الكتاب

خبر وتحليل | ابي احمد والبرهان في ضيافة السيسى

عمار العركى

⭕ وصل رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي احمد القاهرة ، والتى سيتوجّه اليها رئيس مجلس السيادة ، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان غداٌ الاثنين 7 نوفمبر للمشاركة في مؤتمر تغير المناخ الذي سينطلق في السابع من نوفمبر الحالي بمدينة شرم الشيخ ، والتى سيحضرها حوالى 110 من رؤساء وملوك الدول والحكومات الذين يمثلون نحو 197 دولة، وعدد كبير من الخبراء والفنيين والناشطين والمنظمات المعنية بالمناخ والبيئة. بإجمالي بلغ حوالى 44 ألفا و174 مشاركا.
⭕ تأتي الزيارة وسط أزمة مصرية إثيوبية سودانية بشأن رفض أديس أبابا طلب القاهرة والخرطوم بتوقيع اتفاق ملء وتشغيل سد “النهضة” وتجميد المفاوضات الفنية منذ عام.
⭕ ولم يتضح ما إذا كان على جدول الأعمال.أي لقاءات ثنائية او قمة ثلاثية بهذا الخصوص ، ولكنا لا نستبعد حدوث شكل من اشكال الإختراق الايجابي نظرا لأجواء ومناخ وتوقيت الزيارة ، خاصة وان زيارة ابي احمد تأتي بعد اربعة سنوات من اول وآخر زيارة له في 2018م ، عقب تنصيبه باربعة أشهر
⭕ كذلك تأتى الزيارة ،ومصر تشهد نوعاً ما من “الململة الداخلية” لمعارضي سياسات السيسي الإقتصادية ، ويعد ملف سد النهضة إحدى عوامل “التعرية السياسية”، التى تستخدمها المعارضة المصرية فى مواجهة السيسي.
⭕ من جهة أخرى ، آبي احمد وقبل يومين ابرمت حكومته اتفاق هدنة ووقف عدائيات تمهيدا لإتمام مصفوفة من 12 بعد مطلوب تطبيقها لإقرار سلام نهائي ، الأمر الذى يتطلب دعم اقليمي بعد الدول وبشكل خاص ” السودان ومصر” – وبالحد الأدنى التحييد – لضمان نجاح العملية السلمية داخل أثيوبيا.
⭕ بدوره السودان ، ورغم ازمته السياسية الداخلية المؤثرة وعلاقته المتوترة مع اثيوبيا خلال الفترة التى أعقبت.لقاء البرهان وابي احمد في كينيا على هامش مؤتمر الإيقاد ، ثم لقاء موسع على هامش مؤتمر تانا بمدينة بحر دار الأثيوبية شهد تفاهمات وتعهدات وتنسيق جيد خاصة ( ملف سد النهضة)، وذلك في ظل هدؤ الاحوال في “الفشقة”، فبالتالى تحسن ” ما ” في شكل العلاقات (الثنائية) بين البلدين بصورة قد تمهد لبداية مساعى بأن يكون ذلك التحسن (ثلاثى) بين الدول الثلاثة.
⭕ عموما ، هنالك الكثير من “مياه” السد التى تسربت تحت جسر تجميد المفاوضات ومراوحة مكانها منذ عام وعدلت من كثيرا من “مناخها” ، فالاوضاع الداخلية في الدول الثلاث تحتم على حكوماتها تحريك المفاوضات بصورة اكثر جدية مما مضى ، سيما وان ملف سد النهضة بات ملف “سياسى أمنى داخلى قبل كونه خارجى ” وأكثر من كونه إقتصادي تنموى وينعكس بصورة مباشرة على الإستقرار السياسى والأمنى فى الدول الثلاث بشكل متوازى ومتطابق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى