنر ، الصناعات الدفاعية هى احدى المؤسسات المملوكة للجيش ، و يديرها الجيش، مثل اى وحدة عسكرية، وهذا امر معلوم ، و لذلك استثنت ورشة الاصلاح الامنى و العسكرى المنظومة من ولاية وزارة المالية عليها ، الامريكان يجهلون الاوضاع فى السودان ، و السعودية ليست قادرة على مجادلتهم بافتراض حسن النوايا ، بيان الوساطة تحدث عن اتفاق الطرفين ، ما يهمنا هو الموقف السعودى ، هل لا زالت السعودية تعتبر القوات المتمردة طرف ؟ و ماذا تفعل السعودية اذا اعتبر السودان الحوثيين طرف فى الازمة اليمنية ووقف على الحياد ؟ السعودية تعتقد انها لم تعد فى حاجة للقوات السودانية فى اليمن بعد تطبيع علاقاتها مع ايران ، والايام ستثبت خطأ تقديراتها ،
تعليق التفاوض من جانب الامريكان لا يغير شيئآ ، لم تكن هناك هدنة فى الاساس ، و العقوبات صدرت بأمر تنفيذى لن يكون لها تأثير فى المدى القريب و ربما تأثير محدود للغاية فى المستقبل ، اذا ما تم انتخاب بايدن لدورة ثانية ، هذه العقوبات مطلقآ لن تكون سببآ فى تراجع الجيش عن القضاء على القوات المتمردة ، الشعب السودانى الذى استبيحت بيوته و سرقت ممتلكاته و اهدرت كرامته ، لن يقبل بوجود مليشيا الدعم السريع مرة اخرى ، تحليلات مراقبين تفترض ان امريكا و السعودية كانتا على علم بالاستعدادات الهائلة لقوات التمرد للاستيلاء على السلطة ، وان هذا التخبط يعود لحالة الاحباط التى سادت بعد فشل السيناريو ، السعودية هى الخاسرالاكبر فى مسرحية جدة ، لان السودان لن يعود الى التفاوض ما لم تتحقق شروط الهدنة على الارض .
2 يونيو 2023م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى