الكتاب

العقيد إبراهيم الحوري يكتب:

العقيد/ إبراهيم الحوري

الحقيقة نحن شعب عاطفي جدا

وبستعجل النتائج

بالمنطق البسيط .. انت بتتكلم عن قوة قوامها مائة الف مقاتل وعشرات الاف العربات والمدرعات والاليات ، مع مختلف صنوف الاسلحة، وخبرة واجادة كبيرة لاسلوب الكر والفر في الحرب، ومقاتلين معروفين بالشراسة، وفوق لي دة تخطيط من فترة طويلة للبحصل دة، وما تخطيطهم براهم ، من خلف امكر اجهزة المخابرات والخبث وتدمير الدول والشعوب، والمعلومة مشاعة عن علاقات الدعم بالامارات والموساد وحفتر وفاقنر

فهل في اسوأ من ديل.. كل مصائب الشعوب والدول الحصلت ، ديل لاعب اساسي فيها ان لم يكن المخطط والممول ولربما المنفذ..

تالت حاجة .. انت متخيل مهما كانت القوة الانت بتحاربها ، حتنتصر في كل المعارك؟ 

ما هو عادي ممكن يرصد ليك معسكر ، نقطة ارتكاز، خط امداد، ويهاجمه اما مباغتة او بكمين او بقوة اكبر ، او بيهم كلهم..

فكون انك الاقوى او الاكثر عتادا ما معناها حتنتصر في كل المعارك.. واديك تلاتة شواهد ، الاول متذكر مقتلة الجنود الامريكان في الفلوجة ، وكيف قتلوا وعلقوا في الجسور ، وجروا بالحبال، التاني، متذكر مقتلة الجيش الامريكي في مقديشو ، وكيف شاهدها كل العالم، اخيرا نسيت مهاجمة طالبان لكابول وكيف كانت مفاوضة الامريكان عبر الوسطاء فقط لاجلاء الجنود ، دون الاسلحة والاليات..

اذن نتفق الحرب ليست مجرد كثافة او عديد وتعداد، وانما تخطيط وتكتيك وصبر قبل ذلك

حاجة رابعة عنصر الخيانة، والعمالة، في الحروب موجود وعنده تاثير اكيد.. والنماذج كثيرة على امتداد التأريخ الانساني ، ومروي خير دليل

سوء التقدير في المعارك ، برضو بحصل وليه اثر.

التدخل الخارجي، الاعلام والحرب النفسية، سياسة الاستدراج، النفس الطويل، سياسة عض الاصابع،،، كلها دي عوامل حاسمة او مؤثرة في سير المعارك

الخلاصة ،،، للناس الدايرا تغمض تفتح ، تلاقي الجيش دة شرب الدعم، كانو كباية موية، نقول ليهم خليكم عقلانيين شوية

الامور يا اخوانا تقاس وتقيم في كل لحظة بالموقف الاجمالي، وعبارات امتصاص الصدمة، وصد العدوان، ثم الدحر والتمشيط، ثم انهاء العمليات،،، البقولها الجيش ما مجرد عبارات جوفاء .. دة شغل عدييييل ،،، ودة التقييم الحقيقي

واشرح ليك:

الدعامة ديل بعد التخطيط الطويل الذكرناه فوق، فجأة وبكثافة هاجموا واستغلوا تمركزهم المميز ايام السلم ،،، والحاجة دي بتسمى سياسة الصدمة،، القوات المسلحقة تلقت الصدمة، وبصبر وثبات وجلد كبير، قدرت تتعامل معاها ، وتفشل المرحلة دي ، الاتخيلها حميدتي، مجرد نزهة ، وكان بتبجح، سيطرنا على 90% من كل المواقع العسكرية والاستراتيجية والمطارات.. وفاضل تلاتة مواقع، وما بنقبل الا برهان يستسلم ونقدموا لي محاكمة،،، في نهاية المرحلة دي الاستمرت اربعة يوم، تم تحطيم اكثر من ممتاز للخطة دي،،، ودة سبب ليهم هلع وخوف كبير

فبنوا خطتهم في المرحلة التانية على جزئيتين، الاولى البحث عن سبل للتهدئة والهدنة والتفاوض بغية ايجاد فرصة لالتقاط الانفاس واعادة التخطيط، ولربما حتى للنجاة،،،

الجزئية الثانية ، ان الدعم رمى بكل ثقله نحو العاصمة ، في خطة انتحارية تماما، لان تقديرهم وتقدير السياسيين من مركزي قحت وداعميهم من الخارج ، ان من يسيطر على العاصمة ، يسيطر على السودان، ،، وللعلم ليس كل العاصمة فقط ثلاث مواضع الاذاعة والتلفزيون اهمية ثالثة، القصر اهمية ثانية، القيادة كهدف اول واستراتيجي..

ولقد لاحظنا سحب الدعم لكل قواته الموجودة في كل مكان نحو العاصمة.. سحبوها من كل ولايات دارفور ، من الشرق ، من مروي، حتى من ليبيا،،، بل وجندوا حتى من عمقهم القبلي في تشاد والنيجر وغيرهما للمعركة الفاصلة..

لكن في المقابل كانت استراتيجية القوات المسلحة ، تقوم على تقليم الاوصال، وقطع الاطراف ، وخطوط الامداد، واستهداف مراكز القيادة والسيطرة، والجداد الالكتروني وغيرهما، دون الحوجة الى الدخول في التحام مباشر مع هذه القوات الا عند الضرورة، مع اهمية المدافعة المستميتة عن القيادة..

وهنا برز الدور الكبير لسلاح الجو، والذي كان عنصر الحسم الابرز في هذه المعركة.. غير المتكافئة،،، وسلاح الجو هذا كان مصدر الخوف والرعب لدى حميدتي ، حتى قبل ان تبدأ المعركة، ولربما هذا الخوف من سلاح الجو هو ما قاد للانتباه تماما لمرحلة الغدر، وتوقيتها، بالخطأ الكارثي الذي وقع فيه، حين حرك قواته لتخوم مطار مروي وقاعدته الجوية، في تحرك غريب ومريب..

الان ونحن في المرحلة الثانية من خطة القوات المسلحة والتي تقوم على التجفيف والمطاردة والتمشيط.. اقول للقاريء .. هذه المرحلة للاسف ستكون فيها ايضا خسائر متوقعة،، حيث انتقل المتمردين لخطة جزء منها يقوم على اساس السلب والنهب وتدمير وتخريب البنى والمؤسسات، مع استخدام المناطق السكنية كملاذ ومواضع اشتباك،، كدروع لهم، وهو ما يزيد كلفة الخسائر المادية والبشرية.. وسيميل الى الفرقعات الاعلامية،،بمهاجمة النقاط الضعيفة ، في محاولة لرفع الروح المعنوية، ولتسجيل نقاط تعينهم اذا ما قُدّر وكان هنالك مجال للتفاوض..

الخلاصة : 

1- كل المؤشرات تقول ان المعركة تسير في صالح القوات المسلحة وباقل الخسائر المتوقعة لمثل هذه الحالات

2- المعركة تحتاج لوقت حتى تنجلي ويجب ان لا نستعجل

3- لن تكون هنالك نذر حرب اهلية كما يشتهي ويسوق اعداء هذا الوطن

4- نهاية الحرب ستفرز واقعا سياسيا جديدا ، وستبنى تحالفات قوية واستراتيجية جديدة بين بعض القوى على الساحة، بدلا من تلك التحالفات الهشة السابقة ، وستخسر وتتلاشى بعض التنظيمات الصغيرة والاسماء التي تصدرت المشهد في الفترة السابقة

5- قد تحدث بعض المعاناة في الايام القادمة وبعد انقشاع الازمة، حتى عملية اعادة البناء لربما تحتاج لوقت، ولكن المؤكد ان فرصة النهوض والنمو بالدولة سيتسارع، بنهاية مرحلة الفساد والترضيات السياسية

شيلو الصبر

واسندوا جيشكم

وما النصر الا صبر ساعة..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى