عبدالمنعم شجرابي | أيام الله السبعة
الجمعة
من السامراب والدروشاب .. من الدخينات والكلاكلات .. من الحاج يوسف والشقيلات .. من الفتح وأمبدات .. من العاصمة وضواحيها وفجوجها جاؤوا إلى دار الهلال مؤبنين فقيد أمته محمد حمزة الكوارتي فتمازج الأبيض والأزرق وجمال الموقف مغ ( جمال الجميلين ) ولا شئ نقوله سوى ( حدث الأعراب عن روعة المشهد )
السبت
العيال كبرت .. أكملوا تعليمهم .. وتوظفوا وتزوجوا .. وبعد أكثر من ربع قرن من الزمان وزد عليه كثيراً فكروا وقدروا .. ثم فكروا وقدروا .. ثم قرروا ونفذوا تكريم معلمتهم التي علمتهم الحروف الأولى كان التجمع طيباً زينته قيمة الوفاء .. المُكرِمين هم أبناء المربعات والموردة بأم المدائن عطبرة والمكرمة هي الأستاذة الفضلى زينب شجرابي
وتلاقت قمم يا مرحى
( قم للمعلم وفه التبجيلا )
الأحد
الصالة حدادي مدادي ( ترقش ) بالثريات والسناء والداخلون إليها ( آخر قشرة ) الذهب يثقل على الأيادي ويتدلى .. والعمم على الرؤوس مرتفعة .. العطور الباريسية تفوح .. الموائد بما لذ وطاب ( مليانة ) .. والعصائر ( حايمة ) .. والكاميرات تلتقط والفنانة ( تطلب النقدة )
ننتظر ونتظر والعرسان يصلون بعد نهاية الحفلة
( وما اعرفش ليه !!؟؟)
الاثنين
سمعت عنه كثيراً ورتبت نفسي قبل أسابيع للذهاب إليه .. (سائحاً ) يسوقوني الفضول لا ( بائعاً ) ولا ( مشترياً ) السوق زحمة ناس وبضائع واردة من كل بلد ومنشأة الميكرفونات تروج والسلع ( مكومة ) والشراء ضعيف
ليه ليه؟
( عشان الفلس حاصل والقروش ما في )
الثلاثاء
وسط دافتري القديمة وقصاصات كتبتها وصور فشلت في تذكر مناسبتها ووسط أكوام الورق والمواقف والذكريات قضيت يوماً أو بعض يوم
( والخلاصة أنا ما أنا )
الأربعاء
منتدى صرت أشتهيه وإن غبت عنه أسبوعاً لا أستطيع الغياب أسبوعاً بعده
شباب المنتدى غير حزبين يعرفون فقط الله والوطن أراؤهم جريئة ووطنيتهم عالية قوميون مبادرون صادقون ولهم مشكلة واحدة
مشكلتهم أنهم
ضد الألسن السياسية الكاذبة ..
ضد ( اللف والدوران )
الخميس
شاب يفيض حيوية .. شيخ عرب .. وضي قبيلة .. اختطفه الموت .. بصعوبة خرج الجثمان وولولت النساء ونحيب الرجال يشق عنان السماء .. بالمقابر وقف المشيعون في أكوام ثلاث ورباع وخماس الأصوات عالية والضحكات خجولة ونغمات الموبايلات قليلها آية أو دعاء وكثيرها نغمات موسيقى شرقية وغربية مع قليل من الموسيقى السودانية
( وكفى بالموت واعظاً )
جمعة مباركة وكل جمعة وانتو طيبين
