الكتاب

عادل عسوم | إلى الأخ صلاح قوش مع التحية. 3/1

عادل عسوم
تواصل معي العديد من الأحباب -قراء واصدقاء- لهم الشكر
متسائلين لماذا لم أكتب عن عودة السيد صلاح قوش، وذكروا لي العديد من الاعتبارات التي تدفعني للكتابة، وذكرني البعض بماكتبته عن الأخ صلاح قوش قبل اعوام عديدة في بعض المنتديات.
أصدقكم القول بأنني لم أكن أرغب في الكتابة في أمر هذه العودة أولا لكوني لا أملك التفاصيل اللازمة من حيث ارتهان قراره بالعودة النية بالمواصلة في العمل السياسي أم لا، وان كنت متابعا لجهد يقوم به صديقي ورفيق الغربة الاستاذ علي الشيخ وآخرون ظلوا منذ أشهر عديدة يكتبون ويحشدون لعودة السيد صلاح قوش، لكنني لم أجد في كل ذلك تصريحا شخصيا واحدا منه بكونه عائد ببرنامج سياسي بعينه والساحة لم تزل محتشدة بالكثير من تفاصيل الثورة وماارتهنت بها من أحداث قبل أعوام ثلاث وأشهر، والضبط والتثبت في ذلك مهم جدا لفائدة القراء قبل رصد التداعيات المتوقعة إن كان فيما يلي الكاتب او المكتوب عنه من التزامات صحفية، لكنني قررت الكتابة بعد أن وصلت تداعيات ارهاصات العودة إلى (هبش) نسيج مجتمع المنطقة بسبب استقطابات نتج عنها مانعلمه جميعا، ولعل ما يلي الفنان محمد النصري احداها، ولايرضيني ابدا أن يضاف إلى كاهل أهلنا في المنطقة ما يزيد من آلامهم ورهق المكابدة الحياتية الذي يعيشونه الآن.
كتبت عن الأخ صلاح قوش قبل أعوام في ثنايا كتابات نذرت خلالها نفسي للدعوة إلى انشاء قناة تلفزيونية فضائية في مدينة كريمة، حيث شرعت في ذلك منذ عام 2003 حين تم تسمية جبل البركل ومدينة نبتة التاريخية مواقع للتراث العالمي من قبل اليونسكو، واذكر بالخير ابن منطقتي وجاري في البركل الراحل عمر شلبي رحمه الله، الذي كان له الفضل من بعد الله في انطلاق مهرجان جبل البركل للسياحة عام 2014 عاونه في ذلك آخرون منهم -دون حصر- صديقي الأخ الشاعر والاعلامي خالد الباشا، ووصلت الدراسة إلى قيادات المهرجان من يد الأخ عمر شلبي رحمه الله، وتلقيت اتصالا هاتفيا بذلك من ادارة المهرجان الأول، وتم تبني الدعوة لانشائها لتصبح ضمن المشاريع المصاحبة المقدمة لليونسكو، فضائية تتحدث عن الجبل والمدينة الملكية والمتحف، وتتحدث عن التأريخ القديم لهما ولكل ماجاورهما من مناطق آثارية في الكرو ونوري وسواها في باقي أرجاء الولاية، ولتعكس للعالم موروثا ثقافيا ثرا عماده أشعار وفنون تتكيء على اعتراف اليونسكو بالجبل والمدينة الملكية كمواقع للتراث العالمي، وتستلهم رسالة هيئة اليونسكو ذاتها باعتبارها منصة ومظلة تعنى بكل ذلك، وكنت قد حرصت على أن تصبح موجودات قناة كريمة (الأرضية) بنية تحتية للفضائية الجديدة، وقد لخصت دفوعي في الدراسة بأن تكون مدينة كريمة مقرا للفضائية في أحد عشر سببا، ومعلوم أن اليونسكو ترصد عادة مبالغ مالية لصالح تنمية المناطق التي يتم الاعتراف بها كمناطق للتراث العالمي، وبالتالي لن يكلف انشاء القناة الفضائية كثير مال تتحمله الخزينة العامة للدولة، واحتوت الدراسة أيضا على انشاء مركز للانتاج الاعلامي والفني لتوثيق الكثيف من الأشعار والأعمال الفنية التي تشتهر بها المنطقة وكذلك تراث أهلنا في الشمال حتى الحدود مع مصر، كتبت عن ذلك فصلا كاملا.
وعندما ترشح الأخ صلاح قوش عن دائرة كريمة ومروي أوصلت له فكرة إنشاء القناة الفضائية، ثم سافرت من مدينة الدمام إلى مدينة جدة للالتقاء به عندما جاءها زائرا، وتحدثت معه عن فكرة القناة الفضائية في اللقاء الذي اقيم للترحيب به في احدى صالات جدة، ورحب الرجل بالأمر، وتعهد بتبنيه باعتباره المرشح الفائز في الانتخابات عن الدائرة، وبحمد الله تم عرض الدراسة لرئاسة الجمهورية وتمت الموافقة عليها، ولكن حكومة الولاية لم تقبل بإنشاء القناة في مدينة كريمة، خاصة بعد الخلاف الذي نشأ بسبب مهرجان جبل البركل وماتخلل ذلك من نقاشات حول اصل الحضارة في الجبل ومدينة نبتة بكونها كوشية أم نوبية، ليتدخل نائب رئيس الجمهورية حينها حسبو محمد عبدالرحمن ويقرر بأن تصبح مدينة دنقلا مقرا للقناة باعتبارها العاصمة للولاية والمقر للوالي والحكومة.
وليعذرني القائمون على فضائية الشمالية الآن إن قلت بأنني لست راضيا عن المحتوى الذي تقدمه الفضائية منذ انشائها، وقد آليت على نفسي متابعة بثها طوال هذه السنوات لأتبين الرسالة الحقيقية للقناة واتساق مايتم بثه فيها مع رسالتها من عدمه.
اواصل ان شاء الله
[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى