الكتاب

دكتور طارق عبد النبي محمد علي يكتب.. أديس أبابا نهضة وانبهار

ما إن تحط بك طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية والتي تعد حسب التصنيف الدولي الأولى أفريقيا والسابعة عالميا فى مطار بولي الدولى إلا وينتابك أحساس حقيقي أنك انتقلت من عالم الى عوالم أخرى ساحرة وغامضة وقصة نجاح الطيران الإثيوبي واحدة من معجزات هذه الدولة الملفتة لأنظار العالم المثيرة للدهشة والانبهار.. ومن على سلم الطائرة تبدأ حفاوة الاستقبال بابتسامة ثلاثية الأبعاد من طاقم الطائرة حيث الأمنيات لك بإقامة طيبة بين شعب طيب ومؤدب وعريق.

 

ثم تلفحك سحابات الحبش المدرارة المعطاءة بزخات مطر متقطعة كأنها تستأذنك الهطول. ثم يستقبلك ضباط الجوازات بانحناءة لطيفة تسبقها ابتسامة دلالة وعنوان على أدب وطيبة هذا لشعب بعيدين عن كل تفرس في الملامح أو تشكك في شخصيتك كالذي عهدناه في مطارات الدول الأخرى. فهم يطبقون القانون بانحناءة وابتسامة مرحبين بمقدمك لبلادهم..

 

اما مطار بولي الدولي والذى تم افتتاحه حديثا يمثل لوحة معمارية هندسية متقنة فهو يمتاز بالأتساع والنظافة والنظام. ومما لاشك فيه أن المطارات عنوان للبلد…عزيزي القارئ أديس أبابا مثل بيت مفتوح من كل الاتجاهات لذلك تقرأ كلمة أبابا من الشمال واليمين..وإن كنت لا تجيد فن الابتسام فلن تحتضنك..وفى طريقي الى محل إقامتي بدأت ملامح النهضة والدهشة فى ازدياد حيث العمارات ذات الطراز الحديث.

والفنادق العالمية ذات النجوم المختلفة. وحركة العمران المتسارعة..وأتساع ونظافة الشوارع المزدانة بالزهور فاقعة الألوان..وقبل وصولي محل إقامتي لفحتني رائحة البن الحبشي الشهيرة عالميا .والذى تربع على عرش صادرات الدولة وأصبح أحد ممسكات الاقتصاد الوطني مساهما بحصة كبيرة في دعم خزينة البلاد ومواصلا غزوه الى الأسواق العالمية بحكم تصنيفه الأول عالميا من حيث المواصفات والمعايير العالمية..

ومما ضاعف من حدود دهشتى واعجابى كثرة الأسواق فى أديس ابابا ويأتى فى مقدمتها سوق ماركاتو الشهير والذى يذهلك بكثرة البضائع وكثافة الحركة التجارية مؤكدا على تعافى وسلامة إقتصاد هذه البلاد والذى يقوم على التنوع والتعدد.ولا أنسى سوق شورميدا العتيق الذى يعكس ثقافة شعوب وقبائل أثيوبيا..مشتملا على الأزياء الوطنية والأحذية.وغيرها مؤكدا على محافظة وتمسك هذا البلد بإرثه وتقاليده العريقة..

 

ومما أثار دهشتي في العاصمة أديس أبابا اختلاط الثقافات الغذائية لعدد من الشعوب التي تحتضنها أثيوبيا فهنالك عدد من المطاعم السودانية واليمنية والسورية واللبنانية .مقدمة أشهى مأكولاتها ممثلة لاحد جوانب منظومة الجذب السياحي في العاصمة أديس أبابا….أعدكم في مقال قادم الكتابة عن مشاهداتي لمظاهر وملامح النهضة التي تشهدها عاصمة الاتحاد الافريقي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!