الكتاب

قولوا حسنا – محجوب عروة – الحل الجذرى ونصائح للبرهان

مقدمة : دعوني أؤكد أولا أنه لا ولم ولن تهزم مليشيات الجيش السوداني العظيم.. هكذا شهد السودان منذ احداث الجزيرة أبا عام 1970 ثم أحداث يوليو 1976 واحداث أغسطس 2008 جميعها فشلت في هزيمة الجيش رغم الخلاف حول من هو علي صواب أم علي خطأ..
ثم أبدأ بتوجيه نداء للقائد العام للجيش السودان العظيم الباسل الفريق أول البرهان ألا يقع جيشه في خداع الهدنة أو ايقاف الحرب اللهم الا اذا رفع مليشيات قائد الجنجويد والدعم السريع الراية البيضاء مستسلما وأمر بقية قواته بالانسحاب الكامل من العاصمة وكل المواقع في البلاد ووافق علي قرار حل الدعم السريع، فما حدث هو تمرد عسكرى ضد الجيش وخيانة عظمي مكتملة الأركان تستوجب المحاكمة العادلة الناجزة جزاءا وفاقا لما سببوه من قتل المئآت وجرح الكثيرون وادخال الرعب في كل بيت وتوقف الخدمات ولهجرة المواطنين الي خارج الوطن وأذي لسمعة البلاد والعباد وضرب لمناخ الاستثمار ولانهيار الاقتصاد السوداني ستمتد لسنوات وسنوات.. انها فتنة كيرى والفتنة شد من القتل كما قال تعالي تستوجب التعامل معها بكل حزم وشدة فما حدث ضرب للأمن الوطني.
ثانيا اتفق مع الحزب الشيوعي السوداني في ان الحل الجذري لأوضاع السودان هو الأنسب بدلا عن هذا التأرجح في المواقف حتي ننتقل الي اوضاع افضل وسودان جديد بمعناه الصحيح غير أني اختلف معه اختلافا جوهريا حول طبيعة وكيفية ذلك الحل ليس هو ما شهدنا منذ ستة عقود ونيف منذ استقلالنا حتي اليوم جربنا فيها ثلاثة مناهج حكم مختلفة عبر عدة انظمة حكمت البلاد فشلت جميعها في تحقيق ما نطمح اليه من استقرار وسلام وحكم راشد وديمقراطية حقيقية وتوافق وطني ينتج ازدهارا اقتصاديا فانتهينا الي ما نشهده منذ الخامس عشر من أبريل الماضى الي اوضاع مأساوية سوداء ورعب لم يحدث من قبل.. لقد فشل منهج الديمقراطية الحزبية والمصالح الشخصية والطائفية الضيقة التي كرست الفوضي،كما فشل منهج الانقلابات العسكرية التي كرست انظمة ديكتاتورية ظالمة وفشل أيضا منهج الثورات الثلاثة في ( اكتوبر، أبريل وديسمبر).. لقد وقعنا في مثلث الفشل ممثلا في شهوة السلطة والفساد الأخلاقي والمالي والتدخل الخارجى فأصبحت حاجتنا ماسة للحل الجذرى الذي ينقذنا مما نحن فيه من وهن وتشتت سياسي وضعف اقتصادي وسوء معيشة لدرجة أصبحنا نتسول الحلول مثلما ظللنا نتسول الأموال والدعم الاقتصادي ظنا خاطئا” ان غيرنا هو الذي يحل مشاكلنا ولكنهم في حقيقة الأمر يخدعوننا للسيطرة علينا!!
ما الحل الجذرى الذي يجعلنا نتجاوز كل اخطاء الماضي والحاضر في تقديرى يبدأ أولا بان ينهي الجيش الي غير رجعة ظاهرة تعدد الجيوش والمليشيات المسلحة.. ثانيا وبعد أن تهدأ الأوضاع وتتوقف هذه الحرب اللعينة تماما ويعود الناس لأعمالهم تعلن حالة الطوارئ والتعبئة العامة خلال الفترة الانتقالية ومدتها عامان يتم في بدايتها مؤتمر دستورى لا تعزل فيه جهة لتحقيق التوافق حول كيف يحكم السودان ووضع دستور انتقالي .. كما يجب بعد انتصار القوات المسلحة – وقد بدأ- محاسبة كل من فكر وخطط ومهد سياسيا واعلاميا أونفذ فتنة الخامس عشر من ابريل خاصة الذين صرحوا بالقول اما القبول بالاطار السياسي او الحرب..
ثالثا يجب فورا ودون أي تردد او تاخير تكوين مجلس سيادة جديد يمثل كل أقاليم السودان الستة مع ممثلي الجيش وتكون الرئآسة فيه دورية كل شهر يختص فقط بالسيادة والتشريع وتكوين مجلس وزراء برئيسه من شخصيات وطنية وخبراء مستقلون لادارة البلاد وأقترح تكوين مجلس استشارى من حكماء السودان لا يتجاوز عددهم المائة لتقديم المشورة للمؤسستين السيادية والتنفيذية خاصة في الشئون الاقتصادية والقانونية وان تبعد الأحزاب من هاتين المؤسستين لتذهب وتعيد بناء نفسها..رابعا تعيين ولاة الأقاليم من شخصيات مستقلة لها خبرات جيدة وكذلك تكوين المحكمة الدستورية فورا لصيانة الحريات و معالجة تنازع الاختصاصات. خامسا وضع نظام وقانون جديد للانتخابات وأحبذ بنظام القوائم الحزبية يفرض اعادة تكوين الأحزاب من جديد عبر قانون للأحزاب تنفذه لجنة قومية محايدة ويمنع أي حزب من خوض الانتخابات اذا لم يلتزم بالقانون الجديد حيث أن هذه الفوضي الحزبية هي التي ساهمت في هذه الوضعية البائسة ويلزم اى حزب بعقد مؤتمره العام لاختيار قيادته ومؤسساته ووضع برنامجه وتكريس الشفافية الكاملة فيه خاصة في اوضاعه المالية و يلزم أن يكون ذلك في فترة لا تتعدي الستة أشهر حتي تتحقق في الأحزاب المؤسسية والديمقراطية المفقودة ليعقب ذلك انتخابات حرة وصادقة وشفافة بانتهاء الفترة الانتقالية بعد عامين..خلال هذه الفترة يمنع منعا باتا اي اضرابات ومظاهرات واغلال للطرق والموانئ او تهديد للأمن والاكتفاء بحرية التعبير السلمي من خلال اجهزة الاعلام والصحف والندوات والمحاضرات السلمية بعد اخطار الجهات الرسمية. خامسا تحل جميع النقابات والاتحادات الحالية وتنشأ بديلا عنها نقابات واتحادات مهنية جديدة توافقية تكون مهمتها الأساسية تطوير المهنة والالتزام بالبعد عن الخلافات والصراعات السياسية. ويأتي علي رأس كل ماسبق ايقاف أى تدخل أجنبى في الشأن السوداني سواء من آلية ثلاثية أو رباعية او غيرهما وليكن الشعار هو ( السودان للسودانيين) و ( الوطن اولا وأخيرا) ويتم اخطار الأمم المتحدة بانهاء مهة مبعوثها فولكر في السودان وان تطلب الحكومة من السفراء الأجانب الالتزام بعملهم واحترام التقاليد الديبلوماسية والبعد عن التدخل في شئوننا الداخلية وتمنع السفراء من لقاء قادة الأحزاب وان تتم تنقية منظمات المجتمع المدنية. وأقترح خلال فترة الانتقال عدم سفر اي مسئول او قيادى حزبي للخارج بدعوة شخصية فلا نكرر التجربة السابقة التي صار فيها المسئول الحكومي أوالقيادي الحزبي مثل اليتيم في مائدة اللئيم يتلقي الأوامر وفي حالة المؤتمرات الرسمية بالخارج تمثلنا فقط السفارات حسب المستوى اللهم الا المؤتمرات العلمية والنوعية الهامة فقد سئم الشعب من استدعاء حكامنا وقادتنا كانهم تلاميذ فذلك اهانة لكرامتنا وفيه كثير( شكوك؟؟؟) من المؤكد منها ما حدث من تمرد الخامس عشر من أبريل.. وان تتوقف لقاءآت الأجانب بالمسئولين ونكتفي باللقاءآت عبر وزارة الخارجية فقط..
كسرة أولي : يترك للجيش وحده كيفية دمج قوات الدعم السريع والحركات المسلحة وفق نظمه وقانونه وآلياته والزمن المناسب لذلك.
كسرة ثانية : لابد من مراجعة الرقم الوطني اذ ثبت به تلاعبات عديدة وفساد واسع حيث تم تسجيل اجانب أفارقة وعرب بالملايين!!!.
كسرة ثالثة: عدم الغاء الديمقراطية بل تحسين الممارسة فيها والزام جميع الأحزاب بالاعتذار للشعب السوداني والزامها بنهج المصالحة والتسامح والعفو عمت مضي فهي جميعا مارست الانقلابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى